Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
سير شريف مكة الشريف غالب عساكره بقيادة أخيه عبد العزيز إلى أعالي نجد لمحاربة أهلها في قوة هائلة في العدد والعدة، نحو عشرة آلاف، ومعهم 20 مدفعا وأمرهم أن يقصدوا الدرعية ومنازلتها فضلا عن غيرها من بلدان نجد التابعة للدرعية, فلما رأى أعداء الدعوة في نجد هذه القوة أيقنوا بنهاية دولة الدرعية ودعوة الشيخ، خاصة أنها جاءت من شريف مكة؛ ولذلك نقض عدد من العربان وأهالي بعض بلدان نجد بيعتهم وعهدهم مع الشيخ والأمير، وراسل الشريف عبد العزيز أناسا من أهل بلدان نجد، منهم حسين الدويش رئيس مطير وعربانه، وكثير من قحطان، فأقبلت تلك العساكر والجنود معهم كثير من بوادي الحجاز وعربان شمر ومطير وغيرهم، وامتلأ منهم السهل والجبل، وصار في قلوب المسلمين منهم وجل, فنزلوا على قصر بسام في السر وحاصروه أياما وضربوه بالمدافع ولم ينالوا منه شيئا، على الرغم أن عدد من فيه لا يتجاوز30 رجلا، وبناء القصر كان ضعيفا! فرحل عنه الشريف عبد العزيز مع جموعه ونزل في أرض السر أربعة أشهر، ثم عزم على العودة إلى قصر بسام، وحلف ألا يدعه حتى يهدمه ويقتل من فيه، فعمل السلالم ودهموا بها الجدران فلم يحصلوا على طائل, وقتل من قومه عدة رجال.
كان الإمام عبد العزيز لما أقبلت تلك الجموع استنفر أهالي بلدان نجد التابعين له مع ابنه الأمير سعود، فنزل سعود رمحين النفود بالقرب من بلدة أشيقر، وأقام فيها يخيف جنود الشريف، وهذه الواقعة هي أول لقاء عسكري بين أشراف الحجاز والدرعية، كان المبادر بالقتال فيها هو شريف مكة.
هو الإمام الفاضل العلامة، الفقيه المحدث اللغوي النحوي الأصولي: محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني، الملقب بمرتضى الزبيدي، أصله من واسط العراق، ولد بالهند سنة 1145, ونشأ في زبيد، وتوفي في مصر، كان عالما بالأدب والأنساب والحديث، قرأ على الشيخ عبد الرحمن العيدروس مختصر السعد بمكة، ولازمه ملازمة كلية وألبسه الخرقة وأجازه بمروياته ومسموعاته، وهو الذي شوقه إلى دخول مصر بما وصفه له من علمائها وأمرائها وأدبائها وما فيها من المشاهد الكرام، فاشتاقت نفسه لرؤياها، ثم ورد الزبيدي إلى مصر في تاسع صفر سنة 1169، وسكن بخان الصاغة، وفي مصر شرع في شرح القاموس حتى أتمه في عدة سنين في نحو أربعة عشر مجلدا، وسماه تاج العروس، ولما أكمله أولم وليمة حافلة جمع فيها طلاب العلم وأشياخ الوقت بغيط المعدية، وذلك في سنة 1181، وأطلعهم عليه واغتبطوا به وشهدوا بفضله وسعة اطلاعه ورسوخه في علم اللغة، وكتبوا عليه تقاريظهم نظما ونثرا، وله مصنفات عديدة، منها: إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين، وعقود الجواهر المنيفة في الفقه الحنفي، ولقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة، وغيرها من المصنفات.
لما أخفقت حملة الشريف عبد العزيز في تحقيق أي نصر على دولة الدرعية، جهز الشريف غالب بن مساعد شريف مكة جنودا عظيمة من مكة وغيرها ومعه سبعة مدافع، فقصد هو بنفسه أخاه عبد العزيز، ثم رحل الشريف غالب وأخوه عبد العزيز بجنودهما الهائلة، ونزلوا قصر الشعراء، وهي قرية معروفة بأعالي نجد، وحاصروها وضربوها بالمدافع، وكادوا لها بأنواع القتال، وساقوا عليها الأبطال، وأقام الشريف غالب يحاصرها أكثر من شهر، فرحل منها على فشل، وقتل من قومه أكثر من 50 رجلا ورجع منها إلى أوطانه، وتفرقت عنه جموعه وعربانه, ثم أرسل الأمير سعود خلفهم محمد بن معيقل بقوة معه يتبع أثر الشريف غالب ويغير عليه من الخلف، فأغار على فريق من قحطان وحصل جلاد بينهم وغنموا منهم إبلا كثيرة وخمسة عشر من الخيل الأصايل.
وقعت الدولة العثمانية معاهدة "زيشتوفي" مع ألمانيا؛ لإنهاء الحرب بينهما، وتكونت هذه المعاهدة من أربع عشرة مادة، وكانت مدتها ثلاث سنوات، وانسحب الألمان من بلغراد ورومانيا بناء على هذه المعاهدة بعد احتلال دام سنة وعشرة أشهر، وكانت تلك آخر حرب بين الجيوش الألمانية والجيوش العثمانية في التاريخ.
لما رجع الشريف بعد حملته غير الموفقة على قصر الشعراء في أعالي نجد، انفرد عن كثير من البوادي وأكثرهم من مطير وقبائل شمر ورئيسهم مسعود الملقب حصان إبليس، وانحازوا إلى ماء معروف بالعدوة لشمر قرب حائل، فنهض لهم الأمير سعود بن عبد العزيز واستنفر أهل نجد البادي والحاضر، فسار بجنوده حتى نازلهم في تلك الناحية ووقع بينهم قتال شديد، فانهزمت تلك البوادي وقتل منهم قتلى كثير من بينهم قائدهم حصان إبليس، وغنم الأمير سعود منهم غنائم عظيمة، فلما انهزم هؤلاء البوادي وأخذت أموالهم استنفروا من يليهم من قبائلهم ممن لم يحضر الوقعة، وأرسلوا إلى سعود يدعونه للمنازلة، فأقبلوا إليه وهو يقسم الغنائم في العدوة، فثبت لهم سعود وجنوده وأوقدوا فيهم وفي إبلهم بالبارود والرصاص، فلما أراد مقدمهم مسلط بن مطلق الحربا أن يطأ بفرسه بساط سعود ليفي بنذره، اختطفه جنود سعود وأردوه قتيلا، فانهزمت البوادي لا يلوي أحد على أحد، وتركوا إبلهم مقرونة بالحبال فغنمها سعود وجميع ما معهم من الغنم والمتاع، ثم أخذوا في مطاردتهم يومين يأخذون الأموال ويقتلون الرجال.