أرشيف المقالات

تفسير الربع الأخير من سورة الفرقان

مدة قراءة المادة : 14 دقائق .
2سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*] تفسير الربع الأخير من سورة الفرقان
• الآية 53: ﴿ وَهُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ﴾ أي خَلَطَ البحرين (يعني جَعَلهما يجريان معًا في مكانٍ واحد)، فـ ﴿ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ﴾ أي عذبٌ سائغٌ شُربه، ﴿ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ﴾ أي شديد الملوحة لا يُشرَب، ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا ﴾ أي حاجزًا يَمنع كل واحدٍ منهما من إفساد الآخر (رغم أنهما مختلطان)، ﴿ وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾: أي: وحرامًا مُحَرَّمًا أن يَصل أحدهما إلى الآخر.
• الآية 54، والآية 55: ﴿ وَهُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ ﴾ أي خَلَقَ مِن مَنِيِّ الرجل: ﴿ بَشَرًا ﴾ (ذكورًا وإناثًا) ﴿ فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ﴾ أي: فنَشَأ مِن هذا البَشَر قَرابة النَسَب وقَرابة المُصاهَرة (بالزواج)، (ويُحتمَل أن يكون المعنى: أنه سبحانه أنشأ من هذه النُطفة: ذَكَرًا وأنثى، فالذكَر يُنسَب إليه الأبناء، والأنثى يُصهَر إليها (أي يُتزوَّج منها لتُنجِب الأبناء)، ﴿ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ على خَلق ما يشاء، (واعلم أن أصهار الرجل هم أقارب زوجته). ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ يعني: ورغم هذه الأدلة على قدرة الله وإنعامه على خلقه، فإن الكفار يَعبدون من دون اللهِ ﴿ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ ﴾ إنْ عَبَدوه، ﴿ وَلَا يَضُرُّهُمْ ﴾ إنْ تَرَكوا عبادته، ﴿ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا ﴾ أي مُعِينًا للشيطان على معصية الرحمن.   • الآية 56، والآية 57: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ ﴾ أيها الرسول ﴿ إِلَّا مُبَشِّرًا ﴾ للمؤمنين بالجنة ﴿ وَنَذِيرًا ﴾ للكافرين من النار، أما هداية القلوب فهي إلى الله وحده، (إذ يَهدي سبحانه مَن طَلَبَ الهداية بصِدق، وسَعَى في تحصيل أسبابها)، (ولا يُضِلُّ سبحانه إلا مَن رَغِبَ في الضلال، وسَعَى إليه وأحَبَّه)، ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول لمُشرِكي قومك: ﴿ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾: أي لا أطلب منكم أجرًا على تبليغ رسالة ربي ﴿ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ﴾ يعني: لكنْ مَن أراد أن يَسلك طريق الحق ويُنفق في سبيل ربه، فإنما هو خيرٌ لنفسه.
• الآية 58، والآية 59: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ ﴾ أي صاحب الحياة الكاملة (التي تليق بجلاله) ﴿ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾ (وكُلُّ حَيٍّ غيره مَسبوقٌ بالعدم ويَلحقه الفَناء)، (واعلم أن التوكل هو الاعتماد على اللهِ تعالى - مع الأخذ بالأسباب - ولكنْ مع تعلق القلب بمُسَبّب الأسباب (فالجَوارحُ تعمل والقلوبُ تتوكل)، ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾ أي أكثِر مِن قول: (سبحان اللهِ وبحمده)، (وهي تعادل في المعنى: (سبحان الله والحمد لله)، (فأمّا كلمة (سبحان الله): فمَعناها أنك تَنفي عن اللهِ تعالى كل ما لا يَليقُ به، وأمَّا معنى (الحمد لله): أنك تشكرُ اللهَ تعالى على نِعَمه، وتُثنِي على جلاله وكماله)، ﴿ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا ﴾ أي كفى باللهِ خبيرًا بذنوب خلقه، إذ لا يَخفى عليه شيءٌ منها، وسوف يُحاسبهم عليها ويُجازيهم بها، (وفي هذا تصبيرٌ للنبي صلى الله عليه وسلم على تكذيب قومه وعِنادهم). ♦ وهو سبحانه ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ﴾ ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ﴾ أي عَلا وارتفع على العرش (استواءً يليق بجلاله وعظمته)، وهو سبحانه ﴿ الرَّحْمَنُ ﴾ الذي وَسِعَت رحمته كل شيء، ﴿ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾: أي اسأل أيها النبي بذلك خبيرًا (يَقصد سبحانه بذلك نفسه الكريمة)، أي اسأل ربك عن نفسه، فهو سبحانه الخبير الذي يَعلم صفات نفسه.   • الآية 60: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ ﴾ - ولا تسجدوا لغيره من المخلوقات - ﴿ قَالُوا ﴾ - مُنكِرينَ مُتجاهلين -: ﴿ وَمَا الرَّحْمَنُ ﴾ يعني ما نعرف الرحمن، ﴿ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا ﴾ يعني أتريد أن تفرض علينا طاعتك؟ ﴿ وَزَادَهُمْ نُفُورًا ﴾: أي زادهم ذلك الأمر بالسجود بُعْدًا عن الإيمان ونُفورًا منه.
• الآية 61: ﴿ تَبَارَكَ ﴾ أي عَظُمَتْ قدرة الرحمن، وكَثُرَ خيره وفَضْله، فهو ﴿ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا ﴾؛ أي: مَنازل تسير فيها الكواكب والنجوم، ليُستَدَلّ بها على الطرُقات والأوقات، وغير ذلك مِن مَصالح العباد ﴿ وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا ﴾ أي شمسًا مضيئة ﴿ وَقَمَرًا مُنِيرًا ﴾.
• الآية 62: ﴿ وَهُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ﴾ أي جَعَلهما مُتعاقبَيْن، يَخْلُف أحدهما الآخر ﴿ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ ﴾؛ أي: يَعتبر بما في ذلك من الآيات، فيُؤمن بالخالق المدبِّر الذي يَستحق العبادة وحده، (ومِن ذلك أيضاً أنّ مَن نَسِيَ عملًا بالنهار يعمله حين يَذكره بالليل، ومَن نَسِيَ عملًا بالليل يعمله حين يَذكره بالنهار)، ﴿ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ للهِ تعالى على نعمه (بالاجتهاد في طاعته ليلًا ونهارًا).
• الآية 63: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ﴾ أي عباده الصالحون، (وقد نَسَبَهم سبحانه إلى نفسه لتشريفهم)، كقوله تعالى: (بيت الله، وناقة الله)، ثم وَضَّحَ صفاتهم بأنهم ﴿ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾ أي يَمشون على الأرض بتواضعٍ ووقار، ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ ﴾ بكلامٍ يؤذيهم: ﴿ قَالُوا سَلَامًا ﴾: أي خاطَبوهم خطابًا يَسْلَمون به من الإثم، ومِن مقابلة الجاهل بجهله، (فلم يَرُدُّوا السيئة بالسيئة، ولكنهم رَدُّوا عليهم بأحسن الكلمات ثم فارَقوهم).   • الآية 64: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ أي يَقضون ليلهم بين السجود والقيام، وهُم مُحِبّونَ لربهم (الذي يراهم وهُم قائمونَ له)، ذليلونَ له سبحانه (مِن كثرة نعمه عليهم وكثرة ذنوبهم)، راجونَ رحمته، خائفونَ من عذابه).
• الآية 65، والآية 66: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ ﴾ ﴿ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴾ يعني إنّ عذابها لا يُفارق صاحبه، ﴿ إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ يعني إنّ جهنم شَرٌّ مُستقَرًّا وإقامة.
• الآية 67: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ﴾ أي لم يَتجاوزوا الحد في العطاء ﴿ وَلَمْ يَقْتُرُوا ﴾: أي لم يُضَيِّقوا في النفقة، (﴿ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ أي كان إنفاقهم وَسَطًا بين التبذير والتضييق.
• الآية 68، والآية 69، والآية 70: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ ﴾ (بل يُخلِصون عبادتهم لله وحده، ويَدعونه في قضاء حوائجهم)، ﴿ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ ﴾ قَتْلها ﴿ إِلَّا بِالْحَقِّ ﴾ يعني إلا بالحق الشرعي (كالقِصاص، ورَجْم الزاني المتزوج، وقتل المُرتَد)، واعلم أن تنفيذ هذا القِصاص يكون عن طريق وَلِيِّ الأمر (وهو حاكِمُ البلد)، ﴿ وَلَا يَزْنُونَ ﴾ (بل يَحفظون فروجهم - إلا على أزواجهم أو ما مَلَكَتْ أيمانهم - ويَسُدون كل الأبواب التي تقربهم من الفاحشة)، ﴿ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ﴾ يعني: ومَن يَفعل شيئًا من هذه الكبائر ﴿ يَلْقَ أَثَامًا ﴾ أي يَلْقَ في الآخرة عقابَ إثمه، إذ ﴿ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ ﴿ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ أي ذليلًا حقيرًا (واعلم أنّ الوعيد بالخلود يكونُ لمن أشرك بالله تعالى) ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ ﴾ مِن هذه الذنوب توبةً نصوحًا ﴿ وَآَمَنَ ﴾ أنّ اللهَ كان يراه وهو يفعل المعصية، فحينئذٍ يَنكسر قلبه، ويَذِل لربه، ويَستحيي أن يراه مرة أخرى على معصية، ﴿ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ﴾ أي داوَمَ على فِعل الأعمال الصالحة بعد توبته، ﴿ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ﴾ أي يمحو الله سيئاتهم ويجعل مكانها حسنات (بسبب توبتهم وندمهم، وكثرة استغفارهم على ما مضى من ذنوبهم)، (فإن مِن علامات التوبة النصوح: أن تَكره الذنب كما أحببته، وأن تستغفر منه إذا ذكرته)، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا ﴾ لمن تاب إليه، ﴿ رَحِيمًا ﴾ بعباده حيث دعاهم إلى التوبة بعد أن فعلوا أكبر المعاصي.   • الآية 71، والآية 72: ﴿ وَمَنْ تَابَ ﴾ عمَّا ارتكبه من الشرك والذنوب، وندم على ما فعل، وعزم عزمًا صادقًا على عدم العودة إلى الذنوب، ورَدَّ الحقوق لأصحابها ﴿ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾ بعد التوبة: ﴿ فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴾ يعني فإنه بذلك يَرجع إلى ربه رجوعًا صحيحًا، فيَقبل توبته ويَغفر ذنوبه. ♦ ثم يُكمِل سبحانه صفات عباد الرحمن قائلاً: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ أي لا يَشهدون بالكذب، ولا يحضرون مجالسه ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ ﴾: يعني إذا مَرُّوا بأهل الباطل مِن غير قصد: ﴿ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ أي مُعرضينَ عنهم، مُنكرينَ لِمَا هم عليه، مُمتنعينَ عن سماع ما لا خيرَ فيه من الأقوال والأفعال أو المشاركة فيه.   • الآية 73: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ ﴾: يعني إذا وُعِظُوا بآيات القرآن وأدلة وحدانية الله تعالى: ﴿ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴾، يعني لم يَسجدوا على الأرض بدون وَعْي أو تدبر، (كما يفعل الكفار الذين يسجدون لاصنامهم)، بل إنهم يَسمعون الآية، ويَفهمون ما تدعو إليه، فحينئذٍ تتفتَّح لها بصائرهم، ويتأثرون بها، فيَخِرُّوا لله ساجدينَ مُطيعين.   • الآية 74: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا ﴾ أي اجعل لنا ﴿ مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ أي ما تَفرح به أعيننا، ويكون فيه أُنسنا وسرورنا، ﴿ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ أي اجعلنا من الذين يتقون عذابك (بطاعتك واجتناب معصيتك)، واجعلنا قدوةً لهم في الأعمال الصالحة والكلام الطيب.   • الآية 75، والآية 76: ﴿ أُولَئِكَ ﴾ أي المتصفون بهذه الصفات السابقة ﴿ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا ﴾ أي يُثابُون أعلى منازل الجنة (بسبب صَبْرهم على طاعة ربهم) ﴿ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا ﴾ أي في الجنة ﴿ تَحِيَّةً ﴾ من الملائكة ﴿ وَسَلَامًا ﴾ أي حياةً طيبة سالمة مِنَ المُنَغِّصات، ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا ﴾ ﴿ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا ﴾ يَستقرون فيه ﴿ وَمُقَامًا ﴾ يُقيمون به، إذ سعادتها لا تَنقص، ونعيمها لا يُفسِده شيء (كالمَوت والتعب والهَم والحَزَن).
• الآية 77: ﴿ قُلْ ﴾ أيها الرسول للمشركين: ﴿ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي ﴾ أي لا يُبالي سبحانه بكم ﴿ لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ﴾ إياه (إذ كانوا يَدعون اللهَ في الشدة، ويُشرِكونَ به في الرخاء)، ﴿ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ ﴾ بالتوحيد والنبوة والبعث ﴿ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴾ أي: فسوف يكونُ تكذيبكم مُوجِبًا لعذابٍ يَلزمكم، ويُهلككم في الدنيا والآخرة.


[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة. • واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحديًا لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحيانًا نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢