Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


كان على المدينة عبد الله بن الربيع من قبل المنصور، وكان جنده قد استفحل أمرهم مع التجار بالظلم، فكانوا يأخذون ما شاءوا بدون ثمن أحيانا، وكل ذلك وابن الربيع لا يغير شيئا ولا يكلم جنده، فاستفحل أمرهم حتى كان يوم جمعة قتل أحد الجزارين جنديا، ثم تنادى الجند وتنادى السودان (العبيد) ونفخوا في بوق لهم، فلم يبق في المدينة أسود إلا جاء، وتأمر عليهم وثيق الزنجي، فثاروا على الجند ونهبوا أموال الأمير وهرب ابن الربيع خارج المدينة، ثم إن أبا بكر بن أبي سبرة خرج من السجن ونصح الناس أن يعودوا للطاعة، وإلا كانت مهلكتهم وخاصة بعد أن كانت حادثة النفس الزكية، فاستجابوا له وردوا ما كانوا نهبوه, ثم أمسك وثيق الزنجي وقيد, وعاد ابن الربيع للمدينة.


كان المنصور قد حبس عبد الله بن الحسن والد محمد النفس الزكية، وكان هم المنصور هو الظفر بمحمد - الذي كان متخفيا في المدينة- وأخيه إبراهيم، وذلك أنهما تخلفا عن الحضور إليه في موسم الحج, وعلمه بسعيهما للوصول لأمر الخلافة منذ أيام بني أمية؛ بقصد إزالة المخالفات الشرعية والظلم الذي وقع من الولاة والأمراء, فخاف من أمرهما، ثم إن محمدا دعا للبيعة لنفسه واستولى على مقاليد الأمور في المدينة في  آخر شهر جمادى الآخرة وحبس واليها رياح المري، وأخذ البيعة من أهلها في المسجد النبوي بعد خروج المنصور إلى الكوفة، فكتب المنصور له كتابا بالأمان فرفضه، وكتب هو للمنصور كتابا مضمونه أنه هو أحق بالولاية منه، فانتشر أمر محمد في المدينة وبايعه خلق كثير، وقوي أمره حتى أرسل بعض الجند إلى مكة ليبايعوا له فيها، وبعث لأهل الشام فأبوا عليه واعتذروا بأنه ليس له قوة في بلده التي هو فيها، فكيف يطلب مثل هذا؟! وقد ملوا الحروب بين بعضهم، ثم إن المقاتلين الذين أرسلهم إلى مكة دخلوها ولم يكونوا يزيدون على ثمانين، وأما في البصرة فقام إبراهيم أخو محمد وبايع أيضا له خلق، فجهز له المنصور جيشا بقيادة عيسى بن موسى، فعلم محمد النفس الزكية بالأمر فحفر خندقا، ثم جاء جيش عيسى وبقي أياما يدعوه للطاعة ويأبى، ودعا أهل المدينة للخروج؛ فليسوا هم المقصودين، وأحل محمد من أراد من بيعته إن خاف، فرجع خلق عنها، ثم بعد عدة أيام نشبت الحرب بينهما، وكانت حربا شديدة جدا، ودخل عيسى المدينة وبقي القتال حتى لم يبق مع محمد النفس الزكية إلا نفر، ثم قتل في رمضان وبعث برأسه إلى المنصور، ونودي بالأمان لأهل المدينة.


لما قام محمد بالمدينة ودعا لنفسه خرج أخوه إبراهيم في البصرة ودعا للبيعة، وقوي أمره ثم غلب عليها وبايعه أهل الأهواز كذلك واستحوذ على البلاد، وبعث إبراهيم إلى بلاد فارس فأخذها، وكذلك واسط والمدائن والسواد، واستفحل أمره جدا، ولكن لما جاءه نعي أخيه محمد انكسر جدا، ثم إن المنصور استدعى عيسى بن موسى وجيشه وسيره لقتال إبراهيم حتى هزمه في موقعة باخمرا، وقتل إبراهيم كذلك وأخذ رأسه إلى المنصور، وكان ذلك في ذي الحجة من هذا العام،