أرشيف المقالات

البَريدُ الأدَبي

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
8 حديث البرد أو البرداء: قرأت من أسابيع حديث الدكتور زكي مبارك الأسبوعي في صفحة جريدة (البلاغ) الأدبية، فوجدته يفتتح الحديث بالبرد وخوفه منه، وشدة هلعه من آثاره في جسمه، ثم ختم الحديث - حديث البرد - بأن رسول الله ﷺ قال في البرد: اتقوا البرد، فإنه قتل أخاكم أبا الدرداء. ويغلب على الظن - بل أكاد أكون جازماً - أن تلك القولة إنما هي سجعة سجع بها بعض المتفاصحين فإن أبا الدرداء - واسمه عويمر بن مالك الأنصاري الخزرجي - لم يمت في عهد رسول الله ﷺ حتى يخبر الرسول عن وفاته بسبب الرد أو غير البرد من أسباب الموت المتعددة، بل عاش إلى ما بعد ذلك بأمد طويل، فقد عاش إلى سنة 2 من الهجرة حيث توفى في الشام وقد ولاه معاوية قضاء دمشق بأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. وقد قال رسول الله ﷺ في أبي الدرداء هذا عويمر حكيم أمتي.
وفي حديث آخر عن رسول الله صلى عليه وسلم: نعم الغازي عويمر.
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه تاجراً من كبار تجار المدينة قبل الإسلام، وصار بعد أن أسلم من نساك الفرسان، وشجعان النساك.
عليه رضوان الله. (حلوان) برهان الدين الداغستاني 1 - طريق الهجرة النبوية: كنت استدركت على الأستاذ الحمصاني بعض مواضع مر بها النبي ﷺ في هجرته، معتمداً على (عيون الأثر في فنون المغازي والسير) لابن سيد الناس - طبعة مصر - و (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للحافظ الهيثمي) - طبعة مصر - مما لم يذكره الأستاذ محمود الحمصاني في (خريطة الهجرة النبوية) وقد زارني عالم أديب نجدي فاطلع على هذه الخريطة وعلق عليها بما يأتي - وأهل مكة أدرى بشعابها -: 1 - منازل ثقيف هي في الطائف وما حوله، وليست لهم منازل في شمال خيبر. 2 - الرجيع من منازل هذيل بقرب مكة، لا في شمال المدينة. 3 - بعاث بالثاء المثلثة، لا بالتاء المثناة. 4 - بواط بدون أل التعريفية، على ما في (عيون الأثر) ومعجمات اللغة. 5 - العشيرة هي من قرى ينبع النخل وبقربها، لا على الساحل. 6 - العيص هي قرية تابعة لينبع، وليست على الساحل. 7 - بئر معاوية صوابها (بئر معونة) في أرض بني عامر. 8 - بنو زبيد مساكنهم رابغ وما يجاورها، ولم يكونوا هنا في عهد الهجرة بل كانوا باليمين. 9 - غران بالنون، لا بالراء. 10 - وادي حنين يقع بين نخلة ومكة، لا في شرق نخلة. 11 - عكاظ هو في الجنوب الشرقي من الطائف، لا في الشمال الغربي منها. 12 - كرا الواقع بين الطائف وعرفات هو بالراء لا بالدال، وهو جيل عظيم، وأما (كدا) فهي ثنية بمكة، وتسمى الآن (ريع الحجون). 13 - الوتير هو بالتاء المثناة، لا بالثاء المثلثة. 14 - نخلة ليست موضعاً واحداً، بل هما واديان عظيمان بقرب مكة، أحدهما وادي نخلة اليمانية، والآخر وادي نخلة الشامية ويجتمعان فيكونا وادياً يسمى مر الظهران، يصب في البحر الأحمر، في جنوب جدة. 2 - من أوهام الأقلام: 1 - لكم تداولت أقلام الكتاب (حبذت عمل فلان) يريدون بذلك استحسنت عمله.
مع إن أئمة اللغة أمسكوا عن الإقرار بصحته، إلا صاحب القاموس فقد قال: (لا تحبذي أي لا تقل لي أنت حبيبي) وقد أثبته تباهياً علي الجوهري في أن القاموس أغزر مادة في الصحاح، وقال صاحب التاج؛ في زيادة مثله على الصحاح نظر.
فلو تسامح أعلام اللغة في استعماله ما تسامحوا في جواز دلالته على المعنى الذي استحدثه له بعض كتاب هذا الزمن. 2 - واحلوا (المواطن) في موضع (الوطني) مع أنه لا يدل على شيء مما يعنون، فهو اسم فاعل من واطنت فلانا على هذا الأمر إذا أضمرت في نفسك أن تفعله معه. 3 - ويستعملون (الحياد) في عدم الدخول في الحرب، مع أنه من اللفظ المهمل عند العرب، بهذا المعنى فالاعتزال أدل من غيره على التنحي عن الحرب، قال الحارث بن عباد: قد تجنبت وائلا كي يفيقوا ...
وأبت تغلب على اعتزالي 4 - ويقولون (لبثوا هناك برهة من الزمن) يعنون به وقتاً قصيراً.
مع أن البرهة هي الوقت الطويل.
وللوقت القصير ألفاظ كثيرة عند العرب، منها (هنيهة). 5 - ويقولون (إخصائي) والصواب (متخصص) وهو المنقطع إلى ممارسة فن واحد يحذقه.
لأن الإخصاء هو سل الخصيتين.
وقول القاموس: (أخصى تعلم علماً واحداً) خطأ. 6 - ويقولون (المخابرة - المخابرات) والصواب (المراسلة) لأن المخابرة هي المزارعة على نصيب معين. انتهى بإيجاز من (المناظرة اللغوية الأدبية بين الأسانيد: عبد اله البستاني والمغربي والكرملي) المطبوعة بمصر. محمد أسامة عليية حول كلمة (غورى): في نقدي لديوان (طفولة نهد) للشاعر السوري نزار قباني يقول الأديب الفاضل عثمان موسى معقباً على بعض ما قلت في نقدي ليديوان (طفولة نهد) إنني عبت على كلمة (غورى) في شعر نزار قباني، وهي كلمة صحيحة من غار يغور، وإن الذي دعاني إلى هذه التخطئة هو أن العامة استعملت هذا الفعل بمعنى قريب جداً من هذا المعنى.

والشيء الذي أود أن أقوله له هو أن الراوية التي نظرت منها إلى الكلمة بعيدة كل البعد عما ذهب إليه فأنا - مع علمي بأن الكلمة صحيحة - لم أتعرض لها بالتخطئة وإنما تعرضت لها من ناحية تأثيرها في الصياغة الشعرية؛ لأن كلمة (غورى) حين ترد في بيت من الأبيات تجعل القالب الشعري أقرب إلى النثر منه إلى الشعر.
.
ولا يعيب المعاني مثل صبها في قوالب نثرية. هذا هو كل ما قصدت إليه، وعلى الأديب الفاضل أن يرجع إلى ما كتبت، وأن يراجع بعد ذلك نفسه!.
. أنور المعداوي

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١