بعث الحجاج كتابا إلى المهلب وعبد الرحمن بن مخنف يأمرهما بمناهضة الخوارج، فزحفوا إليهم وقاتلوهم شيئا من قتال، فانهزمت الخوارج كأنهم على حامية، ولم يكن منهم قتال، وساروا حتى نزلوا كازرون، وسار المهلب وابن مخنف حتى نزلوا بهم، وخندق المهلب على نفسه، وقال لابن مخنف: إن رأيت أن تخندق عليك فافعل.

فقال أصحابه: نحن خندقنا سيوفنا, فأتى الخوارج المهلب ليبيتوه فوجدوه قد تحرز، فمالوا نحو ابن مخنف فوجدوه لم يخندق فقاتلوه فانهزم عنه أصحابه، فنزل فقاتل في أناس من أصحابه, فقتل وقتلوا حوله كلهم.


وكان سبب ضربها أن عبد الملك بن مروان كتب في صدور الكتب إلى الروم: "قل هو الله أحد" وذكر النبي صلى الله عليه وسلم، مع التاريخ، فكتب إليه ملك الروم: إنكم قد أحدثتم كذا وكذا، فاتركوه وإلا أتاكم في دنانيرنا من ذكرنا نبيكم ما تكرهون.

فعظم ذلك عليه.

فأحضر خالد بن يزيد بن معاوية فاستشاره فيه، فقال: حرم دنانيرهم واضرب للناس سكة فيها ذكر الله تعالى.

فضرب الدنانير والدراهم.

ثم إن الحجاج ضرب الدراهم ونقش فيها: "قل هو الله أحد" فكره الناس ذلك لمكان القرآن؛ لأن الجنب والحائض يمسها، ونهى أن يضرب أحد غيره.


كانت هناك في جبال أوراس كاهنة مطاعة من قبل البربر فانطلق إليها حسان بن النعمان لقتالها، وحصل قتال شديد هزم فيه المسلمون، ووصل الخبر لعبد الملك فأمر بالانتظار حتى يأتيهم الأمر؛ ولكن الروم لما علموا بالأمر ساروا بأسطولهم إلى قرطاجنة بإمرة البطريق يوحنا فتمكن من دخولها وقسا على المسلمين مما اضطرهم للهروب للقرى المجاورة.