عنوان الفتوى : الاستدلال عن المسروقات بطريقة فتح المندل لا يجوز

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

حصلت سرقة لبيت خالي و الشرطة ما توصلت للحرامي هل من الجائز أن يفتح بالمندل لمعرفة الحرامي؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فالغيب هو: ما يغيب عن الإنسان العلم به وإدراك حقيقته، وهو أنواع: منه ما استأثر الله ‏بعلمه ولم يُطْلِعْ عليه أحداً من خلقه، وهو ما ذكر من قوله تعالى: ( إن الله عنده علم ‏الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري ‏نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) [ لقمان:34] ومنه ما يمكن التوصل إليه ‏بالوسائل المختلفة المشروعة، كالمسروق، يعرف بالتحري والبحث عنه. ومنه ما لا يمكن ‏التوصل إليه بالوسائل العادية، بل لا بد فيه من خبر صادق، كأحوال الآخرة، وما يكون ‏في القبر، ونحو ذلك مما أطلع الله عليه نبيه صلى الله عليه وسلم.‏
وفتح المندل للتوصل به إلى سارق المال لا يجوز شرعاً، لأنه ضرب من ضروب العرافة ‏والكهانة وإدعاء معرفة الغيب.‏
وقد ورد النهي الشديد عن ذلك وتوعد فاعله بأغلظ العقوبات. ففي صحيح مسلم عن ‏بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى عرافاً ‏فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" ولأبي داود عن أبي هريرة رضي الله ‏عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر ‏بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".‏
وللبزار والطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس منا من تطير أو تطير له، ‏أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له. ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما ‏أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".‏
قال البغوي: العراف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان ‏الضالة. وقال ابن تيمية العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال، ونحوهم ممن يتكلم في ‏معرفة الأمور بهذه الطرق.‏
ولا يخفى أن فتح المندل يكون بالاستعانة بالجن، وقد قال جل وعلا: ( وأنه كان رجال ‏من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) [الجن:6] .‏
والله أعلم.‏
‏ ‏