من سيرة الإمام أبو حنيفة

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
من سيرة الإمام أبو حنيفة الدكتور صباح قاسم الامامي المركز الثقافي الاسلامي كوبنهاجن - الدنمرك بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كبيرا . لم يختلف الناس على رجل كما اختلف آراؤهم في ابي حنيفة النعمان ، تغالى البعض في تقديره حتى زعم أنه أوتى الحكمة كلها ، وأنه يتلقى علمه عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يشبه الرؤيا أو الرؤية وأشتط الاخرون في كراهيته ، حتى لقد أتهموه بالمروق عن الدين ، وبالالحاد والزندقة ، وباستيراد المبادئ الهدامة من الديانات الوثنية ومن عباد النار، وأعمى العداءآخرين . كان هذا التطرف في الاحكام المناقضة هو طابع العصرالذي عاش فيه أبو حنيفة ، وهو في الوقت نفسه نتيجة سلوك الشيخ وسيرته واقتحاماته الفكرية الجسور ........ ذلك أنه كان يدعو الى الاخذ بالرأي لا يبالى في رأيه بأحد ، فقد كان عارفا بأحوال الحياة ، مستوعبا كل ثقافة من سبقوه ومن عاصروه ،خبيرا بالرجال ، شديدا على أهل الباطل ، مرير السخرية بالمزيفين ، لاذعا مع المنافقين من متعاطي الفقه والعلم والثقافه في عصره ، وهو عصر غريب حقا ، عصر ملئ بالتطرفات ، هو ذلك العصر الباهر من الفتوحات والثراء الفكري ، وهو في الوقت نفسه عصر الصعاليك الكبار ، عصر غامر بالبطولات والاحلام والخطر والغنى الروحي ، عصر يدوي على الرغم من كل شيء بأصداء المأساة ، تفعمه الاحزان ، ملتهببالاشواق الى العدل وبالحنين الى الرحمة والصدق والاحسان وبالشجن . في ذلك العصر ولد أبو حنيفة النعمان بالكوفة .