Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


استولى الفرنج على مدينة تطيلة بالأندلس، وسبب ذلك أن الحكم بن هشام صاحب الأندلس استعمل على ثغور الأندلس قائدا كبيرا من أجناده، اسمه عمروس بن يوسف، فاستعمل ابنه يوسف على تطيلة.

وكان قد انقلب على الحكم بن هشام بيت من بيوت الأندلس أولو قوة وبأس؛ لأنهم خرجوا عن طاعته، فالتحقوا بالمشركين، فقوي أمرهم، واشتدت شوكتهم، وتقدموا إلى مدينة تطيلة فحصروها وملكوها من المسلمين، فأسروا أميرها يوسف بن عمروس، وسجنوه بصخرة قيس.

واستقر عمروس بن يوسف بمدينة سرقسطة ليحفظها من الكفار، وجمع العساكر، وسيرها مع ابن عم له، فلقي المشركين، وقاتلهم، ففض جمعهم، وهزمهم، وقتل أكثرهم، ونجا الباقون منكوبين، وسار الجيش إلى صخرة قيس، فحصروها وافتتحوها ولم يقدر المشركون على منعها منهم؛ لما نالهم من الوهن بالهزيمة، ولما فتحها المسلمون خلصوا يوسف بن عمروس أمير الثغر، وسيروه إلى أبيه، وعظم أمر عمروس عند المشركين، وبعد صوته فيهم.


هو الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي اليربوعي الخراساني، المجاور بحرم الله، ولد بسمرقند، ونشأ بأبيورد، وارتحل في طلب العلم؛ قال الفضل بن موسى: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق.
.
.
}
[الحديد: 16] فلما سمعها، قال: بلى يا رب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح؛ فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت، وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا، يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.

وقال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض، وقيل: مات- رحمه الله- في ست وثمانين ومئة.

قال الذهبي: وله نيف وثمانون سنة، وهو حجة كبير القدر.


كان لآل برمك نفوذ كبير في دولة الرشيد؛ إذ كان يحيى بن خالد مربيا للرشيد، وكان أولاده جعفر والفضل وموسى ومحمد أتراب الرشيد، ثم تغيرت أحوال البرامكة وتبدل لهم الرشيد فجأة، فقتل جعفر بن يحيى وسجن يحيى وابنه الفضل، وصادر أملاكهم، وقد قيل في سبب ذلك أشياء؛ منها: أنهم- يعني البرامكة- زاد نفوذهم كثيرا، وزادت مصروفاتهم كثيرا، حتى فاقوا الخليفة بذلك؛ مما جعل أمرهم مريبا مخيفا؛ فقد بنى جعفر بيتا له كلفه عشرين مليون درهم، وعندما عاد الفضل بن يحيى من حربه في الديلم أطلق لمادحيه ثلاثة ملايين درهم.

وهذا السرف جعل الرشيد يتابعهم في الدواوين والكتابات، فاكتشف وجود خلل كبير في مصاريف الدولة.

وقيل: لتشيعهم وتعاطفهم مع العلويين؛ فقد حمل يحيى بن خالد البرمكي إلى يحيى بن عبد الله الطالبي في أثناء ثورته بالديلم مئتي ألف دينار، كما أن جعفرا أطلقه بعد سجنه من دون علم الخليفة.

وقد أحضر الخليفة جعفرا وسأله، فأقر بالأمر، فأظهر الرشيد أنه راض عن عمله، فلما خرج من مجلسه قال: "قتلني الله بسيف الهدى على عمل الضلالة إن لم أقتلك", وقد يعد هذا من أقوى أسباب نقمة الرشيد عليهم، وقيل: لتعصبهم للفرس ومحاولة إقصاء العرب عن المناصب المهمة؛ فقد أبدوا كراهيتهم لمحمد بن الليث لميله عن العجم، وسعوا لدى الرشيد للإيقاع بيزيد بن مزيد الشيباني، واتهموه بالتراخي في قتال الخوارج.

وقيل: بل لأن الرشيد لما كان يحب أن يجتمع مع جعفر وأخته العباسة (أخت الرشيد) وهي محرمة على يحيى، فزوجها الرشيد من جعفر على ألا يقربها، بل فقط ليجتمعوا ويسمروا سويا، ولكن جعفرا أتاها فحملت العباسة منه، ولما ولدت وجهته إلى مكة، ثم علم الرشيد بذلك من بعض حواضن العباسة، فعد ذلك خيانة من جعفر،  وقد تناقل المؤرخون قصة عباسة وجعفر البرمكي، وكأنها أحدثت فعلا، بينما علية بنت المهدي تقول للرشيد بعد إيقاعه بالبرامكة: ما رأيت لك يوم سرور تاما منذ قتلت جعفرا، فلأيما شيء قتلته؟ فقال: لو علمت أن قميصي يعلم السبب الذي قتلت به جعفرا لأحرقته.

فهل كانت علية بنت المهدي جاهلة السبب لو كان هناك مثل هذه الفضيحة (قصة عباسة وجعفر البرمكي) في قصر الخلافة؟!