أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من وساوس غريبة واكتئاب ,أريد علاجاً سلوكياً ولا أريد أدوية

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم
جزاكم الله على هذا الموقع الرائع.

أنا فتاة عمري 19 سنة، ومتزوجة منذ سنتين، ليس لدي أولاد، مررت بوسواس الموت، نوبات هلع، اكتئاب شديد، اختلال الأنية.

ذهبت لطبيب نفسي ووصف لي (سيروبلكس) و(سوليان200) و(زيبام) واسترحت قليلًا فتخليت عنهم بدون استشارة منه، واستعنت بخالقي وبدأت بالتجاهل، وعدم الاسترسال؛ فذهب، وهكذا فعلت مع وسواس المرض، والعقيدة والأفكار الفلسفية والاجترارية، ووساوس الجنون ووساوس أخرى، تغلبت عليهم -بفضل الله- بالدعاء والصبر، وعدم الشكوى، والتجاهل الكامل، وعدم الاسترسال، وإظهار ما لا أخفي.

الآن مشكلتي: أنني ليس لدي هدف ولا شيء أحبه لأفعله أو أطمح إليه، أعيش يومي فقط. كلما فكرت في المستقبل بتفاؤل؛ أجد ضيقًا، كلما ضحكت مع زوجي أحس أني سأفقده، أو إذا عمل معي أشياء جميلة أقول: يومًا ما سأفقد هذه الأشياء. فلا أفرح بتلك اللحظة.

كلما سرحت بخيالي إلى أنني سأنجب -إن شاء الله-، أو أربي أولادي على طاعة الله؛ أتذكر أنني سأموت عند الولادة، أو راكبة السيارة، أو بوقوع حادث، أو أمر آخر، إنني أخاف أن أوذي الأطفال، أو أشعر بالخوف أن أبقى معهم لوحدي، مع أني مستحيل أن أعمل هذه الأشياء، لهذا لم أعد أحب الإنجاب.

إذا فكرت في المستقبل أحس أن له مسافة قريبة مع يوم الحساب (إحساس غريب)، أردت حفظ القرآن، وكان هناك شيء يحطمني، وأقول: أحس بفشل وسلبيات ملاحقة لكل إيجابية دائمًا، الموت يأتي بنهاية أمام عيني لكل ما أخطط له، كسور يحول بيني وبين ما أريد الوصول إليه، لكن لا أخافه.

أنا فتاة لست اجتماعية، ليست لدي صحبة، أصبحت لا أقدر على المناقشة في أي موضوع، خصوصًا مع زوجي لدرجة أنه إذا أخطأ في حقي لا أعاتبه، وأحس بإعياء داخلي.

أحسست بألم في الصدر الجهة اليسرى؛ فذهبت لطبيبة عامة؛ فقالت لي: كل هذا نفسي، وأن عندي اكتئابًا ووصفت لي (فليوكسيت) fluoxet فاستخدمته منذ 5 أيام ولم أحس بتغيير، مع أني أيضًا لا أحس أن عندي اكتئابًا؛ لأني أصبحت أعتني بنفسي، أضحك ليس كالسابق، وعندما قال لي الطبيب النفسي: إن لدي اكتئابًا وهذا الدواء؛ سبب لي أرقًا، فأنام تقريبًا ساعتين في اليوم، وآخذه صباحًا ثم تركته.

أريد علاجًا سلوكيًا لا أريد أدوية، ونسيت أنه لا زال معي اختلال الأنية، لكنه في الأماكن الطبيعية فقط كالجبال والأشجار، وأحيانًا إذا تذكرتها فقط تأتي، أحس أن عقلي ينزعج من شيء ويحتاج إلى فهم أو تركيز عند الاستماع إلى المواعظ أو الشيوخ، أو القرآن، أحس بالانزعاج والخوف شيئًا ما، وأستغرب كل الأمور التي تتعلق بالدين، إحساسا يشبه اختلال الأنية.

أبدأ في محاسبة نفسي على كل شيء حتى على المباحات، وأقول: نحن لم نخلق للطهي، أو نخرج أو نضحك، أو نتزوج أو نلد، خلقنا للعبادة فقط، وذلك يسبب لي الانزعاج فقط، لا يزيد اجتهادي في الطاعات، ولا قربي من ربي، لم أعد أتذكر الحياة الطبيعية التي كنت أعيشها، هل إذا صبرت وقمت الليل رغم استغرابي في الصلاة، ربي سيكشف عني وأرجع كما كنت؟

أنا راضية -والحمد لله- بكل هذا، ولا أتسخط، فقط أريد اتخاذ الأسباب، لا أحد يعلم بما أعانيه سوى الله ثم أنتم.

آسفة جدًا على الإطالة، وعلى تعبيري الضعيف باللغة العربية، من فضلكم أنا مستعدة لأي تطبيق سلوكي بإعانة الله، ولا أريد دواء بارك الله فيكم، وزادكم إيمانًا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على تواصلك والثقة في إسلام ويب.

أنت عرضت مشكلتك بصورة واضحة جدًّا، ونحن مسؤوليتنا أن نوجّه لك الإرشاد الصحيح الذي نراه، وقرارك أنك لا تريدين أن تتناولي دواء أعتقد أن هذا القرار قد يكون متعجِّلاً بعض الشيء، وقائما على تجارب سالبة فيما مضى، الدواء مهم ومهم جدًّا للعلاج، وهو جزء أساسي من الرزمة العلاجية.

تشخيص حالتك -أيتها الفاضلة الكريمة-: قطعًا أنت تعانين من وساوس قهرية، وتعانين من اكتئاب نفسي. الاكتئاب ليس من الضروري أن يظهر في شكل كدر مزاجي، أو سوداوية في المزاج، الاكتئاب كثيرًا ما يأتي في شكل أفكارٍ سلبية، افتراضات غير صحيحة، وتكون هنالك تشوهات في الأفكار في بعض الأحيان، ويصل الإنسان إلى خلاصات ليست صحيحة بناء على هذا التشوه الفكري الموجود.

هذا هو نوع الاكتئاب الذي تعانين منه، وهو اكتئاب ولا شك في ذلك، وستون بالمائة من مرضى الوساوس القهرية يعانون من اكتئاب نفسي، خاصة النساء.

نصيحتي الأولى لك أولاً: أن تثقي في الطب النفسي، أن تراجعي طبيبًا واحدًا، ولا تتنقلي بين الأطباء، أن تعرفي أنك لست سيئة الحال أبدًا من حيث حالتك النفسية، وأنك إنسانة لديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، يمكن أن تكوني فعالة جدًّا في بيتك، وتهتمي بزوجك وتتواصلي اجتماعيًا، هذا كله ممكن وممكن جدًّا، بمعنى آخر: وظيفتك الاجتماعية والزوجية وغيرها يمكن أن تقومي بها على أحسن حال.

ثانيًا: العلاجات السلوكية تقوم على ما ذكرته لك، أي الفعالية والفكر الإيجابي، وحسن تنظيم الوقت، والصلاة في وقتها، والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن... هذا كله علاج سلوكي. النوم المبكر نعتبره علاجًا سلوكيًا. حسن إدارة الوقت خاصة الأوقات التي يجب أن يستريح فيها الإنسان، هذا كله علاج سلوكي.

وبالنسبة للوسواس: يجب ألا يُناقش، يجب أن يُحقَّر، لا تفتحي مجالاً للوسواس من خلال محاولة الوصول إلى شيء من المنطق، وصدِّ هذه الأفكار من خلال المنطق لا يمكن، لا يمكن منطقيًا، إنما تُصدُّ بعنفٍ وكراهيةٍ وتحقيرٍ لها.

النقطة الأخيرة: مع احترامي الشديد لوجهة نظرك الدواء مهم جدًّا؛ لأن المكوّن البيولوجي المتعلق بكيمياء الدماغ مُثبتْ، وليس فيه أي شكوكٍ في أن الوساوس القهرية والاكتئاب كلاهما يؤديان أو يتسبب فيهما تغيُّرٍ كيميائي يخصُّ ما يُعرف بالموصلات العصبية، وهذه لا يمكن تعويضها ووضعها في مساراتها الصحيحة إلا من خلال الدواء، فلا تحرمي نفسك من هذه النعمة العظيمة أيتها الفاضلة الكريمة.

والفلوكستين الذي وصفته لك الطبيبة دواء ممتاز، لكن يجب أن تنتظري حتى تتحصلي على فائدته، والجرعة هي كبسولتان في اليوم –أي أربعون مليجرامًا– وبعد شهرٍ تحتاجين لثلاث كبسولات في اليوم، كبسولة في الصباح وكبسولتين ليلاً، تتناولينها لمدة خمسة أشهر، ثم تجعلي الجرعة كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر.

هذه وجهة نظري، فأرجو أن تعرضيها على طبيبتك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
صديقي ومشكلته مع الوسواس 1802 الثلاثاء 11-08-2020 12:39 صـ
تراودني أفكار وساوس قهرية حول نفسي، فما العمل؟ 1022 الأحد 09-08-2020 02:33 صـ
أعاني من وسواس قهري حتى في العبادات، ما الحل؟ 1006 الأحد 09-08-2020 05:28 صـ
أعاني من وسوسة بمرض أصاب أحد أقربائي، كيف الخلاص من ذلك؟ 2069 الأربعاء 22-07-2020 04:15 صـ
لدي أفكار ووساوس غريبة، فهل أتجاهلها أم أصدقها؟ 2734 الأحد 19-07-2020 03:25 صـ