ألا إنَّ قلبِيَ من بعدِكمْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا إنَّ قلبِيَ من بعدِكمْ | أفاق وفارقنى باطلى |
فأصبحتُ خلوَ ضمير الفؤاد | وقد كانَ في شُغُلٍ شاغلِ |
وما لى َ يا قومُ تعريجة ٌ | بذاتِ حلى ٍّ ولا عاطلِ |
ولا أنا أطمعُ في جائدٍ | ولا أنا أيْأَسُ من باخلِ |
ولا بتّ أشتاق من صبوة ٍ | إلى غاربٍ بالنّوى آفلِ |
ولا كنتُ أحفلُ في بلدة ٍ | مقيماً بمستوفزٍ راحلِ |
ومن عجبٍ أنّ ذات السّوار | تواصلُ من ليس بالواصلِ |
يُصبُّ بها يَمَنيُّ النِّجارِ | وتسكن وسطَ بنى وائلِ |
وتعتاض من جانبٍ فاهقٍ | منَ الخِصْبِ بالجانبِ الماحِلِ |
أَعيذُكَ من مُهبلاتِ الزَّمانِ | حَكمْنَ على الرَّجلِ العاقلِ |
ومن نفحاتٍ عدون النّبيه | وعُجْنَ على منزلِ الخاملِ |
ومن آنفٍ أضرعتْهُ الخطوبُ | حتّى تعرّض للنّائلِ |
ومن كلمٍ جدَّ بالسّامعين | وجدّ عن المنطقِ الهازلِ |
ومن طمعٍ للفتى خائبٍ | ومن أملٍ فى الغنى حائلِ |
ومن صبوة ٍ نحو مستقلعِ الـ | ـغروسِ وشيكِ النّوى زائلِ |
ومن خدعٍ لبدور النّضار | وهبن المذلّة َ للسّائلِ |
وقد علمَ القومُ أنِّي شَطَطْتُ | بسرحى َ عن مسقطِ الوابلِ |
وأَجْمَعتُه يرتَعيهِ العدوُّ | نجاءً عن الخلقِ السّافلِ |
ولمّا أنفتُ من الأَعطياتِ | رميتُ الوفى َّ على الماطلِ |
فأصبحتُ عريانَ من منية ٍ | تسوق الهوانَ إلى الأملِ |
أقولُ لقومٍ يودُّون أنْ | تصوب عليهمْ يدُ الباذلِ |
فما شئتَ من ملطمٍ ضارعٍ | وماءِ حياءٍ لهم سائلِ: |
إذا كانَ نفعُكمُ آجلاً | فلي دونَكمْ راحة ُ العاجلِ |