فتح الودود بشرح منظومة ابن أبي داود المصححة
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فحصل به المقصود وتحقق الموعود فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في سبيل الله حق الجهاد، وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك فصلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واقتفى أثره إلى يوم الدين أما بعد:
إن من أعظم المنن التي منَّ الله بها على أمة الإسلام أن حفظ لها قرآنها الذي تستمد منه عقيدتها، وعبادتها، وأخلاقها، وكل ما تحتاج إليه في دينها ودنياها.
ومن عظيم فضله وكرمه أيضاً أن حفظ لهذه الأمة سنة نبيها " فسخر لها من يحفظها من أصحابه _ رضوان الله عليهم _ فحفظوا لنا سنته، ثم قام من بعدهم التابعون لهم بإحسان فحفظوها في صدورهم، وعلموها من بعدهم حتى أتت إلينا نقية خالية من الزيادة والنقصان.
لكن لما كانت السُنة غير القرآن في الحفظ من الزيادة والنقصان قام من قام من أهل الزيغ والانحراف فزادوا فيها ما ليس منها ترويجاً لبدعهم وانحرافهم، لكن هيهات هيهات أن يتحقق لهم مقصودهم فقد سخر الله _ تعالى _ أهل المعرفة بالحديث ليظهروا ما عليه أهل الزيغ والتدليس فبينوا للناس خططهم وعرفوا للناس مقاصدهم الخبيثة _ فلله الحمد والمنة _ فسلك الأعداء طريقاً آخر للإفساد على الناس، فلم يهدأ لهؤلاء الأعداء بال حتى قاموا بتشكيك الناس في عقيدتهم، فألفوا الكتب، وانطلقوا في الآفاق يدعون الناس إلى معتقداتهم المنحرفة، وأخذوا على ذلك سنين طوال، فمكن الله _ تعالى _ لهم لحكمة لا يعلمها إلا هو.