أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشعر بضيق في صدري وكأن شيئا سوف يحدث لي بعد مرض أصابني

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

الإخوة القائمون على الموقع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

كنت قد سافرت للسعودية في العام الماضي للعمل هناك, وظللت في المملكة مدة 7 شهور, وكانت الأمور طبيعية مائة بالمائة, ثم تعرضت لأزمة صحية مفاجئة بعد إصابتي بالتيفود, شعرت بعدها أنني سوف أموت, وحدثت لي نوبات هلع وخوف, وخفقان في القلب, وكنت أشعر ببرودة شديدة في جسمي لدرجة أنني كنت ألتحف الغطاء ودرجة الحرارة في الخارج 50 درجة, وكنت أذهب للدكتور فلا يجد أي شيء, بعدها قررت العودة إلى بلدي وعدم السفر مرة أخرى, ومكثت في مصر 6 شهور أعاني من اكتئاب شديد, ودخلت في صراع ما بين قرار العودة مرة أخرى وقرار إلغاء السفر مما جعلني أشعر بالجنون والبكاء المستمر, وفقدان الثقة التامة في نفسي, وبعدها قررت عدم السفر, وأنا غير مقتنع بالقرار, وذهبت للعمل بمصر في إحدى الشركات, وبدأت أنسى الموضوع وأعود إلى طبيعتي, وفجأة ظهرت أمامي فرصة السفر من جديد, فقررت السفر, وذلك بعد أن تحسنت نفسيتي تماما, وعندما سافرت فوجئت بأنني خائف, وتنتابني نوبات قلق, وذلك في أوقات الفراغ, أو الجلوس وحيدا, وأشعر دائما بأن شيئا سوف يحدث لي, وأيضا أشعر بضيق أعلى المعدة وفى صدري, وكأنني سوف يحدث لي أزمة قلبية.

أرجو أن تعطوا الشكوى عنايتكم, وإفادتي بمشكلتي, وهل هناك علاج لها؟ وأيضا هل أنا شخص طبيعي أم لا؟

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنحن لا نعتبرك مريضًا بالمعنى المفهوم للمرض النفسي, والذي تنطبق عليه المعايير العالمية في تشخصيه، لكن نقول لك: إن الذي تعاني منه هو ظاهرة نفسية تستحق العلاج، هذه الظاهرة نسميها بعدم القدرة على التكيف أو التواؤم، فالحالة النفسية بدأت لديك بعد أن أُصبت بحمّى التيفويد، وهذا النوع من الالتهاب البكتيري يُعرف عنه أنه قد يؤدي إلى صعوبات نفسية لدى بعض الناس، فالبعض قد يحس باكتئاب, أو بقلق, أو مخاوف، وحتى الاضطرابات الذهانية ربما تحدث بعد الإصابة بالتيفويد.

هذه هي نقطة البداية الرئيسية التي أدت إلى ظهور الحالة لديك، ويظهر أن لديك نوعا من الاستعداد للتغيرات النفسية، لأنك بعد أن شُفيت وتحسنت أحوالك أتتك الحالة مرة أخرى، وبالرغم من أنك قد انتقلت لمصر, وهذا الاستعداد للاكتئاب والقلق هو الذي أدى إلى ظهور هذه الحالة، وأنت الآن أتيحت لك فرصة أخرى للسفر، ولكن مجرد التفكير في هذا الأمر يجعلك تحس بنوبات من القلق والتوتر, وعدم الشعور بالطمأنينة، ومن الواضح أن لديك أيضًا ما نسميه بالقلق التوقعي, هذه -كما أوضحت لك أيها الفاضل الكريم- ناتجة من استعدادك للقلق في الأصل، وهذا لا يعتبر مرضًا، وعدم القدرة على التواؤم – هذا الذي تعاني منه – يمكن علاجه من خلال الآتي:

أولاً: أنت في حاجة للعلاج الدوائي، فهنالك أدوية ممتازة جدًّا لعلاج نوبات القلق والمخاوف من هذا النوع، وأفضل عقار هو عقار مودابكس, والذي يسمى علميًا باسم «سيرترالين», واسمه الآخر تجاريًا هو «زولفت», ويسمى أيضًا تجاريًا باسم «لسترال», وهو متوفر في مصر وفي بقية الدول, أنت محتاج لأن تتناول هذا الدواء بجرعة نصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا – تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تناول حبة كاملة ليلاً لمدة ستة أشهر، بعدها خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً واستمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك توقف عن تناول الدواء.

الدواء دواء سليم وممتاز، والجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة، وهي حبة في اليوم، علمًا بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لمثل هذه الجرعة.

وعليك أن تُقدم نحو السفر وأن تتفاءل، وأن تعرف أن الذي حدث لك هو مجرد تفاعل ظرفي، وذلك نسبة لقابليتك واستعدادك للقلق, حول هذا القلق إلى قلق إيجابي، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت, وممارسة الرياضة، كما أنه توجد تمارين ممتازة جدًّا تسمى بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تتدرب عليها، ويمكنك الاطلاع على تفاصيل هذه التمارين وكيفية تطبيقها من خلال تصفح أحد مواقع الإنترنت.

ما يحدث لك من ضيق في منطقة الصدر والشعور بأنه سوف تحدث لك أزمة قلبية، وكذلك الضيق في منطقة المعدة، هذا ناتج من التوترات العضلية التي سببها لك القلق، وليس أكثر من ذلك، وتناول الدواء وتمارين الاسترخاء والتفكير الإيجابي سوف تقضي تمامًا على هذه الظواهر إن شاء الله تعالى حين تذهب إلى العمل بالخارج.

كن أيضًا إيجابيًا في تفكيرك، تواصل اجتماعيًا، وحاول أن تستفيد من وقتك بالصورة الصحيحة، واعرف أنك قد أتيت بحثًا عن تحسين وضعك المالي، وأيًّا كانت الدولة العربية التي سوف تذهب إليها فأصبح الآن موضوع الغربة لا يشعر به الإنسان، لأن المجتمعات العربية والإسلامية -الحمد لله- متوافقة ومتوائمة، والإنسان يجد فيها الكثير من الطيبين والخيرين والصالحين الذين يمكن أن يوطد من خلالهم علاقاته الاجتماعية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3908 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2557 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1280 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2264 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4213 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ