أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا توجد أي إجابة مثالية لمثل سؤالك هذا، فالأمر كله نسبي، وسوف أحاول بقدر ما أستطيع أن أقول وجهة نظري حول هذا الموضوع:

أولاً: الثقة بالنفس سؤال كبير قد لا نجد الإجابة عليه، ولذا نحن دائماً نحرص أن نقول: إن كل إنسان يجب أن يعتقد أنه لديه الثقة الكافية في نفسه، وليس العكس؛ لأن الإنسان حين يرى أن شخصيته واهية وضعيفة وليست فعالة، فهذا يسبب عدم الثقة في النفس، وهذه تكون تهمة -لا أجد كلمة أفضل من ذلك- لنفسه دون أن يقوم الآخرون بذلك، فإذن الأمر الضروري هو يجب أن لا أعتبر نفسي عديم الثقة في نفسي، بل يجب على الإنسان أن يقيم نفسه دائماً تقييماً صحيحاً، بعض الناس يهول ويزيد من معدل تقييمه لنفسه، وهذا خطأ، وبنفس المستوى هنالك من يحقر تقييمه لذاته وهذا في نظري أخطأ.

إذن الإنسان يجب أن يقيم ذاته تقييماً صحيحاً، ويجب أن يفهم ذاته ويجب أن يقبل نفسه، ثم بعد ذلك يجب أن يسعى لتطوير نفسه، وتطوير النفس يأتي أيضاً من محبة النفس، ومحبة النفس لا تعني الأنانية أبداً، وإنما أنا أعتبر نفسي وأقدرها دون أن أعتدي على حقوق الآخرين، هذا أمر مهم جداً.

ثانياً: يجب أن يفصل الإنسان مشاعره وأفعاله فيما يخص الثقة بالنفس، مثال بعض الناس يقومون بأعمال طيبة وإيجابية، ولكن لا يقدرون أنفسهم تقديراً صحيحاً، فدائماً يلصقون الهزيمة بأنفسهم، بالرغم من أدائهم الجيد والمقبول جداً، ً فيا أخي ليس من الضروري أن تكون مشاعرنا هي انعكاس حقيقي لما نقوم به من أفعال، إذن فالعبرة والعظة هي بما تفعل وليس بما تشعر، وهذا مهم وضروري.

بالنسبة للجزئيات الأخرى، أولاً إدارة الوقت بصورة صحيحة هي من أفضل بناء الثقة النفس وتقوية والحجة، والإنسان الذي يدير وقته بصورة صحيحة فهذا يعني أنه يستثمر وقته بصورة صحيحة، وهذا يعطيه الشعور بالسعادة والشعور بالإنجاز والشعور بالرضا، وهذا طبعاً لديه عائد إيجابي على شخصيته وعلى رفع مهاراته الاجتماعية، والإنسان يمكن أن يكون قوية الشخصية ونافذا وقوي الحجة إذا كان صادقاً، الصدق والأمانة كقيم إسلامية وإنسانية تعطي الإنسان الاعتبار والاحترام من قبل الآخرين، وتجعل شخصيته فعالة وقوية، وتجعله دائماً يُستشار ويُسأل، هذا في نظري مهم جداً، أي بناء القيم الإنسانية والإسلامية الرفيعة، من صدق وأمانة وتحلٍ بمكارم الأخلاق.

وإن الاطلاع وتقوية المعارف يقويان الحجة، فالإنسان الذي يكون كثير الاطلاع ولديه منافذ فكرية ومعرفية تجعل حجته دائماً قوية، ما دام يتحرى الصدقة والأمانة والخير فيما يقول.

الشخصية والثقة بالنفس أيضاً تتطور باتخاذ القدوة الحسنة، والتي تعينك على طاعة الله وعلى أمور الدنيا، دائماً التشبه بمن هم أصحاب الفعالية والخلق والخير، المتدينين والملتزمين، العلماء الربانين، أخي الكريم هذا لا شك فيه خير كثير ويقوي شخصية الإنسان وكذلك حجته.

وعلى الإنسان أن لا يتكلف أيضاً، فبعض الناس يكون أداؤه جيداً حين يسعى لإبهار الآخرين والتأثير عليهم، هذا لا شك أن يؤثر سلباً على أدائه، فيا أخي الإنسان يكون طبيعياً ويتوكل على ربه ويسأل الله التوفيق والسداد، وهذا أيضاً يعطي الإنسان دفعة نفسية نحو الإنجاز الأفضل، وهناك كتيب جيد للدكتور بشير صالح الرشيدي اسمه (التعامل مع الذات)، إذا تحصلت عليه فأعتقد أنك سوف تجد فيه الكثير من الآراء حول هذه المادة التي عرضتها وتود أن تعرف عنها، ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على العلاج السلوكي لقلة الثقة في الاستشارات التالية: (265851-259418-269678-254892).

وبالله التوفيق والسداد.