أرشيف المقالات

دعاء تعزية أهل الميت (إن لله ما أخذ وما أعطى)

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2دعاء تعزية أهل الميت (إن لله ما أخذ وما أعطى)   في الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا[1]، أَنَّ ابْنَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ: نَحْسِبُ أَنَّ ابْنَتِي قَدْ حُضِرَتْ فَاشْهَدْنَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا السَّلَامَ، وَيَقُولُ: ((إِنَّ لِلهِ مَا أَخَذَ وَمَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَحْتَسِبْ وَلْتَصْبِرْ))، فَأَرْسَلَتْ تُقْسِمُ عَلَيْهِ؛ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقُمْنَا، فَرُفِعَ الصَّبِيُّ فِي حجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَفْسُهُ تَتَقَعقَعُ فَفَاضَتْ عَيْنَا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ[2]: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ؟! قَالَ: ((هَذِهِ رَحْمَةٌ وَضَعَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ، وَلَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ إِلَّا الرُّحَمَاءَ))[3].
معاني الكلمات: ♦ ابْنَةً لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أي زينب رضي الله عنها.
♦ ابْنَتِي: أي أُميْمَة.
♦ حُضِرَتْ: أي ماتت.

♦ فَاشْهَدْنَا: أي فأتِنَا.
♦ فَلْتَحْتَسِبْ: أي تحتسب الأجر والثواب.
♦ تَتَقَعقَعُ: أي تضطرب وتتحرك.
♦ فَاضَتْ: أي أدمَعت.
المعنى العام: أرسلت زينبُ بنتُ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبيها صلى الله عليه وسلم أن ابنتها أُمَيمَة قد ماتت، فأْتِنا، فأرسل إليها صلى الله عليه وسلم السلام وبيَّن لها أن هذا لله تعالى، وله كذلك سبحانه ما أعطى، وأن كل شيء عنده مكتوبٌ، فاحتسبي الأجر من الله تعالى؛ فأرسلت إلى أبيها صلى الله عليه وسلم تُقْسِم عليه أن يأتيَها، فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم فوُضع الصبي في حجره، فاضطربتْ نفسُه الشريفة صلى الله عليه وسلم وسالت عينه بالدموع؛ فقال له سعد بن عبادة رضي الله عنه: ما هذا يا رسول الله؟! فبيَّن له صلى الله عليه وسلم أن هذه رحمةٌ وضَعها الله في قلوب عباده، وليس هذا من التسخُّط على قدَر الله، وأن الله لا يرحم من عباده إلا الرحماء.
الفوائد المستنبطة من الحديث: 1) استحباب الدُّعَاء في هذا المُصاب بالدُّعَاء المذكور. 2) استحباب عيادة المريض. 3) استحباب تعزية أهل المتوفَّى والدُّعَاء لهم. 4) لا بأس بالبكاء على الميت إذا لم يَصْحَبْه ما يَحرُم. 5) عظيم رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأُمَّته. 6) الحث على التخلُّق بخُلُق الرحمة. 7) تقرير مبدأ الأيمان بالقضاء والقدر. 8) إخبار الصالحين عند مصيبة الموت ليدعوا للميت. 9) وجوب الصبر على أقدار الله سبحانه وتعالى. 10) حرمة التَّسخُّط على أقدار الله تعالى.


[1] أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي كان أبوه مولى للنبي صلى الله عليه وسلم، وهبته له خديجة رضي الله عنها، ولد رضي الله عنه سنة ثمان قبل الهجرة؛ وقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته على جيش عظيم فيهم كبار المهاجرين والأنصار، ومات رضي الله عنه في المدينة سنة أربع وخمسين أو تسع وخمسين. [2] سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الخزرجي، سيد الخزرج رضي الله عنه، وكان رضي الله عنه يرجع كل ليلة إلى أهله بثمانين من أهل الصفة يعشِّيهم، مات رضي الله عنه سنة أربع عشرة. [3] متفق عليه: رواه البخاري (1204)، ومسلم (1531).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣