عنوان الفتوى : الخشية من الله تعين على الاستمرار في الحجاب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا منذ فترة ارتديت الخمار والآن أريد نزعه لأنه يضايقني كثيرا ولا أكاد أرى شيئا أفيدوني جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن حجاب المرأة المسلمة أمر واجب الالتزام به على كل امرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، لقوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن، فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً) [الأحزاب: 159].
ولا يجوز لامرأة مسلمة أن تنزع حجابها وسترها الواجب عليها بحجة أنه يضايقها، فإن الله تعالى ذم أقواماً تخلفوا عن واجب الجهاد، لأنه جاء في وقت شديد الحر وتعللوا بذلك، فقال تعالى: (وقالوا لا تنفروا في الحر) [التوبة: 81].
فبين لهم تعالى أن حرالدنيا الذي يفرون منه إلى الظل الظليل لا يساوي شيئاً مع حر الآخرة، فقال تعالى: (قل نار جهنم أشد حراً لو كان يفقهون) [التوبة: 81].
فتذكري أيتها المسلمة وقوفك بين يدي الله تعالى، وأن معصيتك بنزع خمارك أشد من الضيق الذي قد تجدينه.
ثم إن هذا الضيق راجع إلى كونك حديثة عهد به، والمرء حسب ما اعتاد، فلو صبرت قليلاً لأصبح شيئاً عادياً، بل لأصبحت غير قادرة على الخروج بدونه، وإن شئت فاسألي النساء اللاتي يرتدينه، يخبرنك بصدق ذلك، ثم إنك مؤمنة (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) [الأحزاب: 36]، بل الخيرة فيما اختار الله، وعدم إلف الخمار راجع إلى عدم الالتزام به من الصغر، وليس لكون الخمار مؤذياً في ذاته، فالمطلوب هو مجاهدة النفس للتغلب على الصعوبات الطارئة، وليس الانهزام والاستسلام لهوى النفس والإلف والعادة.
وبالنسبة لضعف الرؤية بسبب الخمار، فلك أن تسألي امرأة ملتزمة بلبس الخمار كيف يمكنك التغلب على هذا الأمر.
ومن ذلك أن تضعي شيئاً رقيقاً على عينيك لتستبيني الطريق، أو أن تظهري عينيك في أول الأمر حتى تألفيه. وفقك الله وأعانك. والله أعلم .