تحقيق المأمول في ضبط قاعدة الأصول

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
تحقيق المأمول في ضبط قاعدة الأصول تأليف الشيخ : وليد بن راشد بن سعيدان وبه أستعين وعليه أتوكل .
.
.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين ، وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، ثم أما بعد : .
.
.
فإني قد كنت وعدت في بعض كتبي أن أفرد تأليفًا مستقلاً لقاعدة الأصول في الأشياء استدلالاً وتفريعًا ، وهاأنذا أفي بالوعد ، وهذا من توفيق الله تعالى لعبده الضعيف الفقير العاجز .
.
.
.
فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد الفضل والعون : .
.
.
اعلم - رحمك الله تعالى - أن خير ما يحصله طالب العلم في مسيرته العلمية هو أن يكون ما حصله من العلم مبنيًا على أصول ثابتة وقواعد راسخة وضوابط متقنة ، حتى لا تشكل عليه المسائل ولا تتضارب عنده الفروع ولا يحتار في النظر في أي جزئية من جزئيات الفقه ، فإن من حرص على ذلك وأقبل عليه بكليته فإنه من الموفقين إن شاء الله تعالى ، ومن حرم ذلك ولم يوفق له فقد حرم خيرًا كثيرًا ، فإنه وإن حصل شيئًا من الفروع والمسائل إلا أنها ستكون سابحة في ذهنه عائمة هائمة لا يدري ما مأخذها ولا يعرف أصلها الذي ترجع إليه ، فالوصية لك أيها الطالب في الحياة وبعد الممات أن تقبل على دراسة القواعد والأصول والضوابط وأن تبذل كل جهدك في تحصيلها وأن لا تدخر وسعًا في استشراحها عند من يفهم ذلك ، وأن توصوا طلابكم الذين يدرسون على أيديكم بالحرص على ذلك ، وأن لا ينشغلوا بكثرة التفريع عن تحصيل الأصول ، بارك الله في الجميع وجمعنا بكم في الجنة .