عنوان الفتوى : منزلة التائب عند الله بعد التوبة بحسب ثباته وصدقه واجتهاده

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يمكن لتائب أن تكون له منزلة مميزة عند الله إذا تغير؟.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فقد تكون للتائب منزلة عند الله تعالى إذا هو صدق في توبته، وشمر في طريق سيره إلى ربه تعالى، واجتهد في طاعته، وحينئذ قد يدرك هذا التائب من لم يذنب أصلا، بل قد يسبقه، وقد اختلف أهل السلوك في أيهما أفضل، هل هو التائب من الذنب أم الذي لم يواقعه أصلا، وفصل شيخ الإسلام ابن تيمية النزاع فقرر أن العبرة بكمال التوبة وحسن سير التائب إلى ربه بعد توبته، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: وجرت هذه المسألة بحضرة شيخ الإسلام ابن تيمية، فسمعته يحكى هذه الأَقوال حكاية مجردة، فإما سألته وإما سئل عن الصواب منها، فقال: الصواب أن من التائبين من يعود إلى مثل حاله، ومنهم من يعود إلى أكمل منها، [مما كانت] ، ومنهم من يعود إلى أنقص مما كان، فإن كان بعد التوبة خيراً مما كان قبل الخطيئة وأشد حذراً وأعظم تشميراً وأعظم ذلاً وخشية وإنابة عاد إلى أرفع مما كان، وإن كان قبل الخطيئة أكمل في هذه الأُمور ولم يعد بعد التوبة إليها عاد إلى أنقص مما كان عليه، وإن كان بعد التوبة مثل ما كان قبل الخطيئة رجع إلى مثل منزلته. هذا معنى كلامه [رضى الله عنه]. انتهى.

وبه يتبين جواب مسألتك وأنه لا يمتنع إذا اجتهد التائب في توبته أن تكون له عند الله منزلة ليست لغيره ممن لم يواقع الذنب.

والله أعلم.