أرشيف المقالات

تعريف الدعوة

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2تعريف الدعوة   أ- الدعوة لغة: جاء في لسان العرب في مادة (دعا): الدعوة: اسم لما يدعيه، وادعيت الشيء، زعمته لي، ودعا الرجل دعوا ودعاه: ناداه، ودعوت فلانا: أي صحت به واستدعيته.
وتداعي القوم: دعا بعضهم بعضًا حتى يجتمعوا، وهو التداعي.
والدعاة: قوم يدعون إلى بيعة (هدي أو ضلالة)، واحدهم داع ورجل داعية: إذا كان يدعوا الناس إلى بدعة أو دين، أدخلت الهاء للمبالغة[1].   وفي المعجم الوسيط: الدعوة: الطلب؛ يقال: دعا بالشيء: طلب احضاره، ودعا إلى الشيء: حثه على قصده؛ يقال: دعاه إلى القتال، ودعاه إلى الصلاة، ودعاه إلى الدين، والي المذهب: حثه على اعتقاده وساقه إليه[2]   فالدعوة إذن هي: نداء وصيحة وطلب وحث، وإذا أطلق لفظ "الدعوة" فإنه ينصرف إلى الدعوة الإسلامية أو الدعوة إلى الله تعالى..   ب- الدعوة اصطلاحًا: عرف أ.د.
رؤوف شلبي الدعوة فقال: هي الحركة الإسلامية في جانبيها النظري والتطبيقي من حيث هي: حركة بناء للدولة الإسلامية، ومن حيث هي دفاع عن استمرار وجودها[3].   وقال الشيخ علي محفوظ: الدعوةُ: "حث الناس على الخير والهدي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليفوز الناس بسعادة الآجل والعاجل[4].   وقال الدكتور أحمد غلوش: الدعوة: العلم الذى به تعرف كافة المحاولات الفنية المتعددة الرامية إلى تبليغ الناس الإسلام بما حوى من عقيدة وشريعة وأخلاق.[5]   ويقول: الدعوة الإسلامية: هي الدين الذى ارتضاه الله للعالمين، وأنزل تعاليمه وحياً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحفظها في القرآن الكريم، وبينها في السنة المحمدية.
[6] فالدعوة – إذاً – إما أن تكون الدين، وإما ان تكون العلم الذي يدرس شؤون الدعوة ووسائل تبليغها.   وعلى هذا يمكن القول بأن الدعوة هي: "تبليغ الناس دين الله تعالى – بكافة الوسائل والأساليب المشروعة – وبذل الجهد في نصحهم للترقي بهم إلى أعلى الدرجات".   على أن الدعوة لها اتجاهان: الأول: اتجاه افقي وهو نشر الدعوة وتبليها للناس وهو يشمل في الأساس بيان التوحيد وتعاليم الإسلام وأحكامه وأركانه، والقصد من ذلك دخول الناس في الإسلام عن قناعة واختيار، وأما الثاني، فهو أتجاه رأسي وهو: التحسين النوعي (أي الارتقاء بالمدعوين)؛ فإذا كان المراد بالأول هو "الكم"، فإن المراد بالثاني هو "الكيف" أي اصلاح وتحسين حال المسلمين والتزامهم بالإسلام، والترقي بهم إلى مراتب الايمان والاحسان، وإذا كان التبليغ يحقق المعني الأول (وهو الاتجاه الأفقي)، فإن النصح يحقق المعني الثاني، لأن من معاني "النصح": الإخلاص، والصدق، والتكميل، والتنقية، فقد جاء في المعجم: ناصح نفسه في التوبة: أخلصها، ونصحت الإبل الري: صدقته، ونصح الخياط الثوب إذا أنعم خياطته، ولم يترك فيه خللا، وإن في ثوبك لمترقعًا ومتنصحاً: موضع خياطة وترقيع.
وسقاني ناصح العسل: ماذيه؛ يقال: نصح العسل ونصع (أي زال شوائبه ونقاه) [7].   ولعل في تعريف الأستاذ الدكتور رؤوف شلبي رحمه الله ما يشير إلى النوعين؛ فالأفقي هو حركة بناء الدولة، والرأسي: هو العمل على استمرار وجودها وهو ما يستدعي التحسين والتكميل.


[1] لسان العرب لابن منظور مادة دعا. [2] المعجم الوسيط مادة (دعا) (1/286). [3] الدعوة الاسلامية في عهد المكي أ.
د.
رؤوف شلبي ص 36، مطبوعات مجمع البحوث الاسلامية سنة 1974م. [4] هداية المرشدين الشيخ على محفوظ طبعة 7 ص 17 وانظر المرجع السابق. [5] الدعوة الاسلامية اصولها ووسائلها ص 10 (دار الكتاب – المصري اللبناني) أ.
د.
أحمد غلوش. [6] المرجع السابق. [7] اساس البلغة مادة ن ص ح.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن