مطالع التمام ونصائح الأنام ومنجاة الخواص والعوام في رد إباحة إغرام ذوي الجنايات والإجرام
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
مطالع التمام ونصائح الأنام
ومنجاة الخواص والعوام في رد إباحة إغرام ذوي الجنايات والإجرام
زيادة على ما شرع الله من الحدود والأحكام
للقاضي أبي العباس أحمد الشماع الهنتاتي (ت 833هـ)
دراسة وتحقيق
الدكتور عبد الخالق أحمدون
تقديم:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد، فإن العناية بالتراث الفقهي المالكي وإحيائه مسؤولية كبيرة على الباحثين والدارسين المهتمين بالفقه الإسلامي وقضاياه بالجامعات المغربية، لارتباط هذا التراث بالأصالة المغربية وتاريخ المغرب وحضارته وثوابته الدينية والمذهبية من جهة، ولما يعكسه هذا التراث من دينامية المذهب المالكي وحركيته، وانفتاحه على قضايا المجتمع المتجددة وأواعه المتطورة ونوازله المتغيرة في مجالات الحياة المختلفة: الدينية والاقتصادية والاجتماعية، وذلك بما يحتفظ به هذا المذهب من آليات محكمة في الاجتهاد، وقواعد مرنة في استنباط الأحكام، وضوابط فقهية دقيقة في تتبع المشكلات والنوازل والوقائع وإيجاد الحلول الملائمة لها في ضوء هذه الآليات والقواعد، مثل: قاعدة المصالح المرسلة، وقاعدة تغير الأحكام بتغير الأزمان، وقاعدة العمل بأخف الضررين، وقاعدة الأخذ بما جرى به العمل.
وقد كان فقهاء المذهب المالكي في المغرب ـ بما أسسوه من قواعد التخريج والاستنباط ـ أكثر انفتاحا على مشكلات عصورهم، وأشد ارتباطا بأوضاع مجتمعاتهم، وأكثر انشغالا بحياة الناس وقضاياهم في ظروفها المتغيرة والمتجددة، فأجابوا بذلك عن كثير من الأسئلة المطروحة، وأفتوا في العديد من النوازل الوقتية، ووضعوا الحلول المناسبة والأحكام المنسجمة مع واقع الناس وبيئتهم وعوائدهم وأعرافهم، وجمعوا هذه الفتاوى والأجوبة في مصنفات ورسائل وتآليف مفيدة، يرجع إليها المفتون والفقهاء والقضاة والمشتغلون بالنوازل والفتاوى عموما من الباحثين والمهتمين.