ركائز الإيمان بين العقل والقلب

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
مقدمة لست مستريحا لحاضر الثقافة الإسلامية، ولا مطمئنا على مستقبلها. فهى- فيما أرى- لا تعطى صورة دقيقة ولا كاملة للإسلام، كما جاء فى الكتاب الكريم والسنة الصحيحة، وكما سار به الأسلاف العظام فى أرجاء الأرض، فتحولت بهم إلى ربيع مزهر وحياة نابضة. هذه الثقافة لا تزال تحمل فى أطوائها صورة مجتمعات إسلامية معتلة وقضايا فكرية وعاطفية جديرة بأن توح فى المتاحف، لا أن تدفع إلى دنيا الناس. ومع احتواء الثقافة الإسلامية على ذلك التراث الثقيل، فهى خالية وفقيرة من العناصر التى تكون المسلم القدير على مواجهة ذلك العصر وأحداثه، وعلى استبطان مقادير من اليقين والحماسة والرشد والبصيرة تجعله ينطلق فى كل ميدان، ويمد رسالته إلى كل أفق. قد تقول: بين ظهرانينا كتاب الله وقد تأذن بحفظه- جل جلاله. ومعالم السنة، وهى كذلك قد ظفرت بصيانة فريدة. ومادام المسلمون يتوارثون هذه الكنوز، فلن يخشى عليهم زيغ ثقافى، ولا محل لهذا التشاؤم الذى خامر فؤادك. وأقول: إن وجود هذه الكنوز بيننا لا يغير مما ذكرت. فإن للبترول منابع ثروة فى بعض البلاد الإسلامية ومع ذلك فهم لم يحسنوا استخراجه، ولا بناء ناقلاته، ولا إدارة الآلات به. وللقطن حقول فيحاء ومع ذلك لم يحسنوا نسيجه، ولا إبداع مصانعه، ولا تزويق ألوانه. إن المهم ليس وجود الكنوز المادية والأدبية، وإنما المهم وجود البشر الذين يفيدون منها. ص _006