Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


هو الخليفة، أبو جعفر القائم بأمر الله أمير المؤمنين، عبد الله أبو جعفر بن القادر بالله أبي العباس أحمد ابن الأمير إسحاق بن المقتدر بالله أبي الفضل جعفر بن المعتضد بالله أبي العباس أحمد.

ولد سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة في نصف ذي القعدة، وأمه بدر الدجى الأرمنية.

وقيل: قطر الندى، بقيت إلى أثناء خلافته.

وكان مليحا وسيما أبيض بحمرة، قوي النفس، دينا ورعا متصدقا.

بويع يوم موت أبيه بعهد له منه في ذي الحجة، سنة 422هـ.

وله إحدى وثلاثون سنة، وأبوه هو الذي لقبه: القائم بأمر الله.
  كان من خيار بني العباس دينا واعتقادا ودولة، وقد امتحن من بينهم بفتنة البساسيري التي اقتضت إخراجه من داره ومفارقته أهله وأولاده ووطنه، فأقام بحديثة عانة سنة كاملة ثم أعاد الله تعالى نعمته وخلافته  على يد السلطان طغرلبك ملك الغز بعد أن استنهضه القائم.

في صفر من هذه السنة مرض الخليفة القائم بأمر الله مرضا شديدا انتفخ منه حلقه، وامتنع من الفصد، فلم يزل الوزير فخر الدولة عليه حتى افتصد وانصلح الحال، وكان الناس قد انزعجوا ففرحوا بعافيته وفي شعبان انفجر فصاده، وخرج منه دم كثير ولم يشعر، فاستيقظ وقد ضعف وسقطت قوته، فأيقن بالموت، فأحضر ولي العهد، ووصاه بوصايا، وأحضر النقيبين وقاضي القضاة وغيرهم مع الوزير ابن جهير، وأشهدهم على نفسه أنه جعل ابن ابنه أبا القاسم عبد الله بن محمد بن القائم بأمر الله ولي عهده, ولقبه: بالمقتدي بأمر الله، وكان أبوه الذخيرة محمد بن القائم قد توفي أيام القائم، ولم يكن له غيره، فأيقن الناس بانقراض نسل القائم، وانتقال الخلافة من البيت القادري.

وكان للذخيرة جارية تسمى أرجوان، فلما مات، ورأت أباه قد جزع ذكرت له أنها حامل، فتعلقت الآمال بذلك الحمل.

فولدت هذا بعد موت أبيه بستة أشهر، فاشتد سرور القائم به، وبالغ في الإشفاق عليه والمحبة له.

وكان ابن أربع سنين في فتنة البساسيري، فأخفاه أهله، وحمله أبو الغنائم بن المحلبان إلى حران، ولما عاد القائم إلى بغداد أعيد المقتدي، فلما بلغ الحلم جعله ولي عهده، ولما توفي القائم غسله الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي، وصلى عليه أبو القاسم المقتدي بأمر الله، وكانت خلافته أربعا وأربعين سنة وثمانية أشهر وأياما، ولما توفي القائم بأمر الله بويع المقتدي بأمر الله عبد الله بن محمد بن القائم بالخلافة، وحضر مؤيد الملك بن نظام الملك، والوزير فخر الدولة بن جهير وابنه عميد الدولة، والشيخ أبو إسحاق، وأبو نصر بن الصباغ، ونقيب النقباء طراد، والنقيب الطاهر المعمر بن محمد، وقاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني، وغيرهم من الأعيان والأماثل، فبايعوه، وقيل: كان أول من بايعه الشريف أبو جعفر بن أبي موسى الهاشمي.


كان من أول أعمال المقتدي بأمر الله أنه أمر بإخراج المفسدات من الخواطئ من بغداد، وأمرهن أن ينادين على أنفسهن بالعار والفضيحة، وخرب الخمارات ودور الزواني والمغاني، وأسكنهن الجانب الغربي مع الذل والصغار، وخرب أبرجة الحمام، ومنع اللعب بها، وأمر الناس باحتراز عوراتهم في الحمامات ومنع أصحاب الحمامات أن يصرفوا فضلاتها إلى دجلة، وألزمهم بحفر آبار لتلك المياه القذرة صيانة لماء الشرب.


في شوال وقعت نار ببغداد في دكان خباز بنهر المعلى، فاحترقت من السوق مائة وثمانون دكانا سوى الدور، ثم وقعت نار في المأمونية، ثم في الظفرية، ثم في درب المطبخ، ثم في دار الخليفة، ثم في حمام السمرقندي، ثم في باب الأزج ودرب خراسان، ثم في الجانب الغربي في نهر طابق، ونهر القلائين، والقطيعة، وباب البصرة، واحترق ما لا يحصى


أرسل المستنصر بالله الفاطمي صاحب مصر، إلى صاحب مكة ابن أبي هاشم رسالة وهدية جليلة، وطلب منه أن يعيد له الخطبة بمكة، وقال: إن أيمانك وعهودك كانت للقائم، وللسلطان ألب أرسلان، وقد ماتا، فخطب به بمكة وقطع خطبة المقتدي، وكانت مدة الخطبة العباسية بمكة أربع سنين وخمسة أشهر.
 


قام أبو بكر محمد بن عبدالعزيز المنصور نائب يحيى المأمون بن ذي النون في بلنسية بإعلان استقلاله فيها بعد أن بلغه وفاة يحيى المأمون، وقام بمحالفة ألفونسو السادس ملك قشتالة وليون وجيليقية مقابل دفع جزية له، كما قام المعتمد بن عباد بانتهاز وفاة يحيى المأمون ليغير على قرطبة ويستولي عليها ويقتل حاكمها ابن عكاشة، وكان المأمون قد ولاه عليها حينما احتلها السنة الماضية وقتل الفتح بن المعتمد، أما أحمد بن سليمان بن هود أمير سرقسطة والثغر الأعلى فاستولى على دانية وقضى على الدولة المجاهدية التي أسسها عامر المجاهدي، وحمل أميرها علي بن مجاهد إلى سرقسطة، وأما علي المرتضى أمير الجزائر الشرقية البليار فقد أعلن استقلاله فيها بعد سقوط دانية بيد المقتدر أحمد بن سليمان بن هود.