يَا ابْنَ لُبْنَانَ عُدْ إِلَى لُبْنَانِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يَا ابْنَ لُبْنَانَ عُدْ إِلَى لُبْنَانِ | نَازِلاً مِنْهُ فِي أَعَزِّ مَكَانِ |
مِصْرُ تُهْدِي إِلَيْهِ مضنْ هُوَ أَهْدَا | هُ إِلَيْهَا تَهَادِيَ الخُلْصَانِ |
لَيْسَ بِدْعاً وَفِي القُلُوبِ صَفَاءٌ | مَا يُرَى مِنْ تَقَارُضِ الجِيْرَانِ |
سَاءَ هِجْرَانُكَ الرِّفَاقَ وَلَكِنْ | لَيْسَ بَيْنَ القُطْرَيْنِ مِنْ هِجْرَانِ |
وَطَنٌ وَاحِدٌ وَتَجْمَعُهُ الضَّا | دُ لِمَغْزًى فِي لَفْظَةِ الأَوْطَانِ |
فَتَيَمَّمْ تِلْكَ الرُّبَى وَالقَ مَنْ نَمْ | حَضُهُمْ وُدَّنَا مِنَ الإِخْوَانِ |
وَاسْتَزِدْهُمْ مَا تُسْتَزَادُ قُوَاهُمْ | مِنْ تَبَارٍ فِي حُبِّهَا وَتَفَانِ |
لا يَكُنْ بَيْنَكُمْ لِخِدْمَتِهَا غَيْ | رُ الوَفِيِّ السَّمَيْذَعِ المِعْوَانِ |
فَزِعَتْ أُمَّةٌ إِلَيْكِ فَنُبَ عَنْ | هَا وَقَرِّبْ لَهَا بَعِيدَ الأَمَانِي |
وَابْتَغِ الخَيْرَ مَا اسْتَطَعْتَ سَبِيلاً | وَاحْمِ ذَاكَ الحِمَى مِنَ العُدْوَانِ |
وَتَوَخَّ الرَّأْيَ السَّدِيدَ عَلَى مَا | دُونَ تَسْدِيدِهِ الضْمِيرُ يُعَانِي |
ذَاكَ حَوْضٌ فِدَاهُ كُلُّ نَفِيسٍ | فَافْدِهِ بِالفُؤَادِ قَبْلَ اللِّسَانِ |
كَافِحِ الخَصْمَ دُونَهُ وَادْرَأِ البَا | طِلَ عَنْهُ بِقُوَّةِ البُرْهَانِ |
رُبَّ قَوْلٍ يُصَاغُ مِنْ ذَوْبِ قَلْبٍ | صَهَرَتْهُ حَرَارَةُ الإِيمانِ |
لَسْتُ أُوصِيكَ كيْفَ يُوصَى حَكِيمٌ | وَلَهُ دَانَ ذَانِكَ الأَصْغَرَانِ |
يَا طَبِيبَ الأَبْدَانِ تَهْنِيءُ أَرْ | شَدْتَ أَوْ عِدْتَ صِحَّةُ الأَبْدَانِ |
يَا خَطِيباً يُقَوِّمُ الدَّهْرَ مْنْآ | داً وَيَثْنِي شَكِيمَةَ الحِدْثَانِ |
يَا أَدِيباً إِلَى النُّفُوسِ يُؤَدِّي | بِأَرَقِّ الأَلفَاظِ أَخْفَى المَعَانِي |
يَا صَدِيقاً حِرْمَانُ أَصْحَابِهِ الأُنْ | سَ بِلُقْيَاهِ غَايَةُ الحِرْمَانِ |
كَانَ لِلنَّأْيِ فِي النُّفُوسِ انْقِبَاضٌ | بَسَطَتْهُ يَدٌ لِهَذَا الزَّمَانِ |
كُلُّ قَاصٍ دَنَا بِمَا أَبْدَعَ العِ | لْمُ إِلَى أَنْ تَلامَسَ القُطْبَانِ |
وَاسْتَطَاعَ النَّاؤُونَ بَيْنَهُمَا أَنْ | يَتَلاقَوْا تَلاقِي الأَجْفَانِ |
أُلغِيَ البُعْدُ فِي المَسَافَةِ إِلاَّ | مِنْ جَنَانٍ وَقَدْ نَبَا بِجَنَانِ |
سِرْ تُسَايِركَ لِلْعِنَايَةِ عَيْنٌ | مُلِئَتْ مِنْ رِعَايَةِ وَحَنَانِ |
فَإذَا مَا أَتَيْتَ بَيْرُوتَ وَاسْتَشْ | رَفْتَ آيَاتِ حُسْنِهَا الفَتَّانِ |
فِي جِنَانٍ لَعَلَّهَا الصُّورَةُ الصُّغْ | رَى تَرَاءَتْ لِخَالِدَاتِ الجِنَانِ |
فَتَفَقَّدَ سَفْحاً فَخُوراً تَوَارَى | تَحْتَ حَانٍ مِنْ سَرْحِهِ شَاعِرَانِ |
لاحِقٌ بَعْدَ سَابِقٍ وَهُمَا فِي السِّ | نِّ تِرْبَانِ وَالحِجَى نِدَّانِ |
كَابَدَا فِي الحَيَاةِ مَا كَابَدَِاهُ | وَاسْتَقَرَّا يُدْنِيهِمَا الرَّمْسَانِ |
حَيِّ إِليَاسَ حَيِّ طَنْيُوسَ حَيْثُ ال | أَلمِعيَّانِ فِي الثَّرَى جَارَانِ |
وَابْتَعِثْ خَافِقَيْهِمَا مِنْ سُكُونٍ | بَعْدَ صَوتٍ دَوَّى بِهِ الخَافِقَانِ |
ثُمَّ رَوِّحْهُمَا بِنَافِحَةٍ مِنْ | رَوْضِ مِصْرَ زَكِيَّةِ الأَرْدَانِ |
قُلْ وَحَقِّ الوَفَاءِ لَسْنَا بِسَالِ | يْنَ وَمَا وَحْشَةٌ سِوَى السُّلْوَانِ |
فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِنَا عَنْ | كُمَا رَجْعاً بِهِ فِي نوَاكُمَا تَأْنَسَانِ |
شَدَّ مَا نَحْنُ وَاجِدُونَ مِنَ التَّبْ | رِيحِ هَلْ مِثْلَ وَجْدِنَا تَجِدَانِ |
أَبِقَلْبَيْكُمَا مِنَ الشَّوْقِ بَاقٍ | فَاشْفِيَاهُ بِدَمْعِنَا الهَتَّانِ |
يَا نِقُولا عِشْ لِلْفَصَاحَةِ وَالشِّعْ | رِ وَلِلْعِلْمِ وَالحِجَى وَالبَيَانِ |
لا حُرِمْنَا أَنْوَارَ مِرْقَمِكَ الهَا | دِي وَأَنْغَامَ صَوْتِكَ الرَّنَّانِ |