Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


لما توفي يزيد بن الوليد وكان قد عهد لأخيه إبراهيم، فلما سمع مروان بن محمد بن عبد الملك بذلك، واستلام إبراهيم بن الوليد، قفل من خرسان بالجزيرة وسار إلى دمشق وأخذ البيعة لنفسه، فمال إليه من قنسرين ومن حمص الكثير، ثم جرت معركة بينه وبين جند إبراهيم انتصر فيها مروان، ثم لما وصل لدمشق هرب إبراهيم وقتله عبد العزيز بن الحجاج، فلم تدم خلافة إبراهيم سوى سبعين يوما، ثم بويع بالخلافة لمروان بعد أن قتل ولدا الوليد: الحكم وعثمان، ثم استقرت له الأمور شيئا فشيئا.


في هذه السنة ثار بعض اليمانية على مروان بن محمد في حمص وتدمر وكذلك في فلسطين، فقام بإرسال من يقمعهم مستعينا بالقيسية، كما خرج في الكوفة عبد الله بن معاوية الطالبي على بني أمية وبايعه بعض أصحابه ثم هرب معهم إلى حلوان وغلب على الري وأصبهان وهمدان، وفي الأندلس ثار بعض القيسية بقيادة ثوابة بن سلامة الذي تولى بعد إمارة الأندلس.


هو عاصم بن بهدلة أبي النجود، أحد القراء السبعة، وهو من صغار التابعين، لقي عاصم بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهم، كالحارث بن حسان البكري الذهلي رضي الله عنه، ورفاعة بن يثربي التميمي رضي الله عنه، انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي في موضعه، جمع بين الفصاحة والإتقان والتحرير والتجويد، وكان أحسن الناس صوتا بالقرآن، والقراءة المشهورة اليوم في أكثر الأمصار هي عن حفص عن عاصم هذا، توفي في الكوفة.


كان سبب ذلك أنه لما قدم الأندلس أميرا أظهر العصبية لليمانية على المضرية، فاتفق في بعض الأيام أنه اختصم رجل من كنانة ورجل من غسان، فاستعان الكناني بالصميل بن حاتم بن ذي الجوشن الضبابي، فكلم فيه أبا الخطار، فاستغلظ له أبو الخطار، فأجابه الصميل، فأمر به فأقيم وضرب قفاه، فمالت عمامته، فلما خرج قيل له: نرى عمامتك مالت! فقال: إن كان لي قوم فسيقيمونها.

وكان الصميل من أشراف مضر، فلما جرى له ذلك جمع قومه وأعلمهم، فقالوا له: نحن تبع لك.

قال: أريد أن أخرج أبا الخطار من الأندلس.

فقال له بعض أصحابه: افعل واستعن بمن شئت ولا تستعن بأبي عطاء القيسي.

وكان من أشراف قيس، وكان ينظر الصميل في الرياسة ويحسده.

وقال له غيره: الرأي أنك تأتي أبا عطاء وتشد أمرك به فإنه تحركه الحمية وينصرك، وإن تركته مال إلى أبي الخطار وأعانه عليك ليبلغ فيك ما يريد، والرأي أيضا أن تستعين عليه بأهل اليمن فضلا عن معد.

ففعل ذلك وسار من ليلته إلى أبي عطاء، وكان يسكن مدينة إستجة، فعظمه أبو عطاء وسأله عن سبب قدومه، فأعلمه، حتى قام فركب فرسه ولبس سلاحه وقال له: انهض الآن حيث شئت فأنا معك.

وأمر أهله وأصحابه باتباعه، فساروا إلى مرو، وبها ثوابة بن سلامة الحداني، وكان مطاعا في قومه، وكان أبو الخطار قد استعمله على إشبيلية وغيرها، ثم عزله ففسد عليه، فدعاه الصميل إلى نصره ووعده أنه إذا أخرجوا أبا الخطار صار أميرا، فأجاب إلى نصره ودعا قومه فأجابوه فساروا إلى شدونة، وسار إليهم أبو الخطار من قرطبة، فالتقوا واقتتلوا في رجب من هذه السنة، وصبر الفريقان ثم وقعت الهزيمة على أبي الخطار وقتل أصحابه أشد قتل وأسر أبو الخطار.

ولما انهزم أبو الخطار سار ثوابة بن سلامة والصميل إلى قرطبة فملكاها، واستقر ثوابة في الإمارة فثار به عبد الرحمن بن حسان الكلبي وأخرج أبا الخطار من السجن، فاستجاش اليمانية فاجتمع له خلق كثير، وأقبل بهم إلى قرطبة، وخرج إليه ثوابة فيمن معه من اليمانية والمضرية مع الصميل.

فلما تقاتل الطائفتان نادى رجل من مضر: يا معشر اليمانية، ما بالكم تتعرضون للحرب على أبي الخطار وقد جعلنا الأمير منكم؟ يعني ثوابة، فإنه من اليمن.
.
.

فلما سمع الناس كلامه قالا: صدق والله، الأمير منا فما بالنا نقاتل قومنا؟ فتركوا القتال وافترق الناس، فهرب أبو الخطار فلحق باجة، ورجع ثوابة إلى قرطبة، فسمي ذلك العسكر عسكر العافية.