تقريب فقه الطبيب

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
تقريب فقه الطبيب بقلم فهد بن عبد الله الحزمي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد. فلما كان الإسلام دينا شاملا لكل مناحي الحياة، كان لزاما على كل مسلم أن يعرف شرع الله وحكمه سبحانه فيما يتعلق بعمله كي لا يقع في الأخطاء والآثام دون أن يشعر. وقد كتبت هذه الرسالة لما لمست -كما لمس غيري- ضعف المعرفة الفقهية لدى شريحة واسعة من المشتغلين بالطب ومعاونيهم بكثير من الأحكام الشرعية بحيث يقع الكثير منهم في أخطاء فادحة، بل سمعت البعض منهم ينتقد بعض تصرفات المرضى، ولا يدري أن تصرف المريض هو التصرف الذي يأمر به الشرع. زد على ذلك أن بعض المرضى لصعوبة تواصله مع أهل العلم الشرعي كثيرا ما يسأل الطبيب عن قضايا فقهية تتعلق بمرضه أو حالته الصحية فلا يجد عند الطبيب ما يشفي صدره، ولهذا كله كتبت هذه الرسالة الموجزة في جملة من الأحكام المتعلقة بالطبيب وبعض معاونيه، والمريض، وهذه الرسالة رغم صغر حجمها إلى أنها مفيدة للغاية لمن هو مشتغل بالطب، بحيث تعرفه بجملة وافرة من الأحكام الشرعية، التي يجب عليه مراعاتها. وقد حاولت في هذه الرسالة توخي سهولة العبارة ويسر التقسيم، ووضوح الحكم، وذكر بعض الفروع التي ارتأيت ذكرها لكثرة ما يُسأل عنها، ولكونها تتعلق بأحكام مهمة في ديننا الإسلامي. وكنت أود أن أضع كتابا متكاملا شاملا لكل المواضيع المتعلقة بفقه الطبيب ومعاونيه، مستوعبا لكثير من المسائل التفصيلية التي يكثر السؤال عنها، والتي كثيرا ما تقع، منبها على جملة وافرة من الأخطاء الطبية الشرعية وما يتعلق بها من أحكام، ومنبها أيضا على قضايا شرعية وفكرية وتقعيدية متعلقة بعمل الطبيب ومعاونيه، وتبين لهم وجهة نظر الإسلام في بعض الأفكار المطروحة على الساحة الطبية.