أرشيف المقالات

قول البعض: لا حول الله، مائدة الرحمن

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2قول البعض لا حول الله، مائدة الرحمن
يقول الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وعلى هذا ينبغي على الإنسان أن يتحرز من خطأ وزلل اللسان، خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل العقائدية، التي تتعلق بالله تعالى، وبأسمائه وصفاته.   وهناك بعض الأخطاء اللفظية الخاصة بالأمور العقائدية يقع فيها البعض، نذكرها هنا للتنبيه عليها، والحذر منها، ومن هذه الأقوال: • لا حول الله: كثير من الناس يقع في هذا الخطأ اللفظي غير المقصود، وهو يقول هذا اللفظ اختصارًا لقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، وهذا لا يجوز؛ لأن قول القائل: "لا حول الله" فيه نفي الحول عن الله، وهذا لا يجوز في حق الله تعالى، والصحيح هو: "لا حول ولا قوة إلا بالله".   • مائدة الرحمن: يقولون ذلك لموائد الإفطار التي يصنعونها في رمضان، ويقصدون بهذه الكلمة "مائدة الرحمن" أن هذا العمل لله، ولكنها كلمة لا تصح، فإذا نظرنا في القرآن في سورة المائدة نجد قوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ﴾ [المائدة: 112]، فلما أصروا على ذلك، قال عيسى ابن مريم: ﴿ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [المائدة: 114]، وهذه المائدة التي أنزلها الله لم ينسبها إلى نفسه، ولا نسبها إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا قال بذلك أحد من السلف.   ولعل قائلًا يقول: قد وردت هذه الإضافة في السنة؛ فقد أخرج الحاكم بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن مأدبة الله، فاقبَلوا من مأدبته ما استطعتم)).   والجواب عن هذا: أن هذا الحديث ضعيفٌ، وعلى فرض صحته فإن هذا وصف للقرآن لا للطعام.   ولهذا يجب على كل مسلم توقير الله وتعظيمه وتنزيهه، وألا ينسب إليه ما لم ينسبه سبحانه إلى نفسه، ولا نسبه إليه الرسول صلى الله عليه وسلم؛ (مختصر النبراس في المخالف للشريعة من كلام الناس للشيخ فكري الجزار: ص78 - 79).   (37) الآية إتألبت: والناس يقولون هذه الكلمة إذا رأوا أو سمعوا أمرًا معكوسًا بزعمهم، أو رأوا تحولًا أو تغيرًا في حال بعض الناس، مما لا يتوقعونه أو لا يفهمون له سببًا، وهذه العبارة غير صحيحة؛ لأن الآية إما أن تكون آيةً كونية؛ كآية خلق السموات، وآية خلق الأرض، وآية خلق البحار، والأنهار، والأشجار، ومختلف الكائنات، وإما أن تكون آية قرآنية.   أما الآيات الكونية: فقد جعلها الله دالةً على وحدانيته وقدرته؛ فهي على صورتها التي خلقها الله عليها، ما دامت السموات والأرض، لا تتغير صورتها، ولا تتبدل هيئتها إلا: ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ﴾ [إبراهيم: 48]، عندها ينقلب كل شيء؛ لأن ذلك من علامات قيام الساعة، أما الآيات القرآنية: فهي كلام الله الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو محفوظٌ بين دفتي المصحف بحفظ الله له؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]؛ فلا تبديل فيه ولا تغيير حتى يرفع من الصدور، وعليه فلا يجوز أن يقال: "الآية اتألبت"؛ لأن الآيات الكونية والآيات القرآنية يجب أن تصان عن مثل ذلك، والصواب: أنا إذا رأينا تغيرًا أو أمرًا غير متوقع أن نقول: "سبحان الله"؛ تعجبًا مما نراه، أو لم نكن نتوقعه؛ (المصدر السابق: ص55 - 56).



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن