أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عدم الثبات على موقف معين والخوف من مقابلة الناس

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله، وبعد:

سعادة الدكتور!

أعاني من عدم الثبات على موقف معين، فمثلاً أقول: غداً سأنهض وأفعل كذا وكذا حتى أغير موقفي وأقول لا، سأفعل كذا وكذا حتى تتراكم الأفكار في رأسي ويكثر وسواسي حتى يكاد رأسي ينفجر ونومي يضطرب، فأعدل عن الفكرة وتمضي أيام وأنا على هذه الحال، حتى أني في بعض الأحيان أوهم نفسي بفعل أمر ما ولكني لا أفعله، وأرجع سبب هذه المشاكل إلى خوفي من موقف، حيث كدت أفقد حياتي في حادثة وأصبت بصدمة ولم أتعالج منها؛ لأنه لا أحد من أسرتي على علم بها.

والسبب الثاني الخوف من مقابلة الناس وأفضل العزلة، فهذان الموقفان جعلاني متردداً وخائفاً، والنتيجة عدم التفكير في مستقبلي.

للإشارة فسني 28 سنة وعازب ولا زلت أسكن مع أسرتي.

أرجو منكم المساعدة.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونرحب بك كثيراً، ونسأل الله تعالى أن يشفيك وأن يعافيك.

فإن الأمر الذي تعاني منه - إن شاء الله تعالى – هو بسيط جدّاً، هذا نسميه بالتردد الوسواسي، بمعنى أنه لديك ما يعرف بقلق الوساوس القهرية، ويعرف أن أصحاب الوساوس القهرية يكثرون من التردد في اتخاذ القرارات، أنت ليس لديك الصورة الإكلينيكية لمرض الوساوس القهرية، هي مجرد جزئيات بسيطة من هذا المرض، والحمد لله تعالى أن الحالة تعتبر بسيطة جدّاً كما ذكرت لك.

ما ينتابك من مخاوف اجتماعية هي أيضاً جزء من القلق النفسي، والقلق النفسي يتشعب لعدة أنواع، منها المخاوف، ومنها الوساوس القهرية، فكلها متداخلة وهي لا تشكل تشخيصات مختلفة، إنما هي تنتمي إلى مجموعة تشخيصية واحدة، وهي القلق النفسي.

أقول لك: إن حالتك تستجيب استجابة ممتازة جدّاً لبعض الأدوية، وأفضل عقار يمكن أن يتم تناوله في حالتك هو العقار الذي يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، وهو موجود في بلاد المغرب، ويمكنك إذا لم تتحصل على الدواء أن تتحصل على أي نوع تجاري، فقط الضروري أن تعرف الاسم العلمي وهو فلوكستين، وتقابل الصيدلاني ويمكن أن يعطيك أي منتج من هذا الدواء.

الجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرين مليجراماً، ويفضل تناولها بعد الأكل، واستمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى كبسولتين (أربعين مليجراماً)، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه هي أقل مدة علاجية مطلوبة، ولا تتخوف من الدواء أبداً فهو سليم جدّاً وغير إدماني، ليس له آثار جانبية، غير أنه ربما يؤخر القذف المنوي عند بعض الرجال قليلاً، ولكنه لا يؤدي إلى العقم ولا يؤدي أبداً إلى التأثير على الذكورة لدى الرجل.

بعد انقضاء فترة الستة أشهر خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة يومياً لمدة ستة أشهر أخرى، وبعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

يوجد عقار بديل للفلوكستين، وهذا العقار يسمى تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، وجرعته هي أن تبدأ بخمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل، ويفضل تناوله ليلاً لأنه قد يؤدي إلى زيادة في النوم بسيطة، وبعد انقضاء أسبوعين ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى مائتي مليجرام وتتناولها ليلاً وتستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، وتستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى، ثم تخفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أنا على ثقة تامة أن أحد الدوائين سوف يفيدك فائدة كبيرة جدّاً - بإذن الله تعالى -.

بعد ذلك أرجو أن تتدارس الأفكار التي تأتيك، الدواء سوف يعطيك الشعور بالراحة وبالطمأنينة وييسر لك أمر أن تختار الفكرة التي تراها أكثر ملائمة وخيراً بالنسبة لك، ونصيحتي لك أيضاً أن تلجأ إلى الاستخارة، فالاستخارة حقيقة تزيل التردد لدى الإنسان، والحديث الذي ورد عن جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنه – قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن)، وهذا دليل على أهمية الاستخارة، وبكل أسف الكثير من الناس قد تجاهلها، والكثير من الناس لا يبدأ أو لا يلجأ إليها إلا في أحوال معينة وأحوال الضيق، فعليك أن تتعلم الاستخارة والجأ لها، وتناول الدواء الذي ذكرته لك، ولابد أن تكون لك ثقة أكبر في نفسك.

وبالنسبة للمخاوف الاجتماعية يجب أن تحقر هذه الفكرة، وأن تجري مع نفسك حواراً داخلياً، قل: (لماذا أخاف؟ لا شيء يجعلني أخاف، أنا لست بأقل من الآخرين)، وكن مواجهاً، وانظر إلى الناس في وجوههم، وتبسم في وجه إخوتك، واذهب إلى صلاة الجماعة في المسجد، وكن دائماً في الصف الأول، وسوف تجد أن هذا القلق وهذا التوتر قد ذهب عنك تماماً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك – مرة أخرى - على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2326 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1649 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3525 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1521 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1828 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ