إمام الأئمة الفقهاء أبو حنيفة النعمان
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على هدايته بقرآنه الكريم وسنّة نبيه العظيم، والمرشد ببيان الحلال من الحرام باجتهاد المجتهدين، ممن رزقهم القبول بين العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحابته ومَن تبعهم إلى يوم الدين.
وبعد:
إن إمامنا الأعظم أبا حنيفة النعمان رضي الله عنه وأرضاه يوم يلقاه نال من الرضا والقبول بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ما لم ينله عالم، فانتشر فقهه ومذهبه في ربوع البلاد، تتسابق الدول إلى تطبيقه قبل أفرادها؛ لما عاينوا فيه من الفهم الثاقب لكتاب الله - جل جلاله - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، والاتساع لما يقع من الناس وما تحتاجه الحكومات، والإمكانية لتطبيقه لدى العامي والعالم؛ ليسره وسهولة تناوله، وغيرها من الأسباب التي يدركها المشتغلون بالفقه.
وكان من سنّة الله - عز وجل - في حفظ دينه أن ييسر له العلماء العاملين، المنافحين عن أئمة الإسلام وفقههم في وجه شرذمة قليلة تسعى بكل جهدها عبر التاريخ للنيل من الفقه وأئمته؛ لضعف بصيرتهم وقلّة حيلتهم وحسدهم وتعصّبهم.
فهبَّ الفقهاء والمؤرخون والمحدثون في الذود عن الدين وأهله، وألفوا عشرات بل مئات التآليف في الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه -، يبينون فيها حاله من العلم والفقه والحديث والتقوى والورع، ولم يقتصر ذلك على علماء مذهبه، بل صنّف فيه كبار علماء المذاهب الأخرى من المالكية والشافعية والحنابلة، وكلها تآليف أنيقة بديعة في بابها، تردّ كيد الكائدين، وحسد الحاسدين.