يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ | ويَرْعَاكَ يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ |
أَنْتَ كُلُّ الأَمِيرِ نُبْلاً وَفَضْلاً | وَسُموًّا وَأَنْتَ كُلُّ الْحَبِيبِ |
غَيْرُ مَا يَبْغُضُ العِدَى مَنْكَ والأَ | سْيَافُ تُدْمَى وَالنَّقْعُ شَبْهُ خَضِيبِ |
وَبَدِيعٌ فِي السِّلْمِ أَنَّكَ غَازٍ | مِثْلَمَا كُنْتَ غَازِياً فِي الحُرُوبِ |
تَسْتَمِيلُ النُّهَى وَتَسْتَلِبُ الْوِدَّ | وَيَبْغِي رِضَاكَ كُلُّ سَلِيبِ |
وَجْهُكَ الطَّلْقُ وَهْوَ نُورٌ تَجَلَّى | فِي عُذَارٍ حَلاَهُ بِدءُ المَشِيبِ |
أَبَداً فِي الصَّفَاءِ مِرْآةُ صِدْقٍ | لِصَفَاءِ فِي النَّفْسِ غَيْرِ مَشْوبِ |
بِكَ أَزْكَى الخِلاَلِ تَيْنَعُ فِيهَا | ثَمَرَاتُ الْمَوْهُوبِ وَالْمَكْسُوبِ |
وَبِكَ الْحِلْمُ وَالسَّمَاحَةُ طَبْعٌ | لَيْسَ فِي آلِ هَاشِمٍ بِعَجِيبِ |
وَمِنَ الْعِلْمِ فِيكَ أَوْفَرُ حَظٍّ | زَانَهُ مِثْلُهُ مِنَ الْتَّهْذِيبِ |
هَذِهِ صُورَةٌ نَظَمْتَ حُلاَهَا | فِي إِطَارِ هَدَاهُ غَيْرُ رَحِيبِ |
أَخَذَتْهَا الْعَيْنُ اخْتِطَافاً فَأَبْدَتْ | لَمْحَةً مِنْ جَلاَلِكَ الْمَحْبُوبِ |
مِصْرُ تَزْهَى بِطَلْعَةِ الْعَاهِلِ الْعَ | ادِلِ وَالْحَاكِمِ الْحَصِيفِ الأَرِيبِ |
وَتُحّيِّي في الضَّيْفِ أَيَّ خَطِيبٍ | لاَ يُدَانَى شَأْواً وَأَيَّ أَدِيبِ |
أَلْمَعِيٌّ تُزْجَى القَوَافِي إِلَيْهِ | خَاشِعَاتٍ لَدَى الْمُقَامِ الْمَهِيبِ |
أَيُّهَا الزَّائِرُ الَّذِي تَلْتَقِيهِ | مُهَجٌ حَيْثُ حَلَّ بِالتَّرْحِيبِ |
نَحْنُ قَوْمٌ َأعَزَّهُمْ عَطْفُكَ السَّامِي | وَفَازَوا مِنْ فَيْضِهِ بِنَصِيبِ |
مِنْهُمُ فِي ذُرَاكَ جَارٌ وَلَكِنْ | مَا غَرِيبٌ تَظَلُّه بِغَرِيبِ |
كَرَمٌ مِنْكَ أَنْ سَمَحْتَ لَهُمْ فِي | يُوْمِ يُمْنٍ بِنَظْرَةٍ مِنْ قَرِيبِ |
شُكْرُهُمْ وَهْوَ مَا تَبَيَّنْتَ يَجْلُو | أَثَرَ الْغَيْثِ فِي الْمَكَانِ الخَصِيبِ |
يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ يَحْفَظُكَ اللهُ | وَيَرْعَاكَ يَا أَمِيرَ الْقُلُوبِ |