إعجاز القرآن الكريم بالصرفة
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
إعجاز القرآن الكريم
بالصّرفة
دراسة ناقدة
إعداد
محمود توفيق محمد سعد
الأستاذ ورئيس قسم البلاغة والنقد
في جامعة الأزهر الشريف
شبين الكوم
?
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأمته أجمعين 0
حظيت آية نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم العظمى :" القرآن الكريم" بعناية كثير من العلماء في مجالات عديدة من مجالات العلم ،وكاد جانب من القول فيها لا يجد منازعًا في تقريره : جانب التسليم بأنها من عند الله تعالى، وأنه لايملك أحد من العالمين أن يأتي بمثلها ،وبقي جانب تبيان وجه عدم استطاعتهم الإتيان بسورة من مثله مناط نظر ،وهو ما يعرف عند أهل العلم بوجوه إعجاز القرآن الكريم، ولم يحظ وجه من الوجوه التي أشار إليها بعض أهل العلم بالمنازعة وتباين مواقف أهل العلم كمثل ما حظي وجه الإعجاز بالصرفة، فكانت بعض مقالات أهل العلم متسمة بالغموض أو التناقض ، مما يجعل ترديد النظر في تلك المقالات وتثويرها والسعي إلى استنطاقها واستنباط ما فيها أمرًا غير عقيم، إن لم يكن ذا منزلة علية،ولا سيما أنّ بعض أهل العلم يستشعر في النفس ميلا إلى قبول وجه من وجوه تفسير القول بالإعجاز بالصرفة ، فرغبت في أن أقف على الحق في تلك المسألة ، فرارًا من الإخلاد إلى التقليد في أمر جليل متعلق بكتاب الله عز وجلّ،ولاسيما أن قلوب بعض طلاب العلم قد يتسلل إليها شيء من القول بالصرفة كما تسلل إلى مقالات بعض أهل العلم قديما, فكانت هذه الوريقات الطامحة إلى ألاّ تكون ترديدًا عقيما لما سبقها ،وإلى أن تلفت البصائر إلى الحق المبين ،ولعل ضياع كثير من أسفار علمائنا ،ولا سيما أسفار إعجاز القرآن الكريم التي تنبؤنا عنها كتب الفهرسة لتراث أسلافنا قد يجعل ما أقول غير بالغ التحقيق على الذي أطمح إليه،ولو أن كثيرًا من تلك الأسفار أمكن الاطلاع على ما