أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فقدان الثقة بالنفس والتهرب من المجتمع

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا أولاً أعاني من عدم ثقتي بنفسي في التعامل مع الآخرين، خاصة لو كانوا أغنى مني أو أرفع مني مركزاً أو أكبر مني! ويكون عندي إحساس بصغر حجمي أمامهم، ولا أستطيع أن أرد عليهم بجرأة.

والذي يعذبني أنني أتميز بشكل له هيبة، وحينما أتكلم أجد الناس الذين كنت كبيراً في نظرهم، يغيرون نظرتهم لي؛ لذا يصعب علي أن أستمر في مصاحبة أحد، فأهرب دائماً من استكمال الصداقات التي بدأتها، لكي لا أفقد وقاري واحترامهم لي.

وأيضاً أتسرع في الرد على الشخص الذي أمامي، فأخطئ كثيراً في الكلام، وأندم على ذلك! وأخاف أن أذهب للدكتور، لأني أخجل أن أكلمه في ذلك.
فأرجو أن تساعدوني في حل هذه الحالة!

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففقدان الثقة بالنفس والتهرب من المجتمع، هو دليل على أنك ربما تعاني من صعوبات بسيطة في شخصيتك، هذا الشعور بالدونية يأتي من تقليل قيمة الذات وعدم تقديرها بالصورة الصحيحة.

أيها الأخ الفاضل! لا شك أن هذه الأفكار خاطئة، وهي أفكار ليست صحيحة، أرجو أن تنظر في حياتك بدقة، وسوف تجد أنه لا ينقصك أي شيء مقارنة بكثير من الناس، ويا أخي أرجو أن تنظر في إنجازاتك، وأن تنظر في إسهاماتك، وسوف تجد أنك أفضل مما تتصور.

ثانياً: الذي أود أن أؤكده لك أن الشخص حين يقلل من قيمته يعتقد أن الآخرين يتربصون به، أو أنه مراقب، أو أنه مرصود من قبل الآخرين، بمعنى أن كل أفعاله يراقبها الآخرون، هذا الشعور أثبتت الدراسات أنه ليس بصحيح، أود أن أؤكد لك أن الناس لا ترصد أفعالك وأقوالك وأداءك وإنجازاتك بالصورة السلبية التي تتصورها.

إذن يا أخي الذي أرجوه منك هو أن ترفع من قيمة ذاتك، وذلك بتغيير خارطة التفكير السلبية، وهذا يتأتى من التأكد بأن الناس لا ترصدك ولا تراقبك، وبأنك -والحمد لله- لا ينقصك شيء عنهم.

ثالثاً: يمكنك أن تنظر إلى كثير من الناس الذين لديهم صعوبات وإعاقات حقيقية، ولكن بالرغم من ذلك تجدهم يثبتون أنفسهم ويعيشون الحياة بفعالية وقوة وإصرار، وذلك بالرغم من وجود عاهاتهم وما ينقصهم.

إذن الأمر كله يحتاج منك إلى تغيير هذه المشاعر السلبية.

لقد تلمست من رسالتك أنك أيضاً تعاني من مخاوف عامة، مخاوف تتعلق بالقدرة على الأداء والإنجاز والتواصل مع الآخرين، هذه أيضاً تعالج بالتطبيق العملي، بأن تضع لنفسك برنامجاً يومياً لأمور معينة يجب أن تقوم بها وتنفذها، وهي تتمثل في الواجبات اليومية والتواصل الاجتماعي، ومن أفضل أماكن التواصل هي أداء الصلاة في جماعة حيث تختلط بالناس وتتعرف على الأخيار، وهذا في حد ذاته يكون دافعاً كبيراً لك من أجل الثقة بالذات.

أرى أنه أيضاً من الأفضل لك أن تنضم إلى جمعيات خيرية أو أي نوع من الجمعيات الثقافية، هذا إن شاء الله أيضاً يشعرك الثقة بنفسك، ويحسن بدرجة كبيرة من قدرتك على الالتقاء بالآخرين دون صعوبة.

لا شك أن العلاجات الدوائية تساعد كثيراً في مثل حالتك، هنالك عقار يعرف باسم زولفت، ويسمى أيضاً في مصر باسم لسترال، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة في اليوم، وقوة الجرعة هي 50 مليجراماً، تناوله ليلاً بعد الأكل، والجرعة هذه يجب أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بعدها تخفض الدواء إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عنه.

أرجو ألا تحقر من قيمة نفسك وذاتك، فأنت أفضل مما تتصور، وأسأل الله لك التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1737 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1321 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2385 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1728 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3644 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ