Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
لم يعجب الدروز أن يكون الموارنة في الجبل تحت سلطة غيرهم -وهو الرأي الذي أخذ به الخليفة العثماني في حل المشكلة بين الدروز والموارنة في الجبل- فقام الدروز باعتداءاتهم الثانية في هذا العام بعد الاعتداء الأول عام 1258هـ، فأرسلت الدولة العثمانية بعد ذلك جيوشها واحتلت المنطقة كلها، وأعلنت فيها الأحكام العرفية، ثم اتفقت الدول الأوربية مع الخليفة على تشكيل مجلس يضم أعضاء من المجموعتين ومن غيرهم، ولم تنته القضية إلا بمذابح عام 1277هـ.
أقدمت القوات الاستعمارية بقيادة الجنرال بليسي السفاح على جريمة خطيرة ظلت طي الكتمان، وهي محارق في كل من النقمارية وأولاد رباح، وحسبما تداول عن هذه المعارك أن القوات الاستعمارية كانت وراء كل أنواع التعذيب التي حدثت في المنطقة، ومنها ثلاث محارق في النقمارية وأولاد رباح، حيث تم حشد مئات المواطنين في شهر أوت من سنة 1845م داخل مغارات وكهوف تحت الأرض وبعد الغلق عليهم بالإسمنت المسلح، تم إبادة أكثر من 1000 مواطن (رجال ونساء وشيوخ وأطفال) عن طريق المحارق! وكل هذه الإبادة الجماعية هي رد فعل على انطلاق مقاومة شعبية من طرف السكان الذين لم يتقبلوا وجود قوات الاستعمار بمنطقتهم.
في رمضان من هذه السنة كانت وقعة ابن رشيد رئيس الجبل على أهل عنيزة، وذلك أن عبد الله بن سليم بن زامل أمير عنيزة أخذ إبلا لابن رشيد، فطلب منه الأداء، فأبى عليه وحذره وأنذره، فجهز ابن رشيد إليهم أخاه عبيد في 250 مطية وخمسين من الخيل، فأغار على غنم عنيزة قريبا من البلد، ففزع أهل عنيزة، وكان ابن رشيد قد جعل لهم كمينا، فلما نشب القتال خرج عليهم الكمين فولوا منهزمين، واستولى عبيد وقومه على أكثر الفزع، فقتلوا في المعركة كثيرا من رجالهم، منهم الأمير عبد الله بن سليم وإخوته وبنو عمه، قتلهم صبرا، وأمسك منهم رجالا وربطهم وأنفذهم إلى أخيه عبد الله في الجبل، فركب إليه عبد العزيز بن الشيخ العالم عبد الله أبا بطين، فألفى عليه في الجبل فأطلق له رجالا وكساهم.
في آخر هذه السنة أقبل حاج الأحساء والقطيف والبحرين وسيف البحر ومعه عجم كثير، فرصد لهم في الطريق فلاح بن حثلين رئيس العجمان ومعه أناس من أعراب سبيع، فشنوا عليهم الغارة، فتفرق من الحاج نحوا من نصفه، وانهزم أكثر الحاج، فمنهم السالم والمأخوذ، فلما بلغ الإمام فيصل خبرهم استنفر المسلمين فركب من الرياض آخر ذي القعدة ومعه الشيخ العالم القاضي عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونزل حريملاء حتى اجتمع عليه غزوانه من جميع النواحي، فلما سمع ابن حثلين بمغزى الإمام انهزم إلى ديرة بني خالد، فقصده الإمام في ديار بني خالد فأقبل عليه رؤساء العجمان وسبيع، وسألوه بالله ألا يأخذ البريء المطيع بالغوي المضيع، وهذا الجاني ابن حثلين ومن تبعه دونك, فعفا عنهم وأمرهم أن يخرجوا من ديرة بني خالد هم وأتباعهم من سبيع ولا يمكثوا فيها ولا يوما واحدا، فرحلوا عنها وقصدوا السر فشن عليهم عربان مطير وغيرهم، فأخذوا كثيرا من أدباشهم وأوباشهم، فمزقهم الله كل ممزق, ثم إن رؤساء العجمان طلبوا من فيصل الأمان وأنهم يدفعون ما أخذوا للمسلمين والنكال، فأخذ فيصل منهم خمسة وعشرين فرسا، ثم أرسل الإمام فيصل قافلة إلى أهل الأحساء فيها زهاب وغيره، أما ابن حثلين فانسلخ العجمان عنه وتبرأوا منه، فهرب إلى محمد بن هادي بن قرملة، فلما علم الإمام بذلك قصد ابن حثلين فهرب من عند ابن قرملة فرجع الإمام فيصل إلى الرياض.