منزلة الصحابة في القرآن

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
مقدمة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل الله فلا هادي له ولن تجد له وليا مرشدا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وآل بيته وسائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد ،، فإن القضية التي ننتصب لبيانها في هذا البحث الموجز هي منزلة الصحابة في القرآن ، وشهادة الله لهم بحقيقة الإيمان ، وتبشيره لهم بالرحمة والرضوان ، والنعيم المقيم في جنات النعيم . ولقد كان العلم بهذه القضية من الانتشار والذيوع حتى أصبحت من المعلوم من الدين بالضرورة يعرفها العلماء والعوام ، ويدين بها الخاصة والعامة ، ولا يتصور جهلها أو الجحد بها من أحد . إلا أن طائفة من المنتمين إلى الإسلام قد خرجت على هذا الإجماع المستيقن فسبت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونسبتهم إلى ما لا يليق بهم من الشنائع والمنكرات ، بل إلى ما شهد لهم بنقيضه في آياته المحكمات . ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوز ذلك إلى أن شهدوا عليهم إلا قليلا منهم بالكفر والردة بل وإلى الطعن في مصادر الشريعة الثابتة لما تضمنته من أدلة تدين هذا الشطط وتدك معاقلة مخالفين بذلك النصوص المحكمة في الكتاب والسنة وحقائق تاريخ الأمة ، ثم تلا ذلك سيل من البدع والمفتريات . ولسنا بصدد البحث التفصيلي لهذه المعتقدات فذلك أكبر من أن تحيط به هذه الصفحات القلائل وإنما أردنا فقط أن نتناول بالبيان منزلة الصحابة في القرآن معتمدين في ذلك على شهادة القرآن في المقام الأول ؛ لأن القوم لا يزالون يعلنون في كل محاجة أنهم يؤمنون بالقرآن ، وأن ما ينسب إليهم من القول بتحريفه محض افتراء وبهتان .