دور الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تحضر العرب
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
دور الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تحضّر العرب !
…
…محمد مسعد ياقوت**
بسم الله الرحمن الرحيم
من مظاهر فضل النبي – صلى الله عله وسلم - أنه ارتقى بالعرب إلى مستوى التحضر فوحد صفهم وأقام لهم دولة و جعل منهم أمة، وصفها القرآن بإنها خير أمة أخرجت للناس.. إن في ذلك لرحمة ! رحمة أن يعيش العربي في ظلال دولة مدنية، وأمة متحضرة، وفي سبيل فكرة مستنيرة .. لا أن يعيش في صراعات قبلية، واقتتال على الناقة والعنزة، في سبيل أفكار رجعية أو عصبية منتنة، كما كان يسميها النبي - صلى الله عليه وسلم -: " دعوها فإنها منتنة"(1).
هذا ولم يقتصر فضل النبي - صلى الله عليه وسلم - على تحضر العرب وحدهم .. بل يمتد خيره ونوره إلى الشعوب والأمم الأخرى، خصوصاً أوربا..
المطلب الأول : العرب من القبيلة إلى الدولة والأمة
أولاً: العرب لم يعرفوا الوحدة الحضارية قبل النبي - صلى الله عليه وسلم -
يقول المفكر الألماني رودي بارت(2) :
__________
(1) صحيح البخاري، برقم 4525 ، قال هذه الكلمة عندما ضرب رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلا مِنْ الْأَنْصَارِ " فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : يَا للأ نْصَارِ !! وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ !! فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَقَالَ:" مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ !!" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ :كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ . فَقَالَ : " دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ" يعني العصبية والتفاخر بالقبائل .
(2) مفكر وباحث ألماني، عكف على الدراسات الشرقية في جامعة هايدلبرج، وكرس حياته لدراسة الإسلام، وصنف عددًا كبيرًا من الكتب والأبحاث، منها ترجمته للقرآن الكريم ، التي أصدرها في عامي 1964 و1965، وله كتاب عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.