Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
تمكن الملك عبد العزيز بعد اجتماع الشعراء أن يلحق بالإخوان هزائم متلاحقة حتى فر الدويش ونايف بن حثلين إلى الكويت، كما هرب أعداد من الإخوان إلى داخل الحدود العراقية خوفا وهربا من ابن سعود الذي أرسل إلى ديكسون الوكيل السياسي في الكويت يحتج على السماح للإخوان باللجوء إلى العراق والكويت وشرق الأردن، فأجابه بأنه سيعيدهم إلى نجد، وفي 9 شعبان نقل زعماء الإخوان الثلاثة: فيصل الدويش، وجاسر بن لامي، ونايف بن حثلين بالطائرة إلى البصرة، ثم وضعوا في بارجة بريطانية، وطالب الملك عبد العزيز بتسليمهم له، فوصل إلى معسكره بالقرب من الكويت وفد بريطاني تفاوض معه بشأن تسليم الزعماء الثلاثة، واستمرت المفاوضات أسبوعا، وفي يوم 27 من شعبان تم تسليم الزعماء الثلاثة في معسكر ابن سعود القريب من الكويت، وأمر الملك عبدالعزيز بسجنهم في الرياض ثم نقلوا إلى سجن الأحساء ليسجنوا فيه مع سلطان بن بجاد، وفي عام 1350هـ توفي فيصل الدويش، وأما الثلاثة البقية فقد ماتوا عام 1353هـ، وبنهاية هذا العام انتهت أعمال الإخوان على حدود العراق والكويت وشرق الأردن، وتلاشت حركتهم تماما، ودخل البدو تحت خيمة الدولة الحديثة، وتوافقوا مع السكان الحضر.
بعد أن قضى الملك عبد العزيز على حركة الإخوان وتسلم زعماءهم عقد معاهدة صداقة وحسن جوار مع الملك فيصل بن الحسين ملك العراق؛ حيث التقى الاثنان مع المندوب السامي البريطاني في العراق همفرز، ودام اللقاء ثلاثة أيام، واتفقا على معاهدة صداقة وحسن جوار، ووقعت بعد أسابيع، وتبادل الملكان الاعتراف بدولتيهما ونسيان ماضي الصراع الهاشمي السعودي في الحجاز، وتم تبادل المندوبين الدبلوماسيين.
كان البريطانيون قد سبقوا الأمريكان إلى التنقيب عن النفط في غرب الخليج العربي.
ولم تسفر بحوثهم عن نتيجة، فكتبوا إلى السلطان عبد العزيز يأسفون على ما أضاعوا من جهد ومال، وانصرفوا عن البحث، ولما كان وزير الخارجية الأمير فيصل يزور لندن على رأس بعثة سياسية تحدث مع الجهات البريطانية في احتمال وجود النفط على الشاطئ الغربي للخليج العربي، فلم يجد في الشركات البريطانية استعدادا لمجازفة ثانية، وبينما كان الثري الأمريكي كرين في زيارة للسعودية بصحبة المترجم جورج أنطونيوس، سأل كرين الملك عبد العزيز عما يمكن أن يقوم به من مساعدة بلاده، فطلب منه الملك أن يحضر إليه خبيرا جيولوجيا يبحث له عن آبار ارتوازية في مناطق الصحراء لتسقي الحجاج ويستخدمها البادية في الرعي والزراعة، فقال له كرين: سأبعث إليكم بخبير أعتقد أنه سيفيد بلادكم، ولا تكلف حكومتكم أن تنفق عليه أكثر من تأمين إقامته وتنقلاته، فوصل إلى جدة المهندس الجيولوجي الأمريكي تويتشل، فأخذ يبحث عن الماء في مسافة 1500 ميل في الحجاز دون أي فرصة أمل لتدفق المياه في أراضي الحجاز، ولما كان البحث عن النفط جاريا في البحرين على يد الشركات الأمريكية، عرض الملك على تويتشل أن يتصل بزملائه في الشركات الأمريكية للتنقيب عن النفط في الأحساء بدلا من البحث عن الماء، وبعد جهد تم الاتفاق مع شركة ستاندارد أويل كومباني أوف كليفورنيا على تبني المشروع عام 1352هـ.
أصدر الملك فؤاد الأول قرارا بتعيين إسماعيل صدقي باشا رئيسا للوزراء خلفا لمصطفى النحاس باشا، وكان الملك فؤاد يرى في صدقي رجل إدارة وحسم، قادرا على حل المشكلات التي تعصف بالبلاد، فألغي دستور 1923 وأصدر دستور 1930.
كانت المعاهدة قد طرحت سابقا لكن لم يتم التوقيع عليها بسبب بعد الشروط فيها، فكانت كل وزارة تتغير ولا يحدث أي توقيع للمعاهدة، حتى شكلت لجنة لمفاوضة الجهة البريطانية التي يمثلها المعتمد السامي البريطاني، وقد وجدت ثلاث نقاط يجب بحثها، وهي: تعديل الاتفاقية المالية والعسكرية؛ حيث كان هناك اعتراض على قوة الطيران البريطانية الموجودة بالعراق، وقضية التجنيد الإلزامي، وامتلاك ميناء البصرة والسكك الحديدية.
ثم عادت المفاوضات بين الحكومة العراقية والبريطانيين في الرابع من ذي القعدة عام 1348هـ ودارت حول نقطتين أساسيتين: الاعتراف بحفظ وحماية المواصلات الجوية البريطانية في العراق بصورة دائمة وفي جميع الأحوال، دخول العراق في عصبة الأمم عام 1932م.
وكان الملك فيصل يشرف على المفاوضات بنفسه، واضطر للسفر إلى لندن فأناب أخاه عليا حتى تم التوقيع على المعاهدة في الرابع من صفر من هذا العام، ونشرت بنود المعاهدة في الثاني والعشرين من نفس الشهر فلقيت معارضة واسعة، والتي كان من بنودها: يسود سلم وصداقة دائمين بين ملك العراق وملك بريطانيا، ويؤسس بين الفريقين الساميين المتعاقدين تحالف وثيق توطيدا لصداقتهما.
.
.
وتجري بينهما مشاورات تامة وصريحة في جميع شؤون السياسة الخارجية مما قد يكون له مساس بمصالحهما المشتركة، ومنها معونة أي طرف للآخر في حال اشتبك أحد الفريقين بحرب، وغيرها من البنود الدالة على الربط الوثيق بين الحكومتين؛ لإبقاء العراق تحت بريطانيا كالتابع.
شهد عام 1930 إلغاء دستور 1923م ثم إصدار دستور جديد للبلاد في وزارة إسماعيل صدقي باشا رئيس الوزراء، واستمر العمل به لمدة خمس سنوات، ثم عادت البلاد مرة أخرى إلى دستور عام 1923، وذلك في عام 1935.