أرشيف المقالات

مصافحة غير المحارم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2مصافحة غير المحارم
مصافحة الرجال للنساء الأجنبيات - اللاتي يجوز لهم الزواج بهن - حرام، وهي معصية عمت بها البلوى وصارت عرفاً اجتماعيًّا سائراً بين أغلب الناس، وهو عرف فاسد يخالف ويحاد شرع الله ورسوله، وفي مثل هذه المناسبات تجد هذا الأمر - المصافحة - على أشده، بل هناك من الرجال من يتصدر المجلس ويسلم على كل الوفود، أو امرأة تكون في استقبال الناس وتسلم على الأضياف بما فيهم الرجال، ولو أنكرتَ عليهم فعلهم وقلت: إن هذا حرام وغير جائز وأقمت عليهم الحجة بالبرهان والدليل، اتهموك بالرجعية والتعقيد وقطع الرحم والتشكيك في النوايا الحسنة، وللأسف...
فهذا من الأعراف الاجتماعية الفاسدة، ومن باطل عادات الناس التي علت وطغت على كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.   فقد أخرج الطبراني في الكبير من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له". وعند الطبراني كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا أمس أيدي النساء". وفي صحيح مسلم من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام". وهل هناك أطهر قلبًا من قلب النبي صلى الله عليه وسلم؟! ومع ذلك يعلنها النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لا أصافح النساء".   أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش - اللمس - والرِّجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى ويُصدق ذلك الفرج أو يكذبه". قال ابن حجر رحمه الله: إطلاق الزنا على اللمس والنظر وغيرهما بطريق المجاز؛ لأن ذلك من مقدماته. ومما لا شك فيه أن هذا من زنا اليد، بل هناك ما هو أشد من ذلك بلاءً، وهو أنك تجد عند الزحام الشديد التصاق الأجساد بالأجساد، ولا حول ولا قوة إلا بالله على ضياع الغيرة من قلوب الرجال وضياع الحياء من النساء.



شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير