Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
هو الأمير الكبير المهيب سيف الدين أبو سعيد تنكز نائب السلطنة بالشام، جلب إلى مصر وهو حدث، فنشأ بها، وكان أبيض يميل إلى السمرة، رشيق القد، مليح الشعر، خفيف اللحية قليل الشيب، حسن الشكل، جلبه الخواجا علاء الدين السيواسي، فاشتراه الأمير حسام الدين لاجين، فلما قتل لاجين في سلطنته صار من خاصكية السلطان الناصر، وشهد معه وقعة وادي الخزندار ثم وقعة شقحب، سمع صحيح البخاري غير مرة من ابن الشحنة، وسمع كتاب الآثار للطحاوي، وصحيح مسلم.
تولى نيابة السلطان بدمشق في شهر ربيع الآخر سنة 712 وتمكن في النيابة, وسار بالعساكر إلى ملطية فافتتحها وعظم شأنه وهابه الأمراء بدمشق ونواب الشام، وأمن الرعايا به ولم يكن أحد من الأمراء ولا من أرباب الجاه يقدر يظلم أحدا ذميا أو غيره خوفا منه؛ لبطشه وشدة إيقاعه, ثم تغير السلطان الناصر على تنكز, وكان سبب تغير الحال بينهما- مع أن السلطان متزوج من بنته وأراد كذلك تزويج ولديه من بناته- لما قتل تنكز جماعة من النصارى بسبب افتعالهم الحريق بدمشق، عنف عليه السلطان، وأن في ذلك سببا لقتل المسلمين في القسطنطينية، وزاد الأمر أنه أمره بإحضار الأموال المتحصلة من جراء هذه الحادثة وأن يجهز بناته، فاعتذر تنكز بانشغاله بعمارة ما أكله الحريق وأنه أنفق تلك الأموال في ذلك، وزاد الأمر كذلك سعاية بعض الحاسدين عليه لدى السلطان حتى أمر السلطان بإحضاره إلى مصر، فخرج جيش من مصر لإحضاره من دمشق، وكان تنكز قد عرف بالأمر، فخرج وأخرج أمواله وأهله، فوصل إليه الأمراء من القاهرة وعرفوه مرسوم السلطان وأخذوه وأركبوه إكديشا- حصانا غير أصيل يستخدم في حمل الآلات والعدة- وساروا به إلى نائب صفد، وأمر طشتمر بتنكز فأنزل عن فرسه على ثوب سرج، وقيده قرمجي مملوكه، وأخذه الأمير بيبرس السلاح دار، وتوجه به إلى الكسوة، فحدث له إسهال ورعدة خيف عليه منه الموت، وأقام بها يوما وليلة، ثم مضى به بيبرس إلى القاهرة, وفي يوم الثلاثاء سابع المحرم وصل الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام وهو متضعف، بصحبة الأمير بيبرس السلاح دار، وأنزل من القلعة بمكان ضيق حرج، وقصد السلطان ضربه بالمقارع، فقام الأمير قوصون في الشفاعة له حتى أجيب إلى ذلك، وبعث إليه السلطان يهدده حتى يعترف بما له من المال، ويذكر من كان موافقا على العصيان من الأمراء، فأجاب تنكز بأنه لا مال له سوى ثلاثين ألف دينار وديعة عنده لأيتام بكتمر الساقي، وأنكر أن يكون خرج عن الطاعة، فأمر السلطان في الليل فأخرج مع ابن صابر المقدم وأمير جندار، وحمل في حراقة –سفينة- بالنيل إلى الإسكندرية، فقتله بها إبراهيم بن صابر المقدم في يوم الثلاثاء خامس عشر ودفنوه بالإسكندرية، وقد جاوز الستين، ثم نقل من الإسكندرية بعد ثلاث سنين ونصف أو أكثر، بشفاعة ابنته زوجة السلطان الناصر، فأذن في ذلك وأرادوا أن يدفن بمدرسته بالقدس الشريف، فلم يمكن، فجيء به إلى تربته بدمشق وقيل: كانت وفاته بقلعة إسكندرية مسموما، وتأسف الناس عليه كثيرا، وطال حزنهم عليه، وفي كل وقت يتذكرون ما كان منه من الهيبة والصيانة والغيرة على حريم المسلمين ومحارم الإسلام، ومن إقامته على ذوي الحاجات وغيرهم؛ يشتد تأسفهم عليه.
ويذكر أن لتنكز هذا أوقافا كثيرة، من ذلك مرستان بصفد، وجامع بنابلس وعجلون، وجامع بدمشق، ودار الحديث بالقدس ودمشق، ومدرسة وخانقاه بالقدس، ورباط وسوق موقوف على المسجد الأقصى، وتتبعت أموال تنكز، فوجد له ما يجل وصفه واشتملت جملة ما بيع له على مائتي ألف دينار، فكان جملة العين ستمائة ألف دينار وأربعمائة دينار، ومع ذلك كان له أعمال جدية في دمشق فأزال المظالم، وأقام منار الشرع، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وأزال ما كان بدمشق وأعمالها من الفواحش والخانات والخمارات، وبالغ في العقوبة على ذلك حتى قتل فيه، وغيرها من عمارة المدارس والأوقاف والمساجد.
قام الملك أبو الحسن علي بن عثمان ملك بني مرين باجتياز البحر على رأس جيش كثيف لمحاربة المتحالفين من قشتالة والبرتغال وأراغون، فجرت بينهم معركة قرب مدينة طريف انكسر فيها جيش المسلمين المكون من جيش بني مرين وجيش غرناطة، وسقط معسكر الملك المريني بيد الأسبان فذبحوهم بأجمعهم واستطاع الملك المريني عبور البحر إلى المغرب مع بعض فلول جيشه، وانهزم ملك غرناطة إلى غرناطة بأسوأ حال شهده المسلمون منذ وقعة العقاب، واستولى الأسبان على طريف والجزيرة الخضراء وجبل طارق، ويذكر أن المسلمين استعملوا في هذه الحرب آلات تشبه المدافع كانت تسمى الأنفاط، وكانت هي أساسا لاختراع المدافع فيما بعد.
هو الصوفي الاتحادي عثمان الدكاكي الدمشقي, خالط الصوفية ودعاة وحدة الوجود، فتأثر بهم حتى ادعى الألوهية وانتقص من الأنبياء, فعقد له مجلس في دار العدل بدار السعادة في يوم الثلاثاء آخر شهر شوال واجتمع القضاة والأعيان على العادة وأحضر يومئذ عثمان الدكاكي، وادعي عليه بعظائم من القول لم يؤثر مثلها عن الحلاج ولا عن ابن أبي الغدافر السلقماني، وقامت عليه البينة بدعوى الإلهية- لعنه الله- وأشياء أخر من التنقيص بالأنبياء ومخالطته أرباب الريب من الباجريقية وغيرهم من الاتحادية- عليهم لعائن الله- ووقع منه في مجلس من إساءة الأدب على القاضي الحنبلي، وتضمن ذلك تكفيره من المالكية أيضا، فادعى أن له دوافع وقوادح في بعض الشهود، فرد إلى السجن مقيدا مغلولا مقبوحا، ثم لما كان يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي القعدة أحضر عثمان الدكاكي إلى دار السعادة وأقيم بين يدي الأمراء والقضاة وسئل عن القوادح في الشهود فعجز فلم يقدر، وعجز عن ذلك فتوجه عليه الحكم، فسئل القاضي المالكي الحكم عليه، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله، ثم حكم بإراقة دمه وإن تاب، فأخذ الدكاكي فضربت رقبته بدمشق بسوق الخيل، ونودي عليه: هذا جزاء من يكون على مذهب الاتحادية، وكان يوما مشهودا بدار السعادة، حضر خلق من الأعيان والمشايخ.
كتب السلطان الناصر بتجهيز عساكر دمشق وحلب وغيرهما للتجريدة إلى توريز، صحبة الأمير طشتمر نائب حلب، ويكون معه عامة أمراء التركمان والعربان، فتجهز الأمراء والأجناد بمماليك الشام، وبرز نائب حلب بمخيمه إلى ظاهر المدينة وأقام ينتظر قدوم عساكر مصر، فأصبح السلطان في مستهل ذي الحجة وبه وعك من قرف حدث عنه إسهال لزم منه الفراش خمسة أيام، فتصدق بمال جزيل، وأفرج عن المسجونين بسجن القضاة والولاة بالقاهرة ومصر وسائر الأعمال، ثم قدم إدريس القاصد بصحبة مملوك صاحب ماردين بكتابه يتضمن أن أولاد دمرداش بن جوبان بن تلك المغولي لما بلغهم طلب الشيخ حسن الكبير بن أقبغا أيلخان سبط أرغون المغولي وطغاي بن سونتاي المغولي من السلطان أن يجهز لهم عسكرا ليأخذ البلاد، وأنهما حلفا له وحلفا أهل البلاد وخطبا باسمه على منابر بغداد والموصل، وركبوا إلى محاربتهما، فطلب منهم الشيخ حسن الكبير الصلح، وحلف لهم وسار إليها طائعا، فأكرموه وكتبوا لطغاي بن سونتاي أمانا، واتفقوا على أن يعدوا الفرات إلى الشام، وأشار صاحب ماردين ألا تخرج التجريدة إلى توريز؛ فإنه ليس لسيرها فائدة، فتفرقت الأجناد من القلعة بغير عرض، وبعث السلطان من ليلته بجواب صاحب ماردين، واقتضى رأيه أن يكشف عما ذكره، فإن برهشين بن طغاي اتهمه في ذلك، ثم قدم البريد من حلب بصحة الخبر بصلح الشيخ حسن الكبير وطغاي مع أولاد دمرداش، فانزعج السلطان لذلك انزعاجا شديدا، واضطرب مزاجه.
هو السلطان الملك الناصر، ناصر الدين أبو الفتح محمد ابن السلطان الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون، ولد الملك الناصر سنة 684، وكان قد أقيم الناصر في السلطنة بعد أخيه الملك الأشرف خليل سنة 693، وعمره تسع سنين ثم خلع في سادس عشر المحرم سنة أربع وتسعين، وأرسل إلى الكرك, ثم أعيد إلى الملك ثانيا وعمره خمس عشرة سنة، فأقام في الملك إلى سنة 708، وخرج يريد الحج، فتوجه إلى الكرك متبرما من سلار وبيبرس الجاشنكير أستاذ الدار وحجرهما عليه ومنعهما له من التصرف، فأعرض الناصر عن مصر، فوثب الجاشنكير على السلطنة وتسلطن، ثم اضطربت أموره، وقدم الناصر من الشام إلى مصر، فملك مرة ثالثة في شوال سنة 709 واستبد الناصر من حينئذ بالأمر من غير معارض مدة اثنتين وثلاثين سنة وشهرين وخمسة وعشرين يوما، كانت له فيها سير وأنباء، وكان الناصر أطول ملوك زمانه عمرا وأعظمهم مهابة, ودانت له البلاد وملك الأطراف بالطاعة، لما زاد مرض السلطان بالإسهال وخارت قواه، أشار عليه بعض الأمراء أن يعهد بالملك إلى أحد أولاده، فأجاب إلى ذلك فجعل ابنه أبا بكر سلطانا بعده، وأوصاه بالأمراء، وأوصى الأمراء به، وعهد إليهم ألا يخرجوا ابنه أحمد من الكرك وحذرهم من إقامته سلطانا، وجعل قوصون وبشتاك وصييه، وإليهما تدبير ابنه أبي بكر وحلفهما، ثم حلف السلطان الأمراء والخاصكية، وأكد على ولده في الوصية بالأمراء، وأفرج عن الأمراء المسجونين بالشام، وهم طيبغا حاجي وألجيبغا العادلى وصاروجا، ثم قام الأمراء، فبات السلطان ليلة الثلاثاء، وأصبح وقد تخلت عنه قوته، وأخذ في النزع يوم الأربعاء، فاشتد عليه كرب الموت حتى مات أول ليلة الخميس الحادي عشر من ذي الحجة، وله من العمر سبع وخمسون سنة وأحد عشر شهرا وخمسة أيام, ودفن بالمدرسة المنصورية بين القصرين، أما السلطان الجديد فلقبه الأمراء الأكابر بالملك المنصور، وجلسوا حوله، واتفقوا على إقامة الأمير سيف الدين طقزدمر الحموي- زوج أمه- نائب السلطة بديار مصر، وأن يكون الأمير قوصون مدبر الدولة ورأس المشورة، ويشاركه في الرأي الأمير بشتاك.