أرشيف المقالات

مسلمو السودان الغربي يحاولون كشف أمريكا في

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
8 أوائل القرن الثامن الهجري. للدكتور عبد الوهاب عزام عثر كريستوف كلمب على أمريكا على غير قصد إليها، بل كان يرجو أن يبلغ الهند من الغرب فأتيح له هذا الكشف العظيم. وقد حاول مسلمو السودان الغربي في أوائل القرن الثامن الهجري أن يبلغوا الشاطئ الغربي من المحيط الأطلنطي (بحر الظلمات) برأي أسد من رأي كلمب، وفكرة أصح من فكرته؛ قبل كشف أمريكا بنحو قرنين. كانت عظمى ممالك المسلمين في السودان في القرنين السابع والثامن بعد الهجرة بلاد ماليّ ومضافاتها.
وكانت تعرف في ذلك الحين باسم بلاد التكرور.
والتكرور كان أحد أقاليم هذه المملكة الواسعة. وكان ملكهم أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون منسا موسى، قال في صبح الأعشى نقلاً عن العبر: (وكان رجلاً صالحاً وملكاً عظيماً له أخبار في العدل تؤثر عنه، وعظمت المملكة في أيامه إلى الغاية، وافتتح الكثير من البلاد.
قال في مسالك الأبصار: حكى ابن أمير حاجب والي مصر عنه انه فتح بسيفه أربعاً وعشرين مدينة من مدن السودان ذوات أعمال وقرى وضياع.) وقد حج منسا موسى أيام الناصر بن قلاوون سنة أربع وعشرين وسبعمائة.
قال في صبح الأعشى نقلاً عن مسالك الأبصار.
(قال لي المهمندار: خرجت لملتقاه من جهة السلطان فأكرمني إكراماً عظيماً وعاملني بأجمل الآداب.
ولكنه كان لا يحدثني إلا بترجمان مع إجادته اللسان العربي.
قال ولما قدم قدمّ للخزانة السلطانية حملاً من التبر ولم يترك أميرا ولا رب وظيفة سلطانية إلا وبعث إليه بالذهب.
وكنت أحاوله في طلوع القلعة للاجتماع بالسلطان حسب الأوامر السلطانية فيأبى خشية تقبل الأرض للسلطان ويقول جئت للحج لا لغيره. فلما صار إلى الحضرة السلطانية قيل له قبل الأرض فتوقف وأبى إباء ظاهراً وقال كيف يجوز هذا؟ فأسر إليه رجل كان في جانبه كلاماً، فقال أنا اسجد لله الذي خلقني وفطرني ث سجد.
وتقدم إلى السلطان فقام له بعض القيام وأجلسه إلى جانبه.
وتحدثا طويلاً. ومقصدنا من هذا الكلام في الرواية آلاتية عن صبح الأعشى: (قال في مسالك الأبصار قال ابن أمير حاجب سألته عن سبب انتقال الملك إليه فقال إن الذي قبلي كان يظن أن البحر المحيط له غاية تدرك فجهز مائتي سفينة، وشحنها بالرجال والأزواد التي تكفيهم سنين، أمر من فيها إلا يرجعوا حتى يبلغوا نهاية أو تنفد أزوادهم.
فغابوا مدة طويلة ثم عاد منهم سفينة واحدة، وحضر مقدمها فسأله عن أمرهم فقال سارت السفن زماناً طويلاً حتى عرض لها في البحر في وسط اللجة وادٍ له جرية عظيمة فابتلع تلك المراكب، وكنت آخر القوم فرجعت بسفينتي.
فلم يصدقه فجهز ألفي سفينة: ألفاً للرجال وألفاً للأزواد.
واستخلفني وسافر بنفسه ليعلم حقيقة ذلك.
فكان آخر العهد به وبمن معه) اهـ فما رأى المؤرخين والجغرافيين في هذه الرواية العجيبة؟ قد قرأنا في الجرائد قبل سنة أو سنتين أن بعض الباحثين صادف في أمريكا الجنوبية قبائل تشبه أن تكون عربيه مسلمة.
فهل بلغ ملك السودان الغربي وأصحابه أمريكا في القرن الثامن الهجري وانقطعت الطريق بينهم وبين أفريقية فأقاموا هناك؟ أو ماذا؟ لعل سعادة شيخ العروبة العلامة احمد زكي باشا يدلي برأيه في هذه المعضلة. عبد الوهاب عزام

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣