أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خوف اجتماعي وتلعثم في أبسط المواقف

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا شاب مغربي أعاني من الخوف الاجتماعي، أستعمل الآن الدواء المعروف باسم - انفرانيل - فالخوف المسبق بدأ ينقص، لكن لا زال عندي التلعثم والتعرق والاحمرار.

إنني أتلعثم حتى عندما أكون أفكر في صمت، وأحمر وأتعرق كثيراً عندما يكون الجو حاراً، ولو أمام أمي، ولا أقدر على مقاومة نظرات الآخرين.
المرجو منكم المساعدة، وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شكير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الحمد لله أنك قد بدأت تظهر عليك بعض علامات التحسن، والشيء الذي أود أن أقوله لك فيما يخص التعرق والتلعثم والاحمرار، فأنا بالطبع مقتنع بالطبع تماماً مما ذكرته لي، ولكن أود أن ألفت انتباهك أن الدراسات والتجارب تفيد أن الإنسان الذي لديه الرهاب الاجتماعي دائماً يتصور أعراضه بصورة مبالغ فيها أو أشد مما هي على الواقع.

قام أحد العلماء بتصوير المرضى الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي في مواقف اجتماعية، وحين عرضت عليهم هذه الصور وأشرطة الفيديو وطلب منهم التركيز والنظر بدقة على الأشياء التي كانوا يعتقدون أنهم يعانون منها أو تحدث لهم مثل التلعثم والتعرق والرجفة والاضطراب واهتزاز الجسم، اتضح أن تصورهم للأعراض كان مبالغ فيه بنسبة 80 %، وهذا في نظري نسبة عالية جدّاً.

أقول لك هذا الأمر لأني أعتقد أنك إذا اقتنعت أن الأعراض التي تعاني منها قد تكون موجودة ولكنها ليست إلى حد الشدة التي تتصورها.

ثانياً: صدقني أنك غير مرصود ولا أحد يراقبك أبداً، هذا أيضاً من الأشياء التي تعيق الكثير من الأخوة الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي.

إذا أرجو أن تحدث نوع من التغير المعرفي الداخلي حول المخاوف، وذلك بتذكر النقطتين السابقتين التي ذكرتها لك، فهذا يعتبر خطا من خطوط العلاج المهمة جدّاً.

أمر ثالث: عليك أن تكتب في ورقة كل هذه الأشياء أو الأعراض التي لا زلت تشتكي منها، مثلاً: اكتب التلعثم، ثم بعد ذلك قل لنفسك: أنا لا أتلعثم، كرر ذلك وقم بنطق بعض الجُمل بطلاقة، ويمكنك أن تسجل صوتك ثم تستمع إلى ذلك وصدقني أنك سوف تجد أن أدائك كان أفضل كثيراً مما تتصور.

وبالنسبة لاحمرار الوجه وكذلك التعرق؛ قل لنفسك: أنا وجهي ليس محمراً، أنا أبالغ في هذا التفكير وفي هذا الشعور، وقل: نعم العرق يأتي للإنسان في مواقف القلق ولكنه سوف يختفي الآن، لماذا أقلق؟ وهكذا، قم بهذه التمارين والمفاوضات الداخلية مع الذات، تجري مثل هذا الحوار مع نفسك فهو مفيد جدّاً من الناحية العلاجية.

عليك أن تواجه وأن تستمر في المواجهة، فهذا هو مفتاح علاج الرهاب الاجتماعي، فالمواجهة وعدم التجنب يذهب عنك هذا الرهاب، ويمكنك دائماً حين تكون لوحدك أن تتصور أنك في مواجهة كبيرة أمام جمع من الناس وتقوم بمخاطبتهم والتحدث إليهم أو إلقاء درس أو محاضرة، وهكذا، تصور ذلك، تصور دائماً أنك في الصلاة مع المصلين في الصف الأول، وربما يطلب منك أن تصلي بالناس، وهكذا.

هذه تمارين ذهنية علاجية مفيدة جدّاً، ولكن بكل أسف الكثير من الإخوة لا يركز عليها ولا يعطيها أهمية أو قيمتها العلمية بالرغم من أنها قامت على تجارب معتبرة ومعترف بها.

أرجو أن تركز على ذلك، وأرجو أن تثق أكثر في نفسك، وأرجو أن تطور نفسك من ناحية المهارات الاجتماعية البسيطة، مثل الطريقة التي تُحيِّي بها الناس، انظر إلى الناس في وجوههم، كن أنت أول من تبدأ بالسلام وتذكر أن في ذلك أجراً كثيراً، وحين تلتقي بأحد الإخوة ويسلم عليك قم بالرد عليه بصورة قوية وبصورة تجعله يلتفت إلى اهتمامك به، فهذا في حد ذاته إن شاء الله يساعد في إزالة هذه المخاوف، لا تستعمل اللغة الحركية كثيراً مثل حركة اليدين بصفة عامة، استعمل اللغة التخاطبية، واستعمل كل ما ترى أنك متميز فيه أو أنه لديك القدرة فيه، استثمر ذلك واستغله من أجل مواجهة الخوف الاجتماعي، كثيراً من الناس ينسوا مقدراتهم، ربما يكون لديك مقدرة، عليك باستثمارها واستغلالها.

كذلك قراءة القرآن أمام الآخرين في حلقة تلاوة مثلاً، أو ربما يكون لديك المقدرة على قراءة الشعر وتسمعها على أصدقائك كأن تقول لهم: قرأت قصيدة وأود أن أقرأها وأسمعها لكم، وهكذا.. هذا كله فيه إن شاء الله ناحية نفسية فعّالة جدّاً.

الرياضة الجماعية أيضاً مثل كرة القدم وغيرها تؤدي إلى تفاعل نفسي فيه جانب إرادي وغير إرادي، فالجانب الإرادي هو الذي يقوي من عزيمة الإنسان ويبعد عنه المخاوف، التلاوة في حلقات القرآن والمشاركة في هذه الحلقات إنها إن شاء الله فيها خير كثير للإنسان، وفيها أجر عظيم وفي ذات الوقت سوف تحسن من مهارات الإنسان الاجتماعية وقدرته على المواجهة والتواصل.

الشيء الآخر الذي أود أن أذكر به وهو أن جرعة التفرانيل الفعّالة بالنسبة للمخاوف الاجتماعية يجب ألا تقل عن 100 إلى 150 في اليوم، إذن فأرجو أن ترتب الجرعة حتى تكون جرعة علاجية فعّالة، والحمد لله ـ الدواء سليم وممتاز وآثاره الجانبية البسيطة مثل الشعور بالجفاف في الفم وربما الثقل في العينين أو الإمساك تختفي بعد أسبوعين أو ثلاثة من الاستمرار في العلاج.

أسأل الله لك التوفيق والسداد والشفاء.
وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1667 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1233 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2326 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1649 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3525 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ