الشيعة في العراء
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الشيعة في العراء
عبد الله علي
أحد طلبة العلم في الأزهر الشريف
كتبه عام 1357 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى آلهم وصحبهم أجمعين. أما بعد:
فقد يظن بعض الذين سيقرءوا كتابي هذا أنني قد نحلت الشيعة ما لم يكن من قولهم ولا من اعتقادهم, وأنني قد تكذبت عليهم وعزوت إلى مذهبهم ما هم منه بريئون. وقد يجيء هؤلاء الظانون ظنهم هذا من غرابة ما سيجدوه هنا من عقائد القوم وأقوالهم التي لا يقولها مجتمعة من يؤمن بالله وبرسوله. ونحن نقول لهؤلاء الظانين هذا الظن المستبعدين أن يكون كل ما ذكرناه عن الشيعة صحيحاً ثابت النسب إليهم: إننا قد كنا نحن مثلكم لا نصدق بعض هذا الصدق فضلاً عن أن نصدقه كله. وكنا لا نشك في أن مسلماً لا يمكن أن يذهب إلى القول بتلك الأباطيل التي قالتها الشيعة, والتي نقلناها من كتبهم التي كتبوها بأيديهم وطبعوها بمطابعهم في بلادهم. وكنا نحسب أن أمثال تلك المنكرات التي تضاف إلى هذه الجماعة لا منشأ لها في الأكثر سوى الخصومة وكذبها وهواها وزورها, وكنا نمر بما نجده في كتب التاريخ والملل والكلام لأهل السنة من هذه الاعتقادات التي يقال: إن قوماً من المسلمين يزعمونها ويعتقدونها ويكفرون منكرها، فلا نحسب ذلك إلا من مبالغة الخلاف وإسراف الخصومة ولجاجة الهوى وشهوة الانتقام. وكنا نظن أن الخلاف وإن كان ذا دين وتقوى وحسب ونسب معرق في الفضل والنبل لا يمكن أن يخلص من التزييد والافتعال ولا ينجو من التكذب والتقول: هكذا كنا نقول حتى لمسنا هذه الحقيقة المرة التي كتبناها بأيدينا ووجدناها سافرة مبتذلة في كتب الطائفة قديمها وحديثها سفيهها وعاقلها فما وجدنا مناصاً من الاقتناع ولا مفر من الإيمان. بأن الخبر قد كان دون المخبر وأن السماع دون العيان، وأن الباطل في كتب القوم لا يحيط بأطرافه ولا يطل على جميع آفاته باحث ولا عليم ما خلا الله وحده.