Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


كانت معاهدة خونكار أسكله سي بين روسيا والدولة العثمانية بمثابة تحالف دفاعي بين روسيا والعثمانيين؛ مما أدى إلى مسارعة كل من بريطانيا وفرنسا بالتصدي لمحمد علي خشية المزيد من التدخل الروسي، وفرضت عليه اتفاقية لندن سنة 1255هـ / 1840م.

وقد ترتب على هذه الأحداث إجهاض محاولة الإصلاح التي حاول السلطان محمود الثاني أن يقوم بها في الدولة العثمانية، واضطرت الدولة العثمانية لقبول وصاية الدول الأوروبية في مقابل حمايتها من أطماع محمد علي، وكان محمد علي قد رفض أولا هذه المعاهدة، ثم أجبر تحت ضغوط الإنجليز على توقيع المعاهدة التي من بنودها أن يتنازل فيها عن حكم بلاد الشام، وأن يظل حكم مصر وراثيا له ولأبنائه.

أن يحدد الجيش المصري بثمانية عشر ألفا.

ألا تصنع مصر سفنا للأسطول.

ألا يعين والي مصر في الجيش ضابطا أعلى من رتبة ملازم وأن يدفع للدولة العثمانية ثمانين ألف كيس سنويا.


كان الإمام فيصل بن تركي تولى حكم نجد بعد مقتل أبيه، وتمكن من إخضاع أكثر الإمارات ما عدا الحجاز، وعين عبد الله بن رشيد أميرا على حائل، فلما انزعج محمد علي حاكم مصر أرسل حملة احتلت نجدا وقبضت على الإمام فيصل بن تركي، ثم أرسل إلى مصر خلال هذه السنة، وأقامت الحملة خالد بن سعود بن عبد العزيز بن محمد -الذي تربى في مصر- حاكما لنجد، وكانت غاية محمد علي باشا تفريق الأسرة السعودية.


وافقت الدولة العثمانية على قبول معاهدة لندن والتي أقرتها الدول الأوربية الكبرى، وقد نصت هذه المعاهدة على تأسيس إمارة يونانية تكون مستقلة ذاتيا ومرتبطة بالعثمانيين، وتقوم بدفع الضرائب للسلطان العثماني.


كان الراج بريطاني -راج، يعني: الحكم- دخل كابل عام 1218 ويمثل هذا الدخول الحرب الأفغانية الإنجليزية الأولى، التي انتصر فيها الأفغان.

كان هدف بريطانيا هو إنشاء دولة في أفغانستان عازلة بينها وبين روسيا عندما ساعدت شجاع الملك في استعادة حكم كابل من أخيه فتح خان، وفي هذا العام فر أخوه محمد دوست إلى بخارى، فحاول أن يهاجم بلاد الأفغان من جهة الشمال غير أن هجماته فشلت، فجاء إلى الأفغان وسلم نفسه للإنجليز الذين نقلوه إلى كلكتا في البنغال، وانسحب الجيش البريطاني من كابل عام 1257هـ وهاجمه أثناء الانسحاب أكبر خان بن محمد دوست، وكاد أن يبيدهم ويقضي عليهم، وفي أثناء القتال بين الإنكليز وحليفهم شجاع الملك من جهة وأكبر خان من جهة قتل شجاع ومنيت إنجلترا بخسائر اضطرت بنتيجتها أن تعيد محمد دوست إلى بلاد الأفغان، وأن تعترف بحكمه وعقدت معه معاهدة صداقة.


ظهر في إيران رجل شيعي إسماعيلي اسمه حسن علي شاه، وجمع حوله عددا كبيرا من الإسماعيلية وغيرهم، فأرهبوا القوافل، وهاجموا القرى حتى ذاع صيته، وقويت شوكته، وخشيته الأسرة القاجارية الشيعية الحاكمة في إيران، فأعجب الناس بقوته، وانضموا تحت لوائه؛ طمعا في المكاسب المادية التي وعدهم بها، وكان الإنجليز في ذلك الوقت يعملون على بسط الثورة ضد شاه إيران.

وقام الإسماعيلي حسن علي بالثورة ضد الشاه القاجاري بعد أن وعده الإنجليز بحكم فارس، لكن الثورة لم يكتب لها النجاح، حيث قبض عليه الشاه وسجنه، فتدخل الإنجليز للإفراج عنه، فتحقق لهم ذلك على أن ينفى خارج إيران، فزين له الإنجليز الرحيل إلى أفغانستان، فلما وصلها كشف أمره الأفغان، فاضطر إلى الرحيل إلى الهند فأقام بها، واتخذ من مدينة بومباي مقرا له، واعترف به الإنجليز إماما للطائفة النزارية الإسماعيلية لقبوه بـ "آغا خان".

وتجمع الإسماعيليون في الهند حوله، فلما رأى فيهم الطاعة العمياء، كما هي طاعة الإسماعيلية لأئمتهم، قوي عوده، وأخذ ينظم شؤون طائفته إلى أن هلك سنة 1881م.

ويعتبر حسن علي شاه مؤسس الأسرة الآغاخانية، وأول إمام إسماعيلي يلقب بـ (أغاخان) وهو الإمام السادس والأربعون في ترتيب الأئمة الإسماعيلية في رأي هذه الفرقة، وصارت هذه الفرقة من الإسماعيلية تعرف بـ "الأغاخانية".

وعقائد الأغاخانية هي عقائد الإسماعيلية، ومن أبرزها ما صاغه الأغاخانيون بأسلوبهم، وما احتوته كتبهم ونشراتهم؛ فبنى الإسماعيليون ومنهم الأغاخانيون معتقدهم في الألوهية على ما أسموه (التنزيه والتجريد) وانتهوا إلى تعطيل الله سبحانه عن كل وصف وتجريده من كل حقيقة، وقالوا: "لا هو موجود، ولا لا موجود، ولا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز.
.
!" ونفوا أسماءه وصفاته بزعم أنه فوق متناول العقل.

وصرفوا صفات الله إلى أول مبدع خلقه الله ـ بزعمهم ـ وهو العقل الأول، واعتبروا أن المخلوقات كلها وجدت بواسطة العقل والنفس! حيث يقول مصطفى غالب، وهو من الإسماعيلية المعاصرين، في كتابه "الثائر الحميري الحسن الصباح": "والعقل الأول أو المبدع الأول في اعتقاد الإسماعيلية هو الذي رمز له القرآن بـ (القلم) في الآية الكريمة (ن * والقلم وما يسطرون}، وهو الذي أبدع النفس الكلية التي رمز لها القرآن أيضا بـ ( اللوح المحفوظ) ووصفت بجميع الصفات التي للعقل الكلي، إلا أن العقل كان أسبق إلى توحيد الله فسمي بـ (السابق) وسميت النفس بـ (التالي)، وبواسطة العقل والنفس وجدت جميع المبدعات الروحانية والمخلوقات الجسمانية، من جماد وحيوان ونبات وإنسان، وما في السموات من نجوم وكواكب.

ويصرف الأغاخانيون صفات الربوبية والألوهية إلى أئمتهم؛ فقد ادعى الأغاخان الثالث أن الإله متجسم فيه شخصيا وأن آلافا من البشر يعتقدون ذلك.

ويعتقدون أن النبوة مكتسبة وليست هبة من الله، والنبي صلى الله عليه وسلم عندهم عبارة عن شخص فاضت عليه من "السابق" بواسطة "التالي" -أي: العقل والنفس- قوة قدسية صافية؛ ذلك أن الإنسان تميز عن سائر الموجودات بالاستعداد الخاص لفيض الأنوار عليه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يمثل أعلى درجات هذا الاستعداد، وأن هذه القوة القدسية الفائضة على النبي صلى الله عليه وسلم لا تستكمل في أول حلولها.
.

وأن كمال هذه القوة أن تنتقل من الرسول الناطق إلى الأساس الصامت، أي الإمام، وهم بهذا الاعتقاد يعتبرون الإمامة مكملة للنبوة واستمرارا لها، واشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إلى مرتبته أن يمر بمرتبة الولي؛ لأنه يجمع في نفسه الولاية والنبوة والرسالة.

ويعتقدون أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم محمد صلى الله عليه وسلم ليست آخر الرسالات، بل هي حلقة من حلقات تتابع النبوة التي انتهت بظهور إمامهم السابع محمد بن إسماعيل بن جعفر كما يزعمون.

واعتقدوا أنه فاتح عهد جديد، وصاحب شريعة نسخت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم!! ويتوجه بعض الأغاخانيون بقبلتهم إلى حيث يقيم إمامهم، وهم لا يقيمون الصلاة مع المسلمين، ولا يسمون أماكن عبادتهم مساجد، إنما بيت الجماعة، والصلاة عندهم عبارة عن مجموعة من السجدات، وهم يجمعون في صلاتهم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، والأغاخانيون يعتبرون قبلة المسلمين الكعبة ليست سوى حجارة، ويقولون إن الحج إليها في بداية الإسلام كان نظرا للمستوى العقلي للناس في ذلك الوقت، وبدلا من ذلك يفضلون الذهاب للأغاخان وزيارته، وتقديم الولاء والإجلال له، ويوجدون بشكل خاص في باكستان؛ حيث المركز الرئيسي في مدينة كراتشي، وفي المنطقة الشمالية الجبلية من باكستان مثل منطقة جيترال وكيلكيت، ويعرفون هناك بالهونزا، إضافة إلى وجود أقل في بعض المدن، مثل العاصمة إسلام أباد، ولاهور، وروالبندي.

وفي غرب الهند في ولاية كجرات، لا سيما في مدينة بومباي.

وكذلك في سوريا وخاصة في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماة، وفي بعض قراها، وفي جوار قلعة الخوابي قرب طرطوس، وفي قدموس.

ويوجدون في شرق أفريقيا: في أوغندا وكينيا وتنزانيا وزنجبار وما حولها، وفي جزيرة مدغشقر جنوب شرق أفريقيا.

كما يوجدون بشكل أقل في قم بإيران، وفي المناطق الجبلية لطاجيكستان، ومنطقة جبال الهندوكوش في أقصى الشمال الشرقي لأفغانستان، ويعرفون في أفغانستان باسم (مفتدي)، ولهم في عمان حي خاص في مطرح بالقرب من مسقط.

وينتشرون كذلك في بورما، أما في طاجكستان وهي إحدى جمهوريات آسيا الوسطى، فإنهم يوجدون في إقليم بدخشان الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي، ويقدر عددهم هناك بـ 100 ألف.


حدثت ثورات في بلاد الشام ضد حكم إبراهيم باشا فأخضعها بكل شدة، فهدأت، وفاتح محمد علي وكلاء الدول الأوربية في مصر بأنه يريد ولاية مصر والشام وجزيرة العرب له ولأولاده من بعده، ونقلت هذه الرغبات إلى الدولة العثمانية التي أرسلت له مندوبا اتفق معه على أن تكون مصر وجزيرة العرب ملكا متوارثا لأسرة محمد علي باشا وبلاد الشام لمحمد علي مدة حياته، وأما جبال طوروس فتكون كلها للعثمانيين، وتكون هي الحد الفاصل بين الدولتين، ولكن محمد علي أصر على أن تكون الجبال له، وسار حافظ باشا على رأس جيش من أرمينيا وسيواس وتقدم إلى بلاد الشام، وفي الحادي عشر من ربيع الثاني من هذا العام التقى مع إبراهيم باشا في بلدة نزيب (نصيبين) الواقعة اليوم في تركيا إلى الغرب من نهر الفرات قريبا من الحدود السورية، فانهزم الجيش العثماني تاركا عتاده في ساحة القتال، فأخذ المصريون مائة وستة وستين مدفعا وعشرين ألف بندقية! ويذكر أنه كان في الجيش العثماني القائد الألماني المشهور فون مولتكه، وتوفي الخليفة قبل أن تصله أنباء المعركة.


هو الخليفة العثماني السلطان محمود خان الثاني بن عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني.

تولى السلطنة في 20 يوليو 1785م، وكان السلطان الثلاثين للدولة العثمانية، شهد عصره خطوات إصلاح واسعة، وقد اتسم عهده بالتوجه للغرب العلماني، وهو الذي أمر محمد علي باشا مصر أن يجهز الجيوش على الدولة السعودية الأولى بعد أن ضمت بلاد الحجاز لحكمها، فأغار عليها الباشا محمد علي بجيوشه المتتالية حتى قضى عليها ودمر الدرعية مقر الحكم فيها، ولا تزال جيوشه تتابع على غزو نجد بعد استرجاع الإمام تركي بن عبد الله الحكم السعودي في نجد.

والسلطان محمود هو الذي تخلص من الانكشارية لما وقفوا ضد الإصلاحات والتنظيمات المدنية والعسكرية التي تبناها، فقضى عليهم تماما عام 1240هـ، وفي عهده استقلت اليونان عن الدولة العثمانية بدعم وتأييد فرنسي وروسي وبريطاني، كما أنهكت الدولة العثمانية كثرة الحروب مع روسيا، ومحمد علي باشا والي مصر الطموح الذي يتطلع إلى ضم بلاد الشام إلى ولايته، ووقعت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي في سنة 1245 هـ 1830م.

تعرض السلطان محمود للإصابة بعدوى السل، ولما اشتد به المرض نقل إلى إحدى ضواحي استانبول للاستشفاء بهوائها النقي، ثم لم يلبث أن عاجلته المنية، فتوفي في التاسع عشر من ربيع الثاني من هذا العام عن عمر أربع وخمسين سنة، بعد أن دام في الحكم ثلاثا وعشرين سنة وعدة أشهر، وتولى ابنه عبد المجيد الأول خلفا له، وعمره دون الثامنة عشرة.


لما تسلم السلطان عبد المجيد الأول بن محمود الثاني الحكم، وهو ما يزال دون الثامنة عشرة من عمره، كان صغر سنه هذا فرصة لبعض الوزراء التغريبيين لإكمال ما بدأه والده الراحل من إصلاحات على الطريقة الأوروبية، والتمادي في استحداث الوسائل الغربية، ومن هؤلاء الوزراء الذين ظهروا في ثياب المصلحين ومسوح الصادقين (مصطفى رشيد باشا) الذي كان سفيرا للدولة في (لندن) و (باريس)، ووصل إلى منصب وزير الخارجية في أواخر عهد السلطان محمود الثاني، وكانت باكورة إصلاحاته استصدار مرسوم من السلطان عرف بـ (خط شريف جلخانة) أي: المرسوم المتوج بخط السلطان، الذي صدر عن سراي الزهر عام 1839م، وبدأ عهد جديد يسمى عهد التنظيمات الخيرية العثمانية، التي كان من بينها احترام الحريات العامة والممتلكات والأشخاص، بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية، ونص فيه على مساواة جميع الأديان أمام القانون، ولم يلق الخط الشريف أو الدستور الذي سانده مصطفى رشيد وقلة من المحيطين به ترحيبا أو تأييدا من الرأي العام العثماني المسلم؛ فأعلن العلماء استنكارهم وتكفيرهم لمصطفى رشيد باشا، واعتبروا الخط الشريف منافيا للقرآن الكريم في مجمله، وبخاصة في مساواته للنصارى بالمسلمين، ورأوا أن ذلك -وبغض النظر عن النواحي الدينية- سيؤدي إلى إثارة القلاقل بين رعايا السلطان.

وكان الهدف بالفعل هو ما خططت له الحركة الماسونية، وهو إثارة الشعور القومي لدى الشعوب النصرانية ضد الدولة العثمانية، وبهذا المرسوم طعنت عقيدة الولاء والبراء في الصميم، ونحيت جملة من أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بأهل الذمة وعلاقات المسلمين مع غيرهم، وحينما رأى المسلمون أن الدولة تساوي بهم النصارى واليهود، وتستبدل بالشريعة الحنيفة قوانين النصارى، وتخلع الأزياء القديمة الشريفة لتتخذ زي النصارى، وأحسوا كذلك أن حكومة رشيد لا تكاد تأتي أمرا إلا راعت فيه خاطر النصارى وحرصت أن لا تمسهم بأذى أو تنالهم بضيم- نفروا من ذلك نفورا عظيما، ولم يجد السلطان ورجال دولته من بد في إسقاطه وعزله أمام مظاهر السخط الشعبي، وخوفهم من وثوب المسلمين وثورتهم.


هو الإمام العلامة بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد العفيف بن محمد بن رزق، ينتهى نسبه إلى خيشنة الشوكاني نسبة إلى شوكان من بلاد خولان باليمن، وهو أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة وفقهائها، ومن كبار علماء اليمن، ولد في هجرة شوكان يوم الاثنين 28 من ذي الحجة سنة 1173 هـ بصنعاء، وتولى قضاءها، برع في الفقه والحديث والأصول والتفسير، وله مصنفات وفتاوى تدل على سعة علمه وعلو شأنه، أما مصنفاته الكثيرة فيصعب حصرها هنا، ولكن من أشهرها: نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار، وله تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، وله إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، وله إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وله البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، وله الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، وله السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار في الفقه، وغيرها كثير، وأخذه عنه الطلبة، وتكرر أخذهم عنه في كل يوم من تلك الكتب، وكثيرا ما كان يقرأ على مشايخه، فإذ فرغ من كتاب قراءة أخذه عنه تلامذته، بل ربما اجتمعوا على الأخذ عنه قبل أن يفرغ من قراءة الكتاب على شيخه، وكان يبلغ دروسه في اليوم والليلة إلى نحو ثلاثة عشر درسا، منها ما يأخذه عن مشايخه، ومنها ما يأخذه عنه تلامذته، وكان في أيام قراءته على الشيوخ وإقرائه لتلامذته يفتي أهل مدينة صنعاء، بل ومن وفد إليها، بل ترد عليه الفتاوى من الديار التهامية، وشيوخه إذ ذاك أحياء، وكادت الفتيا تدور عليه من عوام الناس وخواصهم، واستمر يفتي من نحو العشرين من عمره فما بعد ذلك، وكان لا يأخذ على الفتيا شيئا؛ تنزها، فإذا عوتب في ذلك قال: أنا أخذت العلم بلا ثمن، فأريد إنفاقه كذلك.

توفي الشوكاني في ليلة الأربعاء السابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة.