أرشيف المقالات

تفسير سورة القصص للناشئين (الآيات 22 - 43)

مدة قراءة المادة : 12 دقائق .
2تفسير سورة القصص للناشئين (الآيات 22 - 43)   معاني المفردات من الآيات الكريمة من (22) إلى (28) من سورة «القصص»: ﴿ سواء السبيل ﴾: الطريق الذي فيه النجاة والراحة. ﴿ ولما ورد ماء مدين ﴾: ولما وصل إلى ماء بلدة شعيب عليه السلام. ﴿ أمة من الناس ﴾: جماعة كثيرة من الناس يسقون مواشيهم. ﴿ من دونهم ﴾: من غير جماعة الرعاء. ﴿ تذودان ﴾: تكفَّان أغنامهما وتمنعانها من الماء. ﴿ قال ما خطبكما ﴾: قال موسى للفتاتين: ما شأنكما؟ ولماذا لا تسقيان مع الرعاء؟ وماذا تطلبان؟. ﴿ يصدر الرعاء ﴾: ينصرف الرعاء بأغنامهم عن الماء. ﴿  على استحياء ﴾: بحياء خجل، تستر وجهها بثوبها. ﴿ استأجره ﴾: اجعله يعمل لرعي أغنامنا وسقايتها بالأجر. ﴿ أنكحك ﴾: أزوِّجك. ﴿ تأجرني ﴾: تكون لي أجيرًا في رعي الغنم. ﴿ حجج ﴾: سنين. ﴿ أشق ﴾: أصعِّب. ﴿ أيما الأجلين قضيت ﴾: أي المدَّتين الثمان أو العشر. ﴿ فلا عدوان عليَّ ﴾: فلا إثم ولا حرج عليَّ. ﴿ وكيل ﴾: شاهد.   مضمون الآيات الكريمة من (22) إلى (28) من سورة «القصص»: 1 - تواصل الآيات قصة موسى عليه السلام وهو يتجه ناحية مدين، رجاء أن يرشده ربه إلى الطريق السوي، ولما وصل إلى بئر مدين وجد الرعاء يسقون وهناك امرأتان تمنعان غنمهما أن تختلط بغنم الناس وتتأخران عن السقي، فعلم منهما أنهما خرجتا لضرورة، وهو ضعف أبيهما وكبر سنه، فساعدهما وسقى لهما وانصرف إلى شجرة طالبًا من ربه الرزق والعون.   2 - وجاءته إحداهما تمشي في حياء وأخبرته بدعوة أبيها له، فذهب معها وجعلها تمشي خلفه وتدله على الطريق - وذلك من شدة أمانته وعفته - ولما وصل إلى أبيها - وهو شعيب عليه السلام - وحكى له قصته وسبب خروجه من مصر، بشَّره الرجل بأنه قد نجا.
وعندئذٍ قالت إحدى البنتين لأبيها: يا أبت استأجره لرعي غنمك، فهو رجل قويّ وأمين، فقال له الرجل: إنِّي أريد أن أزوِّجك إحدى ابنتي على أن تعمل عندي في الرعي ثماني سنوات، فإذا أتممتها عشرًا فهذا تفضُّلٌ منك.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: من (22) إلى (28) من سورة «القصص»: 1 - القوة والأمانة من أهم الصفات التي يحب أن تتوافر في المسلم؛ ليكون محبوبًا مقرَّبًا من الله ومن الناس.   2 - خروج المرأة للعمل وممارسة النشاط خارج منزلها عند الضرورة مع مراعاة التزام الاحتشام في الملبس وترك التبرُّج وإظهار الزينة، والحرص على الأدب والحياء وعدم الاختلاط بالرجال.   3 - ضرورة مكافأة من يحسن إلينا، وذلك بشكره، ثم إعطائه أجره دون إبطاء أو مماطلة.   4 - يجوز لوليّ أمر الفتاة أن يعرض الزواج منها على من يجد فيه صفات الزوج الصالح.   معاني المفردات من الآيات الكريمة من (29) إلى (35) من سورة «القصص»: ﴿ لأجل ﴾: المدَّة التي اتفق شعيب عليه السلام عليها. ﴿ آنس ﴾: أبصر بوضوح. ﴿ الطور ﴾: جبل الطور بسيناء. ﴿ جذوة من النار ﴾: عود فيه نار بلا لهب. ﴿ تصطلون ﴾: تستدفئون بها من البرد. ﴿ كأنها جان ﴾: نوع من الحيَّات السريعة. ﴿ ولَّى مدبرًا ﴾: انصرف هاربًا منها. ﴿ ولم يعقِّب ﴾: ولم يلتفت إليها. ﴿ في جيبك ﴾: في فتحة ثوبك، مكان دخول الرأس. ﴿ بيضاء ﴾: مضيئة. ﴿ من غير سوء ﴾: من غير أذًى ولا برص. ﴿ اضمم إليك جناحك ﴾: ضم يدك اليمنى إلى صدرك يذهب عنك الخوف والرعب من الحيَّة. ﴿ برهانان ﴾: دليلان قاطعان، وحجَّتان واضحتان على صدقك. ﴿ وملئه ﴾: وأشراف قومه الطغاة المتجبِّرين. ﴿ فاسقين ﴾: خارجين عن طاعة الله. ﴿ نفسًا ﴾: القبطي الذي كان في مشاجرة مع الإسرائيلي، وضربه موسى فمات. ﴿ أفصح منِّي لسانًا ﴾: أوضح بيانًا، وأكثر فصاحة وطلاقة لسان في الحديث. ﴿ ردءًا ﴾: عونًا. ﴿ سنشدُّ عضدك ﴾: سنقوِّيك ونعينك. ﴿ سلطانًا ﴾: غلبة وبرهانًا. ﴿ بآياتنا ﴾: بسبب ما أيدتكما به من المعجزات الباهرات.   مضمون الآيات الكريمة من (29) إلى (35) من سورة «القصص»: 1 - أتمَّ موسى عليه السلام عشر سنين، ثم انطلق نحو مصر، ومعه زوجته، وولدان، وغنم، فأبصر عن بعد نارًا مشتعلة في جنب الطور، فطلب من أهله أن ينظروا لعله يأتيهم بخبر أو بجذوة منها.   2 - فلما جاء إلى الشجرة سمع نداء ربه، وتكليفه بالذهاب إلى فرعون، ودعوته إلى الإيمان بالله وحده هو وقومه، وأعطاه معجزتين واضحتين تؤكدان صدق رسالته، العصا يلقيها على الأرض فتتحول حيَّة عظيمة تسعى، اليد بحيث يدخلها في فتحة ثوبه فتخرج بيضاء تتلألأ كالقمر من غير مرض.   3 - وطلب موسى عليه السلام من ربه أن يرسل معه أخاه هارون معينًا ومساعدًا على أداء رسالته إلى فرعون وقومه، واستجاب الله لطلبه ووعدهما بأنهما هما ومن اتبعهما الغالبون المنتصرون.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: من (29) إلى (35) من سورة «القصص»: 1 - اتخاذ المساعدين في الأمور الهامة وخاصة إذا لم يكن لدى الإنسان القدرة الكاملة على أداء مهمته وحده. 2 - الحرص على تحقيق مطالب الأسرة ورعايتها والقيام على أفرادها. 3 - يجوز للإنسان أن يعمل أجيرًا في مقابل طعامه وكسوته أو زواجه أو غير ذلك من المنافع.   معاني المفردات من الآيات الكريمة من (36) إلى (43) من سورة «القصص»: ﴿ ما هذا ﴾: ما جئتنا به من العصا واليد. ﴿ مفترى ﴾: مكذوب مختلق تنسبه إلى الله كذبًا. ﴿ بهذا ﴾: الذي جئت به. ﴿ عاقبة الدَّار ﴾: النهاية الحميدة في الدنيا والآخرة. ﴿ صرحًا ﴾: قصرًا عظيمًا. ﴿ أطَّلع ﴾: أرى وأشاهد (وهو يستهزئ ويسخر). ﴿ فنبذناهم في اليم ﴾: فألقيناهم في البحر، وأغرقناهم. ﴿ أئمة ﴾: قادة وزعماء في الكفر. ﴿ لعنة ﴾: إبعادًا وطردًا من رحمة الله. ﴿ المقبوحين ﴾: المبعدين أو المشوَّهين في الخلقة. ﴿ الكتاب ﴾: التوراة. ﴿ القرون الأولى ﴾: الأمم التي كانت قبله. ﴿ بصائر للناس ﴾: شواهد صدق ودليل حقيقة.   مضمون الآيات الكريمة من (36) إلى (43) من سورة «القصص»: 1 - فلما جاء موسى إلى فرعون بآيات الله البيِّنات، استكبر هو وقومه عن اتباع الحق وزعموا أن هذه المعجزات سحر، واشتد غضب فرعون الذي كان يظن ألا يغلب، ويدعي أنه الرب الكبير، وأخذ يستهزئ بموسى قائلاً لوزيره هامان: اصنع لي من الطين طوبًا محروقًا بالنار وابن لي صرحًا عظيمًا لعلِّي أشاهد إله موسى، فكان جزاؤه هو وجنوده أن أغرقهم الله في البحر.   2 - ثم ختمت هذه الآيات بأن الله سبحانه وتعالى أعطى موسى عليه السلام التوراة لتنير البصائر لمعرفة الحق، وذلك بعد إهلاك الأمم السابقة المكذبة برسلها مثل أقوام نواح وهود ولوط وصالح - عليهم السلام - وفيها الهداية والرحمة لكل من يتعظ ويتذكَّر فيؤمن بالله ورسله.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: من (36) إلى (43) من سورة «القصص»: 1 - إسناد كل شيء إلى مشيئة الله سبحانه وتعالى تأدبًا مع الله وإيمانًا به، مع حسن المعاملة ولين الجانب.   2 - لعنة الظالمين في الدنيا لا تمنع عنهم عذاب الآخرة.   3 - تنبيه المؤمنين إلى الخطر قبل أن يتعرضوا له حتى ينجحوا من الوقوع فيه، ولاسيما القادة منهم، وهذا لا يدخل في النميمة المحرَّمة شرعًا، بل هو من باب النصيحة الواجبة.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن