دروس مختصرة في علم العروض
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
دروس مختصرة في علمي العَروض والقوافي - للمبتدئين
أعدها لجلسة العربية في ملتقى أهل الحديث:
البشير عصام أبو محمد المراكشي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
فهذه سلسلة من الدروس النظرية والتطبيقية في علم العروض، الذي به تعرف بحور الشعر العربي، وقواعد الوزن والقافية.
وغني عن الذكر أن هذا العلم من الأهمية بمكان، لأنه مفتاح نظم الشعر لمن كان ذا نفس شاعرية فياضة، تعشق جمال الألفاظ، وتتذوق حلاوة المعاني؛ وهو السياج الذي يحمي دواوين شعر العرب من التغيير والتحريف، ويميز الشعر مما يقاربه كالسجع، فيعلم أن القرآن ليس شعرا؛ وهو أداة نظم المتون العلمية لمن احتاج إلى نظم فن من الفنون، يخشى عليه الضياع والنسيان؛ وهو سبيل تمييز صحيح الأوزان من سقيمها، ومعرفة مكسورها من سليمها.
ورب واعظ أو داعية سمعناه يستشهد ببيت من الشعر، فيكسره كسرا، ويعجنه عجنا، حتى لا يبقى منه إلا صورة المعنى المراد، في قالب غير منظوم، وتركيب غير مسبوك.
وقد اتفق أهل الفن على أن حفظ النظم أيسر من حفظ النثر - إلا ما يسر الله حفظه في الصدور، وهو كلام اللطيف الخبير - ، ومن المعلوم أن من لا معرفة له بقواعد الوزن، فالنظم عنده والنثر سيان.
وكم من بيت أعجزني تطلب ألفاظه وتذكرها، فاستعنت بالأوزان حتى استرجعت ما فاتني منه، في أقرب وقت، وأيسر حال. ومن جرّب عرف، وليس الخبر كالعيان.
وقد جربتُ القريض بالعربية، والنظم بالفرنسية، وبلغتُ في الثاني شأوا، حتى حصلت على جائزة من مركز فرنسي متخصص منذ نحو عشر سنوات، وآن لي أن أقول: أين الثرى من الثريا؟ وأين الحش من العرش؟
بل أقول:
ألم تر أن السيف ينقص قدره *** إذا قيل إن السيف أمضى من العصا؟!