عنوان الفتوى : الجمع بين أحاديث النهي عن ترجيل الشعركل يوم والأمر بإكرامه

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أرسلت

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه مما لا شك فيه أن الإسلام ندب أتباعه إلى النظافة بما في ذلك تسريح شعر الرأس واللحية، قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف:31].
ومن هذا المعنى جاء حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان له شعر فليكرمه. رواه أبو داود.
إلا أنه من المعلوم في نهج الإسلام أنه يدعو إلى التوسط والاعتدال وعدم المغالاة في كل شيء، ولو كان ذلك في أمور العبادة.
وعليه؛ فإن الحديث الوارد في إكرام الشعر وتسريحه أصل في إباحة هذا الفعل ما دام في حدود التوسط، فإذا خرج عن ذلك إلى المغالاة صار منهياً عنه، وعلى هذا يفسر حديث عبد الله بن مغفل الوارد في النسائي، ولفظه: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا.
قال السندي في شرحه لهذا الحديث قوله: إلا غبا: أن يفعل يوماً ويترك يوماً، والمراد كراهة المداومة عليه، وخصوصية الفعل يوماً والترك غير مراد.
ويشهد لما ذكرناه من طريقة الجمع بين الحديثين ما أخرجه النسائي: أن رجلاً من الصحابة يقال له: عبيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن كثير من الإرفاه.
قال ابن حجر في الفتح بعد أن ساق هذا الحديث: فيه إشارة إلى أن الوسط المعتدل منه لا يذم، وبذلك يجمع بين الأخبار.
والله أعلم.