نُورُ الرَّجَاءِ بَدَا وَيُمْنُ الطَّالِعِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نُورُ الرَّجَاءِ بَدَا وَيُمْنُ الطَّالِعِ | لِلشَّعْبِ فِي وَجْهِ الأَمِيرِ الزَّارِعِ |
عِشْ يَا وَلِيَّ العَهْدِ وَابْرُزْ فِي سَنىً | يَعْلُوكَ مِنْ أُفُقِ السَّمَاءِ اللاَّمِعِ |
فِي الحِسِّ وَالمَعْنَى عَلَى قَدْرِ المُنى | كَمُلَتْ صِفَاتُكَ فَهْيَ عِقْدُ بَدَائِعِ |
أَلفَضْلُ فَضْلُ أَبِيكَ فِي تَذْلِيلِهِ | لَكَ كُلَّ صَعْبٍ فِي المَعَارِجِ فَارعِ |
لَيْسَتْ مُشَارَفَةُ الأَمِيرِ لِضَيْعَةٍ | ضَعَةً وَمَا الجُهْدُ المُغِلُّ بِضَائعِ |
إِنَّ الفِلاَحَةَ وَالفَلاَحَ تَسَلسَلا | لفْظاً وَمَعْنىً مِنْ نِجَارٍ جَامِعِ |
فِي خِدْمَةِ الأَرْضِ الَّتِي هِيَ أُمُّنا | يَتَأَلَّفُ المَتْبُوعُ قَلْبَ التَّابِعِ |
مَا أَرْوَحَ الأَمَلَ الَّذِي قِيَّضْتَهُ | لِسَوَادِ أُمَّتِكَ الأَمِينِ الوَادِعِ |
أَلحَارِثِ الدَّرِبِ العَكُوفِ عَلَى الثَّرَى | أَلكَادِحِ التَّعِبِ الصَّبُورِ القَانِعِ |
منْ لَمْ يُطَالِعْهُ وَيَعْرِفْ دَاءَهُ | هَيْهَاتَ يَأْتِي بِالدَّوَاءِ النَّاجِعِ |
لِلّهِ مُنْجِبُكَ العَظِيمُ وَمَا لَهُ | مِنْ حُسْنِ تَدْبِيرٍ وَلُطْفِ ذَرَائعِ |
لَمْ يَبْنِ لِلدُّنْيَا أَبٌ كَبِنَائِهِ | خُلُقَ الرُّجُولَةِ فِي فَتَاهُ اليَافعِ |
يَقِظٌ يُنَبِّهُ كَامِنَاتِ خِصَالِهِ | تَنْبِيهَ مَعْرِفَةٍ وَخُبْرٍ وَاسِعِ |
حَتَّى يُلِمَّ بِكُلِّ شَأْنٍ نَابِهٍ | فَيَسُوسَهُ وَبِكُلِّ شَأْنٍ نَافِعِ |
مَلِكٌ بِهِ قِسْتُ المُلُوكَ فَلاَحَ لي | شَأْوُ الظَّلِيعِ بِهِمْ وَشَأْوُ الطَّالِعِ |
أَوْفَى عَلَيْهِمْ بِالحَصَافَةِ وَالنَّدَى | وَبِسُؤْددٍ مِلءِ النَّوَاظِرِ نَاصِعِ |
مَا أَنْسَ يَوْمَ لَمَحْتُهُ وَلَمَحْتُهُمْ | فِي مَشْهَدٍ بَادِي المَفَاخِرِ شَائعِ |
فَرَأَيْتُ مِنْهُ فِي جَلاَلٍ رَائِعٍ | أَزْهَى مِثَالٍ لِلجَمَالِ الرَّائِعِ |
لَدْنٌ شَدِيدٌ لاَ اتِّضَاعَ بِهِ وَإِنْ | لَمْ تَنْأَ عَنْهُ كِيَاسَةُ المُتَواضعِ |
هُوَ مَصدَرٌ مِنْهُ المَصَادِرُ تَسْتَقِي | هُوَ مَنْبَعٌ وَلهُ فُيُوضُ مَنَابِعِ |
لاَ شَيْءَ يَعْزُبُ عَنْ مَدَارِكِهِ وَلاَ | يَخْفَى عَلَى ذَاكَ الذَّكَاءِ السَّاطعِ |
وَإِذَا قَضَى أَمْضَى فَمَا مِنْ حَائِلٍ | دُونَ القَضَاءِ وَمَا لَهُ مِنْ دَافعِ |
لَحَظَ الرِّمَالَ القَاحِلاَتِ فَنُضِّرَتْ | وَازَّيَّنَتْ بِمَغَارِسٍ وَمَزَارِعِ |
لَحَظَ المَدَائِنَ وَالقُرَى فَتَجَمَّلَتْ | وَتَكَمَّلَتْ بِمَدَارِسٍ وَمَصَانعِ |
لَحَظَ الثَّقَافَةَ لِلعُقُولِ فَأَخْرَجَتْ | مَا طابَ مِنْ ثَمَرِ العُقْولِ اليَانعِ |
لحَظَ الرِّيَاضَةَ لِلجُسُومِ فَهَيَّأَتْ | نَشْئاً جَدِيدَاً عَزَائِمٍ وَنَوَازِعِ |
لَحَظَ العُلُومَ فَمَا تَرَى فِي رَوْضِةٍ | إِلاَّ ظِمَاءَ الطَّيْرِ حَوْلَ مَشَارِعِ |
لحَظَ الفُنُونَ فَعَادَ مُؤْتَنَفاً بِهَا | مَا كَانَ مِنْ فَضْلٍ قَدِيمٍ بَارعِ |
أُنْظُرْ إِلى طُولِ البِلاَدِ وَعَرْضِهَا | تَشْهَدْ ضُرُوبَ مَفَاخِرٍ ومَنَافِعِ |
لاَ يَنْتَهِي مَا ذَاعَ مِنْ نَبَإِ بِهَا | إِلاَّ إِلى نَبَإِ طَرِيفٍ ذَائِعِ |
مَا مِصْرُ مِصْرُ وَمَا الرِّبَاعُ بِحُسْنِهَا | هِيَ عَيْنُ مَا عَهِدَتْهُ عَيْنُ الرَّابِعِ |
مَتَلاَحَقُ العُمْرَانُ لاَ يَخْتَارُ فِي | مَجْرَاهُ بَيْنَ مَوَاقِعٍ وَمَوَاقِعِ |
وَتُصِيبُ أَطْرَافٌ نَأَتْ مِنْ قِسْطِهِ | مَا لمْ تُصِبْ أَطْرَافُ مُلكٍ شَاسِعِ |
لِيَدُمْ فُؤَادٌ سَائِداً وَمُصَرِّفاً | حُكْمَ السِّيَادَةِ فِي الزَّمَانِ الخَاضِعِ |
وَلتَزْدَهِرْ أَيَّامُ صَاحِبِ عَهْدِهِ | فِي ظِلِّهِ كَالمَوْسِمِ المُتَتَابِعِ |