Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
كان المهلب يحارب الأزارقة، فجعله عبد الملك بن مروان على خراج الأهواز ومعونتها، وسير أخاه عبد العزيز بن عبد الله إلى قتل الخوارج، وسير معه مقاتل بن مسمع، فخرجا يطلبان الأزارقة، فأتت الخوارج من ناحية كرمان إلى دار أبجرد، فأرسل قطري بن الفجاءة المازني مع صالح بن مخارق تسعمائة فارس، فأقبل يسير بهم حتى استقبل عبد العزيز وهو يسير مهلا على غير تعبية، فانهزم بالناس، ونزل مقاتل بن مسمع فقاتل حتى قتل، وانهزم عبد العزيز إلى رامهرمز، فأمر عبد الملك أن يسير إليهم المهلب، وكتب إلى بشر بن مروان أن ينفذ له خمسة آلاف رجل، وجاءت الأزارقة إلى الأهواز، وسار خالد والمهلب وغيرهم إليهم، وبقوا عشرين ليلة ثم زحف خالد إليهم بالناس، فرأوا أمرا هالهم من كثرة الناس، فكثرت عليهم الخيل وزحفت إليهم، فانصرفوا كأنهم على حامية وهم مولون لا يرون طاقة بقتل جماعة الناس.
فأرسل خالد داود بن قحذم في آثارهم، وانصرف خالد إلى البصرة، وسار عبد الرحمن إلى الري، وأقام المهلب بالأهواز، وكتب خالد إلى عبد الملك بذلك، وبعث بشر عتاب بن ورقاء في أربعة آلاف فارس من أهل الكوفة، فساروا حتى لحقوا داود فاجتمعوا، ثم اتبعوا الخوارج حتى هلكت خيول عامتهم وأصابهم الجوع والجهد، ورجع عامة الجيشين مشاة إلى الأهواز.
تم ذلك لعبد الملك بن مروان بعد أن قتل مصعب بن الزبير ومن معه، فانتهى بذلك حكم عبد الله بن الزبير على العراق، وانضمت لعبد الملك وولاها خالد بن عبد الله القسري.
سير عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي إلى عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وبعث معه له أمانا إن هو أطاع، فبقي الحجاج مدة في الطائف يبعث البعوث تقاتل ابن الزبير وتظفر عليه.
فكتب الحجاج إلى عبد الملك يخبره: بأن ابن الزبير قد كل وتفرق عنه أصحابه, ويستأذنه بمحاصرة الحرم ثم دخول مكة، فأمده عبد الملك بطارق الذي كان يحاصر المدينة، ولما حصر الحجاج ابن الزبير نصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة، وكان عبد الملك ينكر ذلك أيام يزيد بن معاوية، ثم أمر به، وحج ابن عمر رضي الله عنهما تلك السنة فأرسل إلى الحجاج: أن اتق الله، واكفف هذه الحجارة عن الناس؛ فإنك في شهر حرام وبلد حرام، وقد قدمت وفود الله من أقطار الأرض ليؤدوا فريضة الله ويزدادوا خيرا، وإن المنجنيق قد منعهم عن الطواف، فاكفف عن الرمي حتى يقضوا ما يجب عليهم بمكة.
فبطل الرمي حتى عاد الناس من عرفات وطافوا وسعوا، ولم يمنع ابن الزبير الحاج من الطواف والسعي، فلما فرغوا من طواف الزيارة نادى منادي الحجاج: انصرفوا إلى بلادكم، فإنا نعود بالحجارة على ابن الزبير الملحد.
فأصاب الناس بعد ذلك مجاعة شديدة بسبب الحصار، فلما كان قبيل مقتله تفرق الناس عنه، وخرجوا إلى الحجاج بالأمان، خرج من عنده نحو عشرة آلاف، وكان ممن فارقه ابناه حمزة وخبيب، وأخذا لأنفسهما أمانا، فقال عبد الله لابنه الزبير: خذ لنفسك أمانا كما فعل أخواك، فوالله إني لأحب بقاءكم.
فقال: ما كنت لأرغب بنفسي عنك.
فصبر معه فقتل وقاتلهم قتالا شديدا، فتعاوروا عليه فقتلوه يوم الثلاثاء من جمادى الآخرة وله ثلاث وسبعون سنة، وتولى قتله رجل من مراد، وحمل رأسه إلى الحجاج، وبعث الحجاج برأسه، ورأس عبد الله بن صفوان، ورأس عمارة بن عمرو بن حزم إلى المدينة، ثم ذهب بها إلى عبد الملك بن مروان، وأخذ جثته فصلبها على الثنية اليمنى بالحجون، ثم بعد أن أنزله الحجاج عن الخشبة بعث به إلى أمه، فغسلته، فلما أصابه الماء تقطع، فغسلته عضوا عضوا فاستمسك، وصلى عليه أخوه عروة، فدفنته.