أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : بعد وفاة أمي وأبي أصابني ذهول وهم وحزن

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم

أورد لكم قصتي، وهي كالآتي: كانت والدتي تعاني من الضغط في الدم، وتسبب لها في سبع جلطات في الدماغ، وعلى إثرها كنا نعيش في قلق عليها، وفي يوم جمعة كنت نائما وهي آتية إلي، وسقطت على الأرض، وعندها سمعت سقطتها بقوة، وفزعت من نومي وذهبت أرى، ورأيتها بدمائها، وعندها حملتها لوحدي، وأخذتها إلى المستشفى، كنت حينها في غير وعيي، وتجمع الأهل في المستشفى، وبعد ست ساعات أخذ الأطباء قرار إجراء عملية في الدماغ لسحب النزيف، ونسبة نجاحها 1% وكنت أدعو ربي لها، وأبكي عليها بيني وبين نفسي، وعند انتهاء إجراء العملية دخلت في غيبوبة مدة شهرين، وكنا نقرأ عليها القرآن، وعندما صحت من الغيبوبة وضعوا في حلقها فتحة تنظيف وأخرجوها من العناية إلى غرفة التنويم، وكنا بجانبها دائما إلا أنا أذهب إليها أسبوعا، وأتغيب أسبوعا، لأني كنت لا أستطيع أن أراها بهذا الوضع، ودائما أهلي يتشاجرون معي في غيابي هذا، وكنت لا أستطيع البوح لهم أني لا أتحمل رؤياها بهذا الوضع، وبحدود 15 شهرا قلت في نفسي: سأسافر إلى سوريا حتى أريح نفسيتي.

كان سفري معسرا، وذهبت إلى سوريا، وبعد فترة وجيزة من وصولي إلى سوريا وأنا راكب سيارتي عصرا أتاني ضغط رهيب جدا في رأسي وأذني لا يطاق، وبعد 5 دقائق ذهب عني الضغط، وبعدها قررت الرجوع إلى السعودية، وبعد شهرين من رجوعي توفيت والدتي، وعندها حزنت حزنا شديدا عليها، وقمنا بإجراء تصاريح ترحيل الجثة إلى سوريا، وذهبت بها إلى هناك وتم دفنها، وأنا ماكث هناك لوحدي كلما أرى صورا من صورها أبكي وأحزن، وعدت إلى السعودية، وبعد فترة وجيزة جدا صرت أشعر بشد أسفل الظهر ونصف بطني مثل الحزام، ولم أعطه أهمية.

بعد وفاة الوالدة بفترة شهرين توفي الوالد، وهنا أخذني الذهول به وتم دفنه في السعودية، وعندها صار يأتيني ألم رهيب في حنجرتي من الجهة اليمنى والصدر إلى نهاية القفص الصدري، وفي ظهري، وهذا كان يجعلني أصحى من نومي، وأشعر كأن روحي سوف تخرج، وأعود بعدها إلى فراشي، وكانت تأتيني بين فترة وفترة، ثم أتاني ألم بجانب اليمين عند صرتي، وعندها ذهبت إلى الدكتور وقال لي: عندك زائدة، وتحتاج إلى عملية، وكان وقوع الخبر رهيبا علي، وعندها شدت خاصرتي ورجلي وصرت أصرخ من شدة الألم الذي ألم بي.

صار الشق الأيمن كله متشنجا، وأكثر شيء يعذبني من الرأس إلى حد القفص أشعر وكأنه (كيبل مشدود) وأشعر أن روحي تخرج مني، وهذا شعور دائم لم ينقطع، وما زلت أعاني ولم أجد حلا لهذا الموضوع ذهبت إلى رقاة وذهبت إلى طبيب نفسي، وقال لي: عندك عصاب ونقص في مادة السيروتين في الدماغ، ووصف لي دواء اسمه انتابرو وأخذته مدة 3 شهور، ولم أشعر بتحسن 1% منه وقررت أن أوقفه.

أرجو منكم إرشادي إلى طريق الصواب، والله ولي التوفيق.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أنه قد أحاطت بك أحداث حياتية كبيرة، ويأتي على رأسها وفاة الوالدين - نسأل الله تعالى لهما الرحمة - بعد ذلك ذكر لك الطبيب موضوع إزالة الزائدة الدودية، وبالرغم من أن هذه العملية بسيطة جدًّا، لكن لأنك كنت مُهيأً نفسيًا بصورة سلبية ومحبطة، وقع عليك هذا الأمر وقعًا سلبيًا شديدًا.

أيها الفاضل الكريم: الأحداث الحياتية تأتي وهي جزء من حياة الناس، الإنسان الحساس وسريع التأثر قطعًا يكون تفاعله سلبيًا لدرجة كبيرة، ويُصاب بالتوتر والقلق، ويتعسر مزاجه للدرجة التي يشعر فيها بالكدر، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك.

أيها الفاضل الكريم: عليك أن تستعين بالله دائمًا، وأن تسأل الله تعالى أن يخفف ما بك، وأنا أقول لك: إن حالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة، انظر إلى جانب الحياة الإيجابي، كن متواصلاً مع الصالحين من الشباب، اجعل لنفسك هدفًا في هذه الحياة، واسع للوصول إليه، مارس الرياضة، ولا أريدك أبدًا أن تضع نفسك في موضع من هو مريض.

من أخطر الأشياء أن يلبس الإنسان نفسه ثوب المرض، نعم توجد أعراض ولديك بعض المشاكل النفسوجسدية البسيطة، لكن أحد وسائل علاجها هي الإصرار على التخلص منها، والإصرار ألا تتعطل حياتك أبدًا، وبذلك تكون قد نقلت نفسك من موضع الشخص المريض إلى الشخص المتعافي، ويُعرف أن الإنسان إذا تموضع في موقع المرض سوف يستفيد من هذا بصورة غير مباشرة وغير تلقائية، يستفيد بأن يستجلب عطف الآخرين حتى وإن لم يقصد ذلك، يتخلى عن مسؤولياته الاجتماعية، يُصبح أقل فعالية، يريد أن يُثير شفقة الآخرين حوله... وهكذا.

لا تقبل لنفسك هذا الموضع أبدًا، كن فاعلاً، كن قويًّا، كن ذا همّة عالية، يجب أن يكون لديك الجلد، الصبر، وأن تنظر دائمًا في الجوانب الإيجابية في الحياة.

أنا أرى أنك تحتاج لعلاج دوائي يساعدك في الخروج من قلقك وتوترك وشعورك بالإحباط، وكذلك أعراضك النفسوجسدية.

من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار يعرف تجاريًا باسم (إفيكسر) ويعرف علميًا باسم (فلافاكسين) والجرعة المطلوبة هي كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة خمسة وسبعون مليجرامًا، تتناولها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها كبسولة واحدة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم كبسولة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشكو من انعدام التوفيق والنجاح في حياتي، فهل سببها المعاصي الماضية؟ 2611 الأربعاء 12-08-2020 04:07 صـ
معاناتي مع المرض، وكيف أتكيف معه؟ 1376 الاثنين 15-06-2020 01:08 صـ
لماذا يبتلى الصالحون أكثر من غيرهم؟ 2679 الثلاثاء 16-06-2020 09:03 مـ
أخشى البقاء دون زواج للأبد. 4712 الاثنين 11-05-2020 03:45 صـ
بعد أن خلعته تزوج.. والآن أنا نادمة! 2020 الأربعاء 06-05-2020 06:18 صـ