Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


لما قام محمد بالمدينة ودعا لنفسه خرج أخوه إبراهيم في البصرة ودعا للبيعة، وقوي أمره ثم غلب عليها وبايعه أهل الأهواز كذلك واستحوذ على البلاد، وبعث إبراهيم إلى بلاد فارس فأخذها، وكذلك واسط والمدائن والسواد، واستفحل أمره جدا، ولكن لما جاءه نعي أخيه محمد انكسر جدا، ثم إن المنصور استدعى عيسى بن موسى وجيشه وسيره لقتال إبراهيم حتى هزمه في موقعة باخمرا، وقتل إبراهيم كذلك وأخذ رأسه إلى المنصور، وكان ذلك في ذي الحجة من هذا العام،


سار العلاء بن مغيث اليحصبي من إفريقية إلى مدينة باجة من الأندلس، ولبس السواد, وخطب للمنصور، واجتمع إليه خلق كثير، فخرج إليه الأمير عبد الرحمن الداخل، فالتقيا بنواحي إشبيلية، ثم تحاربا أياما، فانهزم العلاء وأصحابه، وقتل منهم في المعركة سبعة آلاف، وقتل العلاء، وأمر بعض التجار بحمل رأسه ورؤوس جماعة من مشاهير أصحابه إلى القيروان، وإلقائها بالسوق سرا، ففعل ذلك، ثم حمل منها شيء إلى مكة، فوصلت وكان بها المنصور، وكان مع الرؤوس لواء أسود وكتاب كتبه المنصور للعلاء.


في هذا العام تكامل بناء بغداد، وكان السبب الباعث للمنصور على بنائها أن الراوندية لما وثبوا عليه بالكوفة ووقاه الله شرهم، بقيت منهم بقية فخشي على جنده منهم، فخرج من الكوفة يرتاد لهم موضعا لبناء مدينة، فسار في الأرض حتى بلغ الجزيرة، فلم ير موضعا أحسن لوضع المدينة من موضع بغداد الذي هي فيه الآن؛ وذلك بأنه موضع يغدى إليه ويراح بخيرات ما حوله في البر والبحر، وهو محصن بدجلة والفرات من هاهنا وهاهنا، لا يقدر أحد أن يتوصل إلى موضع الخليفة إلا على جسر، وقد بات به المنصور قبل بنائه ليالي فرأى الرياح تهب به ليلا ونهارا من غير انجعار ولا غبار، ورأى طيب تلك البقعة وطيب هوائها، وقد كان في موضعها قرى وديور لعباد النصارى وغيرهم، فحينئذ أمر المنصور باختطاطها فرسموها له بالرماد، فمشى في طرقها ومسالكها فأعجبه ذلك، ثم سلم كل ربع منها لأمير يقوم على بنائه، وأحضر من كل البلاد عمالا وصناعا ومهندسين، فاجتمع عنده ألوف منهم، ثم كان هو أول من وضع لبنة فيها بيده، وقال: بسم الله والحمد لله، والأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين.

ثم قال: ابنوا على بركة الله.

وأمر ببنائها مدورة سمك سورها من أسفله خمسون ذراعا، ومن أعلاه عشرون ذراعا، وجعل لها ثمانية أبواب في السور البراني، ومثلها في الجواني، وليس كل واحد تجاه الآخر، ولكن جعله أزور عن الذي يليه، ولهذا سميت بغداد الزوراء، لازورار أبوابها بعضها عن بعض، وقيل: سميت بذلك لانحراف دجلة عندها.

وبنى قصر الإمارة في وسط البلد؛ ليكون الناس منه على حد سواء، واختط المسجد الجامع إلى جانب القصر، وكان الذي وضع قبلته الحجاج بن أرطأة.


طلب أمير الرياض دهـام بن دواس الصلح من الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمـام محمد بن سعود، ومع علمهما بأنه لا يفي بوعده إلا أنهما وافقا بشروط، منها: أن يقبل دهام بعودة أنصار الدعوة إلى الرياض بعد أن كان قد اضطرهم إلى الهجرة منها, وأن يرد دهام إلى المهاجرين الأموال التي صادرها منهم في الرياض حين هجرتهم منها, وأن يسوق إلى الدرعية ألفي (ريال) أحمر معجلة, فالتزم دهام بهذا الصلح إلى وفاة الإمام محمد بن سعود عام 1179هـ, وحضر مع الإمام عبد العزيز بن محمد الحرب التي شنتها الدرعية ضد عشائر الظفير في وقعة "جراب" بالقرب من سدير، وكانت هذه أول غزوة ينضم فيها دهام إلى لواء الدرعية.