أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أسباب تحصيل الرزق عندما تضيق بالإنسان الحال

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا فتاة مسلمة والحمد لله، أعيش في فلسطين، وحالتنا المادية قبل استلام حكومة حماس متوسطة، أما بعد استلامها فمستورة والحمد لله، هذا لأن أبي يعمل موظفاً ولم يستلم راتبه، ولكننا نتدبر أحوالنا بتوفيق من الله تعالى.

إن المشكلة ليست مشكلتي، ولكنها مشكلة صديقة لي، حالتهم المادية قبل استلامها كانت مستورة، ولكن بعد استلامها أصبحت تحت الصفر، فأصبحوا يتداينون من ذاك وذاك، حتى أقفل المدينون الأبواب أمامهم، ونفوسهم لا تقبل بالتسول، وعائلتي لا تستطيع مساعدتهم مادياً، وكل عائلة فلسطينية الآن لا تدين أحداً، لأنها تشعر بأن الوضع سيظل هكذا.

فما هي الطريقة التي يمكنني أن أساعدهم بها، لأني أعتبرها أختي في الله، وإن سألتني عن حالتهم، فإن أباها لا يعمل؛ لأنه مقعد، ولديها أخوان لا يعملان، ولها من الأخوات ست، اثنتان تعملان، الأولى آذنة، والأخرى مدرسة في روضة.

فماذا أفعل لها؟ لأن هناك من يوسوس لها بأفكار سوف تضيعها وتنهي حياتها بعد ذلك! أشيروا علي، حفظكم الله.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نسأل الله أن يحفظك وصديقتك، وأن يرزقنا جميعاً السداد والرشاد.

فإن الأرزاق بيد الله، وقد تكفل بها سبحانه، وواجب المسلم أن يسعى ويتحرك وينتظر الخير ممن بيده الخير، مع ضرورة أن نذكر أنفسنا أننا خلقنا لغاية عظيمة وهي عبادة الله القائل: ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ))[الذاريات:56-58].

وقد قال سبحانه لنبيه، وهو توجيه لأهل الإيمان في كل زمان ومكان: ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى))[طه:132].

وليس من الصواب أن نظن أن الرزق يزيد مع فلان وينقص بمجيء فلان؛ لأن الأرزاق بيد الله، وكما قال ابن مسعود: (لا تلومنَّ أحداً على ما لم يعطك الله).

ولو استطاع أعداء الإسلام أن يمنعوا عنا الماء والهواء لفعلوا، ولكن الكون ملك لله، وهو سبحانه فعَّال لما يريد، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وإذا فقدنا أرزاقنا وخسرنا أموالنا فما ينبغي أن نخسر عقيدتنا وثقتنا بربنا.

ولا شك أن هناك أشياء تجلب البركة والزيادة للأرزاق منها ما يلي:
(1) اللجوء إلى من يجيب من دعاه.

(2) شكر النعم الموجودة، وما أكثرها، فإن العافية نعمة، والولد نعمة، وذلك لأن الشكر هو الجالب للمزيد، كما كان السلف يسمونه، قال تعالى: ((وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ))[إبراهيم:7].

(3) الاستغفار؛ لأن الذنوب هي أسباب الشرور، ولقوله تعالى: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))[نوح:10-12].

(4) الاستقامة على طاعة الله، قال تعالى: ((وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا))[الجن:16].

(5) صلة الرحم وبر الوالدين، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه).

(6) التوكل على الله مع بذل الأسباب، وهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً).

(7) الجود من الموجود، فإن الله يبارك للمنفقين، وأفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى).

وإذا حرص الإنسان أن يكون في حاجة إخوانه، كان الله في حاجته.

وأرجو أن تحرصي على طاعة الله، وتحرص تلك الأخت وأسرتها على الصبر والمصابرة، والاجتهاد والمثابرة، ونسأل الله أن يرفع هذا الكابوس عن كاهل إخواننا حول الأقصى المبارك، وأن يرينا في أعداء الإسلام عجائب قدرته، وأن يهيئ للمسلمين من أمرهم رشداً.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أستطيع نسيان ذكرياتي مع زميلي الذي قاطعني. 748 الأربعاء 15-07-2020 05:18 صـ
أصدقائي قاطعوني وتركوني منذ 6 أشهر.. فكيف أعيد علاقتي بهم؟ 1697 الخميس 02-04-2020 01:32 صـ
حصل فتور في علاقتي بمعلمتي بسبب وساوس في نفسي 1344 الثلاثاء 14-01-2020 01:03 صـ
كيف أتعامل مع أصدقائي بشكل صحيح؟ 2383 الثلاثاء 02-07-2019 06:28 صـ
صديقتي تغيرت من ناحيتي فهل أنسحب من حياتها أم أبقى معها؟ 2556 الثلاثاء 01-01-2019 07:07 صـ