الأخلاق في الإسلام (1)
مدة
قراءة المادة :
5 دقائق
.
الأخلاق في الإسلام (1)حديثنا اليوم عن الأخلاق في الإسلام:
وقد حثَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على التخلُّق بالأخلاق الحسنة والآداب الحميدة، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن مِنْ أَحَبكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِني مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا»؛ [رواه الترمذي وصححه الألباني].
ومن الأخلاق الحسنة التي دعا إليها الإسلام:
♦ بر الوالدين، والإحسان إلى الزوجة والأولاد بنين وبنات، وصلة الرحِم والأقارب، كما قال الله تعالى: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي»؛ [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»[1]؛ [متفق عليه].
♦ ومن الأخلاق التي حث عليها الإسلام: حسن الحديث والكلمة الطيبة، والصدق، والبشاشة والابتسامة، والتواضع للمؤمنين؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]، وقال صلى الله عليه وسلم: «الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ»؛ [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ»؛ [رواه الترمذي وصححه الألباني]، وقال صلى الله عليه وسلم: «وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِله إِلا رَفَعَهُ الله»؛ [رواه مسلم].
♦ وقد جاء الأمر والحث على حفظ اللسان؛ قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»؛ [متفق عليه]، وحفظ اللسان يكون بعدم التلفظ بالألفاظ السيئة، واجتناب اللعن والشتائم، والحذر من الغيبة (وهي: ذِكْر المسلم أخاه في غَيْبته بما يكره)، قال تعالى: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُم بَعْضًا ﴾ [الحجرات: 12]، وقال صلى الله عليه وسلم: «ليسَ المؤمِنُ بالطَّعَانِ، ولَا اللَّعَانِ، ولَا الفَاحِشِ، ولَا البَذِيءِ»؛ [رواه الترمذي وصححه الألباني]، وحذر صلى الله عليه وسلم من الكِبْر، فقال: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ»؛ [رواه مسلم].
♦ كما حث الإسلام على حسن التعامل مع الخدم وعدم تكليفهم فوق طاقتهم وإعطائهم حقَّهم فورَ اكتمال أعمالهم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ - أي: خدمُكم - جَعَلَهُمُ الله تحْتَ أيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مما يأكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِما يَلْبَسُ، ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ»؛ [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ»[2]؛ [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
ويجمع قاعدة الأخلاق قوله صلى الله عليه وسلم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»؛ [متفق عليه].
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنَّا سيئها لا يصرف عنَّا سيئها إلا أنت، نكتفي بهذا القدر، ونكمل الحديث بمشيئة الله في اللقاء القادم.
المصدر: كتاب عطر المجالس
الجزء الأول
[1] معنى الحديث: أن الله سبحانه وتعالى وعد من يصل رحمه أن يثيبه، وأن يجزيه بأن يطيل في عمره، وأن يوسع له في رزقه جزاءً له على إحسانه.
[2] قبل أن يجف عرقه: كناية عن وجوب المبادرة عقب فراغ العمل إذا طلب - وإن لم يعرق أو عرق وجف - والمراد منه المبالغة في إسراع الإعطاء وترك المماطلة والتأخير.