هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو الفضل، عم النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أكابر قريش في الجاهلية والإسلام، وجد الخلفاء العباسيين رضي الله عنه.

كان محسنا لقومه، سديد الرأي، واسع العقل، مولعا بإعتاق العبيد، كارها للرق، اشترى 70 عبدا وأعتقهم، وكانت له سقاية الحاج، وعمارة المسجد الحرام -وهي أن لا يدع أحدا يسب أحدا في المسجد ولا يقول فيه هجرا- أسلم قبل الهجرة وكتم إسلامه، وأقام بمكة يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبار المشركين، ثم هاجر إلى المدينة، وشهد وقعة "حنين" فكان ممن ثبت حين انهزم الناس، وشهد فتح مكة، وعمي في آخر عمره، وكان إذا مر بعمر في أيام خلافته ترجل عمر إجلالا له، وكذلك عثمان، وكانت وفاته في المدينة عن عشرة أولاد ذكور سوى الإناث، وله في كتب الحديث 35 حديثا تقريبا، وإليه تنسب الدولة العباسية التي حكمت ما يزيد عن خمسة قرون.


هو جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري كان طوالا آدم، وكان يتعبد قبل مبعث رسول الله.

صلى الله عليه وسلم، وأسلم بمكة قديما، وقال: كنت في الإسلام رابعا.

ورجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق، ثم قدم المدينة، كان أبو ذر شجاعا ينفرد وحده فيقطع الطريق ويغير على الصرم كأنه السبع، ثم إن الله قذف في قلبه الإسلام وسمع  بالنبي صلى الله عليه وسلم بمكة فأتاه، توفي أبو ذر رضي الله عنه بالربذة، وكان قد أوصى امرأته وغلامه: إذا مت فاغسلاني, وكفناني, ثم احملاني فضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب] يمرون بكم فقولوا: هذا أبو ذر.

فلما مات فعلوا به كذلك، فطلع ركب, فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره، فإذا ابن مسعود في رهط من أهل الكوفة، فقال: ما هذا؟ فقيل: جنازة أبي ذر، فاستهل ابن مسعود يبكي، ثم غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه، فلما أرادوا أن يرتحلوا قالت لهم ابنته: إن أبا ذر يقرأ عليكم السلام, وأقسم ألا تركبوا حتى تأكلوا.

ففعلوا، وحملوهم حتى أقدموهم إلى مكة، ونعوه إلى عثمان رضي الله عنه فضم ابنته إلى عياله.


بعد أن فتحت قبرص نقضت معاهدة الصلح مما اضطر المسلمين لغزوهم ثانية بحملة بحرية يقودها هذه المرة جنادة بن أبي أمية الأزدي، الذي قام بتأديبهم وإدخالهم في التبعية مرة أخرى.


لما كثرت الفتوح وبالتالي كثر الداخلون الجدد في الإسلام والمتعلمون لكتاب الله من غير العرب ظهرت بعض الاختلافات في القراءات، مما خوف بعض الصحابة على مستقبل مثل هذه الخلافات، فما كان من حذيفة بن اليمان رضي الله عنه إلا أن توجه إلى عثمان بن عفان وطلب منه أن يدرك الناس قبل أن يختلفوا الاختلاف الذي تكون فيه فتنتهم واقتتالهم، فأمر عثمان بن عفان بنسخ القرآن الكريم على قراءة واحدة على لغة قريش ولهجتها، وقد كلف لذلك عددا من الصحابة وهم: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث، فبدأوا ينسخون المصحف، وجمعوه بالاستعانة بالمصحف الذي كان أبو بكر قد جمعه في عهده، وكان يومها عند حفصة رضي الله عنها، فاستلمه عثمان منها، ثم أمر عثمان بنسخ عدة نسخ من هذا المصحف الذي وحده على قراءة واحدة، وأمر بكل نسخة في بلد عند أميرها، وأمر بسائر المصاحف أن تحرق ولا يبقى منها شيء إلا التي جمعها ووحدها، وإلى يومنا هذا لا يعرف إلا الرسم العثماني، يعني الرسم الذي أمر بجمعه عثمان وأبقاه ونشره، وغير هذا الرسم العثماني يعتبر شاذا لا يقرأ به ولا يعد من القرآن فجزاه الله خيرا.